> برلمانيات

النواب في جلسة الخطاب الأميري.. من «الشدادية» إلى «بوحليفة»


النواب في جلسة الخطاب الأميري.. من «الشدادية» إلى «بوحليفة»

نزار عثمان وفهاد الشمري - استنادا الى الدستور، فإن الخطاب الأميري الذي يفتتح به سمو الأمير شخصيا دور الانعقاد السنوي لمجلس الأمة، يمثل «بيانا عاما لأحوال البلاد»، ويشمل «أهم الشؤون العامة التي جرت خلال العام المنقضي، وما تعتزم الحكومة اجراءه من مشروعات واصلاحات خلال العام الجديد»، الأمر الذي يرفعه الى مقام «خريطة طريق» تضع اللبنات وعلامات الإرشاد وسبل الاهتداء لتنفيذ الخطط والبرامج وتحقيق الاستقرار والرفاه لعموم الشعب. واعتاد النواب على مرّ التاريخ البرلماني للبلاد، على فتح «مزاد علني» لجميع القضايا خلال جلسات مناقشة مضامين الخطاب الأميري، يتنقلون من قضية الى أخرى، ويختبرون مهاراتهم البلاغية والانشائية، ويتزاحمون لإبراز صدى النبرة وإظهار الجدية عند كل قضية يتناولونها، باعتبارها القضية الأحقّ بالتبنّي، وينادون بأن تكون على رأس الأولويات. وكان لافتا خلال مناقشة المجلس للخطاب الأميري الأخير، محدودية التزام النواب بالمضامين الواردة في النطق السامي، الذي امتدت المناقشات حوله على مدار جلستين ويستكمل قائمة متحدثيه في جلسة 21 الجاري، وأن نوابا شرّقوا وغرّبوا، وانصرفوا عن كل ذلك، وغرقت أحاديثهم في الفرعيات الضيقة والقضايا الانصرافية.. وإلا فما الذي قاد عددا من النواب الى الحديث مطولا عن ضرورة «التطبيق الفوري للشريعة» في البلاد؟ وما الذي استدعى آخرين الى المغالاة في الانتقاد مستشهدين بواقعة معينة تبيّن لاحقا أنها غير صحيحة! هموم «الاختلاط» ومن ذلك، ما اندفع إليه النائب محمد هايف، ممتطيا «صهوة خياله» متجولا في أنحاء جامعة صباح السالم (الشدادية) الجديدة، وأرعد وأزبد مشددا على ان الاختلاط فيها «أسوأ مما كان يحدث في الجامعة القديمة». وإذا كان هايف قد اكتفى بـ«همّ الاختلاط» في الجامعات، واصطفاه مقياساً لتطبيق الشريعة فورا، فإن النائب نايف المرداس كان أكثر توسّعاً في دعواه للتطبيق، حيث استحدث مفهوماً أشمل، يبلغ مداه الاحتكام الى الشريعة حتى في «طريقة اختيار الوزراء»! مزاعم «فيروسية» أما النائب خالد العتيبي فقد انشغل بقوة بقضية داخل منطقة أبوحليفة، وبالتحديد الى قطعة الأرض البالغة مساحتها 650 ألف متر، وسبق التنازل عنها للرعاية السكنية، متسائلا عما حدث بشأنها في ظل عدم تسليمها حتى الآن، مخاطبا نواب الدائرة الخامسة على وجه الخصوص بالإنصات لهذه القضية. غير أن النائب مبارك الحجرف فقد آثر الخوض في شأن رآه أوجب الواجبات، وخاض نقاشا مطولا كال فيه النقد لوزارة الصحة ووزيرها ومسؤوليها، مستشهدا بواقعة وفاة شقيقة وزير النفط خالد الفاضل مؤخرا، ومتهما مستشفيات القطاع الحكومي بالتقصير الشديد بزعم أن شقيقة الوزير توفيت متأثرة بفيروس التقطته في المستشفى الأميري، الأمر الذي نفاه الفاضل خلال الجلسة ذاتها، بقوله «أختي انتقل اليها الفيروس من مستشفى خاص

عدد الزيارات : 969 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق