> مقالات

استجواب تلميع الصورة وعقدة الضحية!!!

كتب : ليما الملا |
استجواب تلميع الصورة وعقدة الضحية!!!


‏‎تابعت مجريات عملية استجواب وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل غدير اسيري من قبل مجلس الامة متوقعتا ان اشاهد استجواب عملي وبرغماتي يضع حدا  للاوضاع السيئة التي تمر بها اهم جهة اجتماعية وخدماتية في الكويت , الا ان ما تابعته كان اقرب ما يكون الي خلاف شخصي عقائدي تم تحويله مع مرور الاستجواب الي كلام في الغيبيات والمحرمات !!!..
‏‎فالوزيرة اسيرى لسبب او اخر اعتقدت انها مطالبة بتفسير خلفيتها الثقافية والبيئة الليبرالية التي نشأت فيها لرجل ملتحي امامها !!!...بل تصورت بعد ذلك ان لابد من تأكيد وطنيتها لسبب غير مبرر !!! 
‏‎بعدها مارست وزيرة الشئون لعبة عقدة الضحية - التصرف الاكثر رواجا في مجتمعاتنا - حينما افادت بأن الاستجواب غير دستورى وانها مستهدفة شخصيا ودعمت كلامها بالحديث عن الظلم والظلمات ويوم القيامة !!!.وكنت اتمني ان تكون الوزيرة اقوى من ذلك وان تتكلم من منطلق قوة بما انها مؤمنة بافكارها وارائها لاسيما وانه حقها كمواطنة المكفول دستوريا  
‏‎اما السيد العضو عادل الدمخي فما اراده من الاستجواب كان واضح امام الجميع ولم يكن انتقاد لعمل اسيري كوزيرة اكثر من اعتقاده انه تشوهه سمعة اعضاء مجلس الامة !!!...
‏‎وبما ان الوزيرة لم تقضي فترة يمكن محاسبتها عليها في وزارتها فالمنطق يقول انه سيتحول الي استجواب شخصي , ولكن حتي في محاولته شخصنه الموضوع , فشل النائب الدمخي في اقناع احد بما اراده لاسيما بعد ان نصب نفسه المدافع عن العقيدة الربانية والمحرمات ليحول الاستجواب الي استجواب ثيوقراطي لا علاقة له بالوزيرة اسيرى او سير العمل في وزارة الشئون , واصبح اقرب ما يكون الي تأكيد الدمخي ولائه الي من يدعمونه سياسيا اذا صح التعبير!!!...
‏‎من يتابع الاستجوابات في برلمانات العالم - المحترمة- سيلاحظ انها تدور حول عمل الشخص في منصبة بغض النظر عن جنسه , انتمائه ,  لونه , عقيدته , مذهبه ..الخ ...ولا يحاسب شخص علي عمل قام به من كان قبله في منصبه ,  وعادة ما يكون اي استجواب مدعوما بالوثائق والمسنتدات , ولكن ما حدث في مجلس الامة كان مسرحية فاشلة بكل اقتدار من الجانبين لانهما فشلا في طرح قضيتيهما واقناع الشعب الكويتي بوجه نطرهما.

‏‎يبقى السؤال الاهم ...اليس من الاجدر ان تقوم اللجان المختصة في مجلس الامة بالبت في هذا النوع من الاستجوابات علي حدا بعيدا عن اروقة المجلس حتي لا يعطل عمل -غير مدروس- كهذا الاستجواب العقيم شئون دولة باكملها. 
‏‎كثير من الناس تابعوا مؤخرا محاكمة اتهام الرئيس الامريكي دونالد ترمب , وكانت المحاكمة تجري امام لجنة القضاء التابعة للكونغرس في البداية ومن ثم تحولت الي لجنة المخابرات والعلاقات الخارجية, وشاهد الجميع احيانا رفع الجلسات من اجل ان يذهب الاعضاء الي القاعة الرئيسية  للتصويت في امور اخري حتي لا تتعطل امور المواطنين في امريكا ...
‏‎اعرف اني اطالب البرلمان الكويتي بالكثير عندما اقترح ان يتخذوا نفس الاجراءات التي يتخذها الكونغرس الامريكي اتجاه الاستجوابات , فلتكن في قاعات بعيدة عن قبة عبدالله السالم  وامام لجان فرعية من البرلمان حتي لا تعطل شئون المواطن وكذلك لتقطع الطريق امام من يريد استغلال الاستجوابات لتلميع صورته قبل الانتخابات او من يريد ممارسة عقدة الضحية !!!

عدد الزيارات : 2301 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق