الاصلاح الاقتصادي ... وحبوب البندول

تذكرت قبل ايام قصة حدثت لاحد الاصدقاء عندما كان والدهم مريض ويجب اخذه الي الطبيب ولكنه كانوا يخافون او لا يعرفون كيف يخبرون والدهم بانه بحاجة للذهاب الي الطبيب وان حالته تستدعي ذلك واستمر هذا الوضع لفترة من الزمن، وعندما ساءت حالته وقرروا اخذه الي الطبيب توفي في سيارة الاسعاف ..

تذكرت تلك القصة عندما اطلعت وقرأت تصريح وزيرة الشئون الاقتصادية في دولة الكويت الأخير وتراجعها عن تصريحها السابق بان هناك عجز في موازنة الدولة التقديرية وان الحكومة لن تمس جيب المواطن وستبقي الاجور كما هي ..

يعلم الجميع من غير استثناء بأن الحكومة الكويتية تخشى ان ترفع الدعم عن السلع ذلك الدعم الذي يستهلك 19 % من الموازنة التقديرية للدولة كما تخشى ان تتخذ اجراءات اصلاح المسار الاقتصادي للدولة لأنها لا تملك الشجاعة لتلك المواجهة، فهي لا تستطيع مواجهه المواطنين وتخاف من بطش التجار ويريد الوزراء المحافظة على كراسيهم.

الجميع يعرف بان اقتصاد دولة الكويت يعاني فهو يعتمد علي مصدر وحيد للدخل وهو النفط والاقتصاد مرتبط باسعار النفط واحتياجات العالم له مما يجعل المخاطرة عاليه جدا.

وللاسف فشلت الحكومات السابقة في اصلاح الاوضاع الاقتصادية لأنه يحتاج لشجاعة في اتخاذ القرار، والحل اليوم ليس بالتراجع عن المواجهه والاصلاح بل بالجلوس علي طاولة واحدة من الحكومة واعضاء مجلس الامة في مواجهة صريحة مع الشعب ووضع الحلول التي نبدأ من تقليص المصروفات وتعديل سلم  رواتب القياديين أولا قبل مس جيب المواطن وتخفيض بند المصروفات الغير ضرورية والنثريات وايقاف الاختلاسات ودعم الصناعة والمشروعات الصغيرة وغيرها اذا كنا نفكر في مستقبل هذا البلد اما حبوب البنادول فلا تعتبر علاج..