> فن وثقافة

كرة القدم.. أوجدها الفقراء وسرقها الأغنياء


كرة القدم.. أوجدها الفقراء وسرقها الأغنياء

رافع البرغوثي - حقق كتاب «تاريخ شعبي لكرة القدم» لمؤلفه الصحافي الرياضي الفرنسي ميخايل كورييا نجاحا كبيرا في فرنسا. يركز الكاتب الاهتمام على الدور الاجتماعي والسياسي لكرة القدم عبر تاريخها، منطلقا من عبارة حملتها لافتة رفعها مشجعو النادي الافريقي في تونس، عام 2017، في لقاء فريقهم مع منتخب نادي سان جيرمان الباريسي. تقول جملة اللافتة: «كرة القدم أوجدها الفقراء وسرقها الأغنياء». فكرة القدم ليست مجرد لعبة، فقد كانت لأكثر من قرن من الزمان أداة قوية لتحرير العمال والنساء ولمناهضة الاستعمار.. ومن الأجور الفلكية للاعبين، الى الدور المهيمن للرعاة، وفساد الهيئات الدولية، والتضخم المجنون لحقوق البث التلفزيوني يصل الى ان كرة القدم تجسد أسوأ تجاوزات للرأسمالية الجامحة اليوم. من إنكلترا إلى فلسطين، من ألمانيا إلى المكسيك، من البرازيل إلى مصر، ومن فرنسا إلى جنوب افريقيا، يروي الكتاب قصة اخرى لكرة القدم.. يبرز آراء معاكسة لآراء عشاق كرة القدم، ويروي قصص ثقافات مثيري الشغب الإنكليز وثوار الربيع العربي. ومن عرض مختلف الآراء، يبين المؤلف أن كرة القدم يمكن أن تكون سخية او مدمرة. تثير كرة القدم منذ أكثر من قرن نقاشات ساخنة، خاصّة في الأوساط الشعبيّة. فهي ليست مجرد لعبة تستمر 90 دقيقة، بل انها جزء من نقاش مجتمعي له أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية. ويركز المؤلف على أن كرة القدم كانت وسيلة تحرر للكثير من المهمّشين في الغرب بعد الثورة الصناعية الكبرى. ويذكر مقولة للمؤرّخ البريطاني اريك هوبسباوم مفادها أن «كرة القدم جسّدت منذ نهاية القرن التاسع عشر نوعا من المعتقد الدنيوي لدى الطبقة العاملة البريطانية». معتقد لعب فيه «النادي» دور الكنيسة و«الملعب» مكان العبادة والمشجعون هم المصلون.. مع ارتباطها بالمشاعر الوطنية، إذ لا يمكن نسيان «هزيمة البرازيل أمام الأوروغواي» عام 1950 وما أحدثته من جرح جماعي للمجتمع البرازيلي.


عدد الزيارات : 1089 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق