> رياضة

سيتين.. تركة ثقيلة


سيتين.. تركة ثقيلة

أنهى نادي برشلونة الأسباني حالة الجدل، التي طغت على المشهد الرياضي، ربما حول العالم، مساء أول من أمس، بإعلانه رسمياً عن تولي كيكي سيتين، مدرب ريال بيتيس السابق، لمهمة تدريب الفريق الكاتالوني بدءاً من الامس، ليكون الظهور الاول للمدرب على مقاعد القيادة الفنية للبرشا امام غرناطة في تحد مهم للفريق، خاصة ان المنافس سبق أن حقق الفوز ذهاباً على برشلونة بهدفين للاشيء. سيتين الشغوف بفريق برشلونة منذ ان كان لاعباً، والمتأثر بالاسطورة يوهان كرويف «تدريبياً»، سيكون امام العديد من التحديات الفنية الصعبة على المستوى التدريبي، وأهمها استعادة هوية الفريق الكاتالوني، خاصة تلك التي كان عليها خلال حقبة تولي بيب غوارديولا للمهمة، إذ حقق أرقاما صعبة، صاحبها اداء ممتع لم يتكرر من بعده، سواء عند قيادة تيتو فيلانوفا، ومن بعده لويس انريكي، وصولاً الى ارنستو فالفيردي، فالمتابع لتطور اداء الفريق خلال تولي المدربين السابقين للمهمة سيشعر جيداً بالفارق الكبير، الذي بات عليه «الكتلان» عكس ما أظهروه سابقاً بقيادة بيب. ذكاء وحنكة سيتين ربما يمتلك من الذكاء ما يؤهله لتحقيق المهمة والنجاة بالفريق من الخروج خالي الوفاض من البطولات في هذا الموسم، لاسيما في ظل خبراته كلاعب محترف للشطرنج، الامر الذي قد ينعكس على افكاره التدريبية واستيعابه لطبيعة المهمة الملقاة على عاتقه، وبالتالي تفهّم متطلبات الجماهير الكبيرة للفريق، بالاضافة الى الدعم المتوقع من ادارة برشلونة له خلال الفترات المقبلة. وفي حين فاز سلفه إرنستو فالفيردي بلقبين في الدوري في عامين على التوالي، وترك الفريق وهو يتصدر الترتيب مع وصول الموسم الحالي الى منتصفه، فإن سيتين، بعيدا عن بعض النجاح في دوري الدرجة الثالثة الأسباني عام 2011، لا يمتلك أي ألقاب كمدرب، حيث ان أفضل ما حققه في الليغا كان خلال فترة تدريبه لريال بيتيس، حيث قاده الى المركز السادس والتأهل إلى الدوري الأوروبي في 2018، لكنه ترك الفريق الموسم الماضي، الذي أنهاه في المركز العاشر. وفقد لاعب وسط راسينغ سانتندر وأتلتيكو مدريد السابق فلسفته الخططية، وهو في قيادة بيتيس، وانقلبت الجماهير عليه رغم الأداء، الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة الذي لعب به، وطلبوا المزيد من الشغف والالتزام في الملعب. ومن حيث الأسلوب، فمن المفترض أن يتماشى سيتين بصورة مثالية مع برشلونة، بعدما استمد الإلهام من الفريق الذي دربه يوهان كرويف، حين لعب ضده في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، ليعلق على تلك المواجهة قائلاً: «أتذكر عندما واجهت برشلونة بقيادة يوهان كرويف.. منذ هذه اللحظة، بدأت في فهم ما شعرت به طيلة حياتي ومسيرتي»، مضيفا: «بدأت في مشاهدة كرة القدم وتحليلها.. استطعت في فهم ما شعرت به، وأردت تنفيذ ذلك عندما أصبحت مدربا». الألقاب المحلية وعلى المدرب ايضاً ان يدرك جيداً ان الألقاب المحلية ليست كافية في برشلونة، حيث ترغب الجماهير في النجاح بدوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى تقديم أداء جيد. وقدم سيتين مثالا على ما تستطيع الفرق التي يقودها أن تفعله في الموسم الماضي، عندما فاز بيتيس 4 ـــ 3 على برشلونة بـ«كامب نو»، وهو أول فريق ينتصر هناك في عامين، والأخير أيضا الذي نجح في ذلك. من جانبه، أعرب المدرب سيتين عن سعادته بتولي مهمة تدريب الفريق الأول في النادي، مؤكدا استعداده للتحدي الجديد. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس النادي جوسيب بارتوميو في ملعب «كامب نو»، بعد التوقيع على عقده الممتد لغاية 30 يونيو 2022، أنه لم يتوقع أبدا أن يتم اختياره لتدريب الفريق، معربا عن شكره العميق لبارتوميو. وشدد على أن هدفه هو الفوز بكل ما هو ممكن مع الفريق، مشيرا إلى أن برشلونة ليس لديه طريق آخر سوى التفوق على نفسه عاما تلو الآخر وتحقيق أكبر عدد ممكن من الألقاب بالإضافة إلى اللعب بشكل جيد. من جانبه، شكر بارتوميو سيتين لقبوله هذا التحدي، كما شكر المدرب السابق فالفيردي على كل ما قدمه إلى النادي، مشيرا في سياق الحديث عن أسباب تغييره إلى ان الديناميكيات لم تكن الأفضل على الرغم من النتائج الجيدة. ولفت في هذا السياق إلى أن الفريق يحتاج إلى التغيير وإلى دفعة فنية جديدة من أجل الفوز بالدوري الأسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس الملك. وأدار سيتين (61 سنة) الحصة التدريبية الأولى للفريق في وقت سابق أمس، قبل تقديمه بشكل رسمي أمام الصحافيين في الملعب. وذكرت التقارير الإخبارية المحلية خلال الأيام القليلة الماضية أن إدارة برشلونة كانت تعتزم إنهاء حقبة فالفيردي لسوء النتائج وآخرها الخسارة بنتيجة (3/2) في نصف نهائي كأس السوبر الأسبانية الذي استضافته السعودية الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي فجر غضب الجماهير، لا سيما أن برشلونة كان ودع آخر نسختين من دوري أبطال أوروبا ضد روما وليفربول. 5 تحديات بانتظاره -1 البحث عن بديل لسواريز أول التحديات الصعبة التي تنتظر سيتين سيكون البحث عن حل لأزمة الهجوم في المهاجم الصريح رقم 9، بعد إصابة نجم الفريق الدولي الأوروغواياني لويس سواريز، وخضوعه لعملية جراحية، وتأكد غيابه لمدة 4 أشهر. ويبدو من الصعب مواجهة تحديات كبيرة والمنافسة على الألقاب، من دون اللاعب النجم سواريز، إذ شارك في 41.6 في المئة من الأهداف التي سجلها برشلونة هذا الموسم. -2 حسم مصير فيدال المهمة الثانية الصعبة، ممثلة في التشيلي أرتورو فيدال، الذي يرغب في الرحيل عن نادي برشلونة، ويسعى الى ضمه فريق إنتر ميلان الإيطالي، وكانت ازمة اللاعب معلقة في عهد فالفيردي، وهناك أيضاً لاعبون مثل: المدافع الفرنسي جان كلير توديبو، الذي لديه عروض عدة، وكارليس الينا، الذي يرغب ريال بيتيس في ضمه. -3 استعادة عقلية الفوز سيكون على كيكي سيتين إعادة البريق من جديد للفريق الكاتالوني سريعا، في ظل المباريات الصعبة المقبلة التي تنتظر الفريق على الصعيدين الأسباني والأوروبي، خاصة أنه يتولى مقاليد الأمور والفريق على القمة في الليغا ودوري الأبطال. وقد حان الوقت لمنح اللاعبين دافعا قويا واستعادة بعض الثقة بالنفس، واستعادة كذلك عقلية الانتصارات ونغمة الفوز، بعدما سقط الفريق في آخر مباراتين له، فتعادل مع إسبانيول ببطولة الدوري 2 ـــ 2، وخسر من أتلتيكو مدريد في السوبر بنتيجة 2 ـــ 3. -4 اكتساب ثقة الجمهور سيطرت على جماهير برشلونة في الفترة الماضية حالة من السخط على الفريق، وعلى المدير الفني السابق إرنستو فالفيردي، في ظل تراجع النتائج، والأداء الباهت في الكثير من المباريات، حتى مع فوز الفريق، مثلما حدث في مباراة أتلتيكو مدريد في الدوري، حيث سيطر الأخير على مجرياتها تماما، لكنه خسر في النهاية بسبب المهارة الفردية للأيقونة الكاتالونية ليونيل ميسي. -5 العودة إلى منصات التتويج تحلم جماهير نادي برشلونة بعودة الفريق من جديد لمنصات التتويج القاري في بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد الخروج بشكل درامي أمام روما الإيطالي في البطولة عام 2018، ثم الخروج الغريب والمهين أمام ليفربول في البطولة العام الماضي. كما أن سيتين يتولى تدريب فريق متصدر بطولة الدوري، وحصدها في آخر عامين، ووصل الى دور الستة عشر الأوروبي هذا العام كمتصدر لمجموعته في دوري الأبطال، وعليه أن يواصل نهج الانتصارات. 9 معلومات عن المدرب   1 - بدأ مسيرته الرياضية لاعب كرة قدم شاطئية، وكان ضمن عناصر المنتخب الوطني الأسباني. 2 - لعب 12 عاما مع فريق راسينغ سانتاندر (على فترتين)، كما دربه في موسم 2001-2002 وقاده للدرجة الأولى، وكان أحد أيقونات الفريق، ويطلق عليه لقب «المايسترو». ودرب لاس بالماس وريال بيتيس ومنتخب غينيا الاستوائية. 3 - ثالث مدرب للبرشا من منطقة كانتابريا التي تتمتع بحكم ذاتي، بعد إنريكي أوريزولا (1961) ولاورانو رويز (1976). 4 - واجه برشلونة لاعبا 22 مرة؛ خسر منها 12، وفاز في خمس وتعادل في مثلها، وسجل هدفين في مرمى برشلونة، وواجه سيتين برشلونة مدربا سبع مرات؛ خسر في ست، وفاز في واحدة كانت في «الكامب نو» الموسم الماضي. 5 - لعب لعدة فرق في مسيرته بالملاعب: راسينغ سانتاندر وأتلتيكو مدريد ولوغرونيس وليفانتي. 6 - في إحدى زياراته السابقة لـ«الكامب نو»، منحه سيرجيو بوسكيتس لاعب وسط البلوغرانا قميصه، وكتب عليه «إلى كيكي مع الحب والتقدير لرؤيتك الكروية». 7 - سيتين درب عدة لاعبين كانوا في صفوف «البلوغرانا» كبرترا وكابتوم وتيلو وسانابريا وأريغو وكيفن-برنس بواتينغ، ومن بين لاعبي الفريق الكتالوني الحاليين فيربو جونيور. 8 - سيتين يمدح عادة ليونيل ميسي، ويصفه بأنه «لاعب من الطراز الأول، وأفضل لاعب في التاريخ»، وآخر مرة كانت بعد مباراة للبرشا وبيتيس في معقل الأخير الموسم الماضي. 9 - لديه شغف بلعبة الشطرنج، وواجه بطلي العالم السابقين في اللعبة أناتولي كارابوف وغاري كاسباروف. ميسي: شكراً فالفيردي ودع الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة برشلونة، مدربه السابق إرنستو فالفيردي، بعدما رحل المدير الفني الإسباني عن النادي الكتالوني. كتب «البرغوث» عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»: «شكرا لك على كل شيء، وأنا متأكد أنك ستحقق نتائج جيدة أينما ذهبت». وأضاف: «بالإضافة إلى كونك محترفا مميزا، فأنت شخص رائع للغاية». واختتم: «حظا سعيدا مستر فالفيردي.. وعناق كبير لك». برشلونة الأغنى عالمياً حقق نادي برشلونة الأسباني رقما قياسيا جديدا على رأس لائحة الأندية الأغنى في العالم التي أعلنتها شركة ديلويت المتخصصة في المحاسبة، بحسب الإيرادات المحققة في موسم 2018/2019. وللمرة الأولى، حقق برشلونة أكثر من 840 مليون يورو من الإيرادات، أي أكثر بـ83 مليون يورو من غريمه المحلي ريال مدريد ضمن الفترة عينها. وحل نادي العاصمة ثانيا بنحو 757 مليون يورو، ليتبادل مع النادي الكتالوني الصدارة بحسب الترتيب الأخير الصادر في يناير 2019. واحتفظ مانشستر يونايتد الإنكليزي بالمركز الثالث بنحو 711 مليون يورو. وأشارت «ديلويت» إلى أن «الشياطين» مهددون بخسارة هذا الترتيب في الموسم المقبل لحساب جارهم اللدود مانشستر سيتي (بطل الدوري الإنكليزي في آخر موسمين) أو ليفربول (حامل لقب دوري أبطال أوروبا). 

عدد الزيارات : 1362 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق