> فن وثقافة

محمد المسباح: موروثنا يجب أن نحرص على إحيائه وتجديده


محمد المسباح: موروثنا يجب أن نحرص على إحيائه وتجديده

محمد علي - استطاع الفنان القدير محمد المسباح ان يبث الروح في العديد من الأغنيات القديمة ويعيدها بأسلوب جديد وفق رؤيته الموسيقية، ولعل هذا الأمر نابع من قناعته بدور الفنان في حفظ التراث وإعادة احيائه وتجديده باستمرار.  في حديث الذكريات بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، سلّط محمد المسباح الضوء على محطات عدة من مشواره الفني، وذلك خلال لقاء مفتوح مع جمهور فعالية «موسيقى الإثنين» بالقاعة المستديرة، ادار اللقاء، الذي جاء بعنوان «التراث الموسيقي في الأعمال الجديدة: مع محمد المسباح»، الدكتور أحمد الصالحي، وشهده جمع من المتخصصين ومحبي المسباح. كان الحديث مع الفنان محمد المسباح بمنزلة محاولة استكشاف الأسلوب الذي انتهجه في تذوق وفهم الأغنيات القديمة، الأمر الذي مكنه من تقديمها بشكل جديد يضيف إليها قيمة لافتة، لكن من دون أن يخدش أصالتها ويمس جوهرها بتشويه. وتعرف الحضور في ثنايا الحوار لماذا اختار تناول التراث وإعادة تقديمه، وكيف يختار الأغنيات، وكيف استطاع أن يستقطب إليها أسماع جيلٍ جديدٍ من المستمعين. البيئة المحيطة واستعراض الدكتور أحمد الصالحي في مستهل اللقاء ملامح تجربة المسباح، الذي بدوره ثمّن وجوده في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ولقاء الجمهور، واستهل الفنان المخضرم الحديث عن مرحلة التأسيس، التي سبقت احترافه الغناء، فقال: «لاشك ان البيئة التي نشأت فيها لها دور كبير، حيث انني انتمي الى فيلكا، وهي جزيرة عدد سكانها قليل، يسودها الهدوء والألفة والمحبة، بالإضافة إلى الدور المهم للأسرة والأصدقاء والأجواء العامة المحيطة بنا، كلها عوامل اثرت في تكويني، وكان الغالب في تلك المرحلة، خصوصا في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، المالد والأغنيات والاناشيد الدينية، التي كانت تقدم بجمل موسيقية فيها من عبق الأرض وروح التراث الكويتي، ومن ثم دخلت علينا الأغنيات العدنية وتأثرنا بها كأولاد صغار، خصوصا مع الإيقاع الخفيف الذي كان يميزها، ورغم ذلك فإن هناك ارتباطا كبيرا وتأثرا بذائقة الوالد والاشقاء، وكان شقيقي الأكبر صالح رحمة الله عليه يدرس، وكان شغوفا وعازفا على آلة الكمان، وكنت أراقب كيف ان اهتمامه بالعزف على هذه الآلة مختلف تماما عما نتداوله من أغنيات السمرات والعدنيات التي غزتنا بشكل كبير، كذلك الوالد وحبه للموسيقى الشرقية، كانت الأجواء المحيطة بنا في ذلك الوقت فنية وتأثرت بها. تأثير الدراسة ويتوقف الفنان المخضرم عند مرحلة الدراسة، وكيف اثر محيطه في تشكيل وعيه حينها، إذ يقول: «حتى في مرحلة الدراسة كان المدرسون على مستوى عال، وكنت اعزف في ذلك الوقت على الأكورديون، وكان الإعلام حينها يطغى عليه الحس الشرقي، ومتأثرا بالسينما المصرية وما تقدمه، ودخلت مرحلة العزف على العود، ومضيت في هذا الدرب اعزف العدنيات، إلى ان استمعت إلى مدرسة جميل بشير في العزف، فلمست اختلافا عن المدرسة الشرقية والعدنيات، وبدأت آخذ هذا الاتجاه، بالإضافة إلى دور الإعلام، وتحديدا عبر أثير إف.إم، التي كان لها دور كبير في تثقيفنا كمجتمع، كانت هناك برامج ثرية إلى جانب شغفي بالشرقي والموشحات، خلال هذه المرحلة من حياتي كان صالح شقيقي يترك أشرطته في المنزل خلال سفره إلى القاهرة، وكانت تتضمن برنامجا قيما، وهو «ألحان زمان»، وتعلمت منها التقاسيم والارتجال التي تعزز الموهبة بشكل أكبر، خصوصا في المقامات الموسيقية، وتكونت لدي هذه الثقافة وبدأت بتطبيقها». أبواب الاحتراف ويصل المسباح إلى بداياته الفعلية في الحياة الفنية عندما طرق أبواب الاحتراف عام 1988 ويوضح: وكانت المحطة العملية الأولى من ألبوم «تمون» عام 1988، وكان هناك نقاش كبير في كيفية إعادة الأغنية الكويتية الخفية من خلال «تمون» وهي من إيقاع يسمى سواحلي، ولكن بتكويت لنخاطب من خلالها كل شرائح الجمهور الذي اعتاد سماع نمط معين، ولم اتداول فن الصوت، ولكن كنت قريبا بصورة أكبر إلى الفنون الدينية؛ القادري البحري والقادري الرفاعي، ومارست هذه الألوان بوجودي مع أهل هذه الفنون واتقانها من عزف ومنطوق الألفاظ. ولأنه صريح في تعاطيه مع تجربته ويقف على أعتابها يقيمها بدقة يقول «كان هناك بعض الشوائب في الموروث والتي تحتاج الى تعديل، وربما لأن ثقافتي في هذه الألوان كانت محدودة قليلا أيضا بسبب أسلوب الغناء الذي تأثر بالثقافة الشرقية، من حيث الارتجال والتصرف والانتقال من نغمة إلى نغمة، بالإضافة الى فنون البحر وفن الصوت شعرت انها جميعا تحتاج إلى صقلها وإعادة صياغتها وتنقيحها من الشوائب، والتي تمثلت في بعض الأخطاء حتى الملحنين أيضا حفظوني التراث بجميع أنواعه ولكن كانت هناك بعض الملاحظات.

عدد الزيارات : 1191 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق