> فن وثقافة

ياس خضر.. غنى في «ليل البنفسج»


ياس خضر.. غنى في «ليل البنفسج»

حافظ الشمري - أعاده الحنين إلى عشاق صوته وجمهوره الكويتي، مستعيدا ذكريات حفلات سينما الأندلس، والترويح السياحي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، هكذا حل الفنان العراقي القدير ياس خضر أول من أمس ضيفا للمرة الأولى في فعاليات مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. أحيا خضر حفلا غنائيا طربيا ممتعا على خشبة قاعة الشيخ جابر العلي، ضمن فعالية «موسيقى الإثنين» للموسم الثقافي الثالث، بحضور جماهيري غير مسبوق، وقاد الفرقة الموسيقية المايسترو خالد نوري، وضمت نخبة من العازفين، بينهم عازف آلة «العود» الكويتي عبدالله الملا، وعازف «التشيللو» طارق كمال. مواويل وأغانٍ رغم العمر المتقدم، والحالة الصحية، والفترة الزمنية القصيرة التي غنى بها واستغرقت ساعة فقط، أمتع ياس خضر الحضور، بأغنيات متنوعة مختارة من مسيرته الفنية العريقة، حيث صدح الصوت في المواويل العراقية والأغاني الرومانسية من الزمن الجميل، التي حملت الحب والشوق والحنين والدفء، وسط انسجام وتفاعل جماهيري بين الأغنية والأخرى. في البداية أطل خضر على خشبة المسرح ليستقبله الحضور ورحب بهم قائلا: «هذه ساعة مباركة أن أكون أمامكم في هذه المناسبة ذات الفن الأصيل، وسأحاول أن أغني الأغاني الأصيلة القديمة التي يعشقها الجمهور». «ليل البنفسج» عذبتني وأضاف خضر في مستهل حديثه عن أغنية «ليل البنفسج» التي سيفتتح بها الحفل: «سجلنا أغنية «ليل البنفسج» على مدى ستة أشهر متواصلة، فآنذاك لم تكن هناك تقنيات، وإذا أخطأ أي مطرب أو موسيقي كان هذا يتطلب الإعادة مرة أخرى، زمن الإسطوانات والكاسيت، فلم تكن هناك تقنية عالية، لكن اليوم اختلف الوضع تماما، «هسه» المطرب يغني في الاستوديو ويغيرون «نشازه»، و«راحت ذيك» الرائحة القديمة الأصيلة، وآخر مقطع من أغنية «ليل البنفسج» تعبنا فيه كثيرا، وهي أغنية عذبتني في عملية التسجيل». «تايبين» وانطلق الحفل في «ليل البنفسج»، من كلمات الشاعر مظفر النواب، وألحان طالب القره غولي، حيث صدح صوت خضر محلقا في سماء الطرب الأصيل، مستعيدا إرثا فنيا عريقا، وبعدها قدّم خضر رائعته «تايبين»، من كلمات داود الغنام، ولحن نامق أديب، حيث استعرض خضر إمكانات صوته العالية، وأنعش القلوب والمشاعر والأسماع، وردد الحضور كلماتها بانسجام  عبر شاشات الهواتف المحمولة: تايبين ولا نمر مرة بدربكم وحالفين ما نرد يوم على حبكم غلطة مرت وانتهت شمعة العشرة انطفت والذنب هو ذنبكم رائعة «إعزاز» أراد خضر أن يعيد الحضور إلى جمالية وروعة المواويل العراقية الشهيرة، فغنى موال «مرينا بيكم حمد»، وأتبعه بموال «مو كل من ذاق الصبابة مغرما، ولا كل من شرب المدام نديم، ولا كل من طلب الشهادة نالها، ولا من كل قرأ الكتاب فهيم»، واختتم خضر برائعته الطربية الشهيرة «إعزاز»، كلمات الشاعر زامل سعيد فتاح، ومن ألحان طالب القره غولي، واطرب صوت خضر اسماع الحضور من الأجيال التي عاصرت تلك الأغنية مرددين كلماتها: إعزاز عدنا مدللين أحباب قلبي إعزاز عدنا من هويناهم هوينا الناس كلها ومن عشقهم كبرت الدنيا بأهلها وعلى جناح الشوق طرنا الروح طارت ويه خلها ويا هواهم غيم وتفيض بمطرها ويا وفاهم وردة وتفوح بعطرها مدللين ويلوق لأحبابي الدلال الغناء بدل الحوار اللافت أن الفنان ياس خضر كان يفترض أن يحل ضيفا ضمن «حديث الإثنين» في «القاعة المستديرة»، ليكون هناك حوار فني بينه وبين جمهوره وعشاق صوته، لكن نظرا للإقبال الجماهيري الكبير على الفعالية، حلت الموسيقى والغناء بدلا من الحوار في مسرح قاعة الشيخ جابر العلي. ياس خضر مطرب عراقي، من مواليد مدينة النجف في عام 1938، بدأ مشواره الغنائي في الخامسة والعشرين من عمره بأغنية «الهدل» ذات النمط الريفي، التي قدمها على أسطوانة في عام 1963، ليسطع بعدها نجمه على مدى مشوار طويل تجاوز 56 عاما. شكلت أغنية «المكير»، التي كتبها سعيد فتاح، ولحنها كمال السيد، منعطفا مهما في مسيرته الفنية، بحيث ارتبط اسمه بالأغنية البغدادية الحديثة، التي بلغت أوجها في سبعينيات القرن الماضي، وذلك بالتعاون مع كوكبة من الشعراء والملحنين المبدعين، وعلى رأسهم الملحنان محمد جواد وطالب القره غولي، والشعراء مظفر النواب وزامل سعيد وزهير الدجيلي ونامق أديب. شارك ياس خضر في كثير من الحفلات الكبيرة حول العالم في بريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية، كما أحيا كثيرا من الحفلات العامة في الكويت، كان آخرها الحفل الذي أقامه على مسرح دار الآثار الإسلامية في عام 2014.



عدد الزيارات : 2028 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق