> فن وثقافة

أغاني كاظم الساهر تصدح في «مسرح عبدالحسين عبدالرضا»


أغاني كاظم الساهر تصدح في «مسرح عبدالحسين عبدالرضا»

محمد علي - كان المشهد يليق ببهاء الأمسية، حضور كثيف لجمهور من مختلف الشرائح العمرية، توافد على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية، مدفوعاً بحب كلماته التي عانقت واحدا من أهم الأصوات العربية، في معادلة فنية هي الأنجح على مدار سنوات. الشاعر كريم العراقي والقيصر كاظم الساهر، اللذان قدما معًا عشرات الأغنيات المميزة، لكن في مساء أول من أمس حضر الطرف الأول (العراقي) وغاب الثاني (الساهر)، لكنه كان حاضرا في الوجدان بكلمات أغنيات «ها حبيبي» و«المحكمة» وغيرهما كثير، أمسية استثنائية ثقافية شعرية تضمنت «كولاج» فنيا ‎جمع بين الشاعر كريم العراقي والعازف فيصل شاه والمطرب محمد مخصيد، لتصدح أغنيات القيصر كاظم الساهر في سماء مسرح عبدالحسين عبدالرضا في مزيج مدهش جمع جمال المفردة وعذوبة الموسيقى. حضور كبير غص به مسرح عبدالحسين عبدالرضا ناهز في عدده الألفين، لم يترك موضع قدم إلا وشغله، البعض تابعوا الأمسية وقوفاً او جلسوا على الدرج، وهناك من عاد إلى منزله بسبب شدة الزحام، مما اضطر القائمين على الحفل لإغلاق الأبواب. تفاعل كبير كان واضحا مع كلمات العراقي وانغام شاه وصوت مخصيد، ومقاطع فيديو انتشرت بسرعة البرق عبر منصات التواصل الاجتماعي، ترصد وتوثق هذا الحدث الاستثنائي الذي امتد لساعة ونصف الساعة، كان فيصل يبدأ العزف على آلته المحببة، الكمان، قبل أن يلقي كريم العراقي بعض أبيات من قصائده، لينضم مخصيد الى المشهد بصوته ويستكمل ما بدأه كريم، ويلقي الجمهور كلمة النهاية عندما يقف طويلا ليحيي الثلاثي المميز على هذه التجربة الثرية، التي جمعت بين طياتها شتى الوان الفنون؛ من القاء شعر وعزف موسيقي وغناء. مغامرة فنية على هامش الأمسية، تحدث الشاعر المخضرم كريم العراقي لـ القبس قائلا «جاء هذا الحدث بمبادرة من عازف الكمان المتميز فيصل شاه، الذي تواصل معي قبل 6 أشهر بخصوص تجربة مختلفة اعتبرها مغامرة، وهي أن اقرأ الشعر مع فرقة موسيقية تتضمن الكمان والعود والغيتار وإيقاع الدف والقانون والأورغ، في مزيج بين الآلات الشرقية والغربية بمعية المطرب محمد مخصيد، وهو شاب متمكن نشأ على أصول التراث العربي، كانت التجربة جديدة وتنطوي على صعوبة، لأنني عادة انساب مع القصيدة من دون توقف، وبالفعل حدث التفاهم بيني وبين فيصل، وتبنى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من خلال فيصل شاه، الفكرة، وضمنها فعاليات مهرجان القرين الثقافي، وحضرت إلى الكويت قبل ثلاثة أيام وأجرينا بروفات يومياً لمدة 3 ساعات، حتى نصل الى درجة من التناغم بين الإلقاء والعزف والغناء. خمس قصائد واضاف «قدمت خلال هذا المساء خمس قصائد اختارها فيصل شاه لتميزها ببناء درامي، وهي: «قصة حبيبن»، و«كان صديقي»، و«الإنسان»، و «تذكر»، و«ها حبيبي»، و«المحكمة»، تلك التي تنطوي على حوار وبناء درامي وغناء، وكانت مزيجا بين القصائد الإنسانية والوجدانية الصرفة، وفوجئت بالنجاح الكبير الذي يمكن وصفه بما فوق المتوقع. وغص مسرح عبدالحسين عبدالرضا بالجمهور الذي جلس على الدرج، بينما لم يستطع آخرون الدخول، في صورة بمنتهى الروعة ان تجتمع الفنون مرة واحدة وبمتعة رائعة وجمهور ذواق، لتؤكد ان الكويت دائما عاصمة الثقافة منذ الستينات، لنجتمع في زمن فرّقتنا فيه السياسة، تحية لتلك المبادرة وللجمهور الذي تقبلها، وكان لافتا ان 90 في المئة منهم شباب، وقسم منهم تحت العشرين عاما، رجالا ونساء. برنامج ثري تضمن الحفل برنامجا ثريا جمع بين قصائد مميزة لها اثر طيب في النفوس، وبصمة في القلوب فكانت البداية مع أغنية «كلمات» للمطربة ماجدة الرومي، أعقبتها قصيدة «كان صديقي»، حيث ألقى كريم العراقي بعض أبياتها على أنغام موسيقى شاه، ثم تابع مخصيد غناء، تلتها قصيدة «ها حبيبي» للمطرب الكبير كاظم الساهر، وكان لفيروز حضور لافت في الأمسية من خلال أغنية «سهر الليالي»، قبل ان يعود الثلاثي إلى واحدة من روائع القيصر كاظم الساهر عبر قصيدة «المحكمة»، ثم عزفت الفرقة موسيقى غربية لأغنية BESAME MUCHO، وانتهى الحفل بقصيدتي «تذكر» و«إنسان»، وحلق العراقي بهما مع الجمهور إلى افق من الإبداع، فكان البعض يردد معه تارة، وآخرون يستذكرون مواقف عالقة في الاذهان، لترسو الابتسامة على محياهم ويطلقون للخيال العنان. وفي ختام الحفل، كرم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري الشاعر القدير كريم العراقي، والعازف فيصل شاه، على مشاركتهما الثرية في مهرجان القرين الثقافي بدورته الـ26. كاظم الساهر كاظم اعتذر عن إقامة حفله بالكويت:أحترم مشاعر الجمهور الكويتي.. فجرحهم لا يزال كبيراً سأغني في الكويت بعد استقرار العراق.. وإقامة حفل في بغداد  كشف مصدر قريب من القيصر كاظم الساهر، لـ القبس، أنه اعتذر عن إقامة حفله بالكويت احتراما لمشاعر جمهوره ومحبيه. وأضاف المصدر نقلا عن ابو وسام «احترم مشاعر جمهوري في الكويت، فجرحهم لا يزال كبيرا»، مؤكدا ان الساهر سيغني في الكويت بعد استقرار العراق وإقامة حفل في بغداد أولاً. 

عدد الزيارات : 1056 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق