انتهى زمن العبيد

لقد تميزشعب الكويت ومنذ النشاة بأنه من الشعوب الطيبة والصديقة، وفتحت دولة الكويت حدودها لجميع الجنسيات دون تحديد ودون عنصرية علي اختلاف الاجناس والديانات واللغات والعقائد والمذاهب للراغبين في العمل الشريف والمساعدة في بناء ونهضة هذا الوطن الحبيب ..

وللاسف بهدف الوصول للكرسي الأخضر دس بعض الساسة السم في العسل واصبحوا يهاجمون الوافدين بحجة تعديل التركيبة السكانية، واصبحوا يصورون هؤلاء الوافدين وكأنهم جميعا يسرقون الكويت وينهبون خيراتها، وجاهل كل من اختصر تعديل التركيبة السكانية فقط بابعاد الوافدين ..

مما لا شك فيه بأن البعض يعمل علي تشويه صورة هذا الوطن الجميل واهله الطيبون المسالمون بتصريحاته وكتاباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وإحدى صور التشويه التي نعاني منها اليوم هي ملف "العماله المنزلية"، والذي يذكرني بعصر الجاهلية والعبيد وشراء الرقيق، فللأسف رغم تطورنا الا اننا نستخدم مفردات عنصريه في وصف الوافدين والعاملين في منازلنا من خلال اطلاق مفردة "خدم" عليهم ومعاملتهم كأنهم سبايا أو رقيق .. تلك المعاملة التي لا يعامل بها حتى الاعداء ولن اقول الحيوانات "اجلكم الله" لان الحيوانات لديها اليوم من يدافع عن حقوقها من خلال جمعيات الرفق بالحيوان، ولكن العماله المنزلية المغلوب علي امرها المسجونة والاسيرة لدي الكفيل لا يوجد من يدافع عنها وشخصيا لا الوم الدول التي قررت ايقاف ارسال مواطنيها للعمل في دولنا بسبب ما يلاقونه من معاملة لدي البعض - وهم القلة القليلة من الشعب الكويتي - ..

وفي خضم سياق هذا الموضوع لن ننسى مكاتب الاتجار في البشر وطريقتها وتعاملها الغير راقي مع العمالة المنزلية، من ضرب وإيذاء واهانة وكأنهم بلا كرامة وعبيد تم بيعهم للكفيل مقابل حفنة من الدنانير ...

شخصيا اجد انه قد حان الوقت لسن قوانين أكثر شدة تحافظ علي حقوق البشر وتحمي سمعه الكويت واهلها امام الدول الاخرى، فمن غير المنطقي ان تتضر الاف الاسر من مقاطعة الدول التي لديها عمالة مع الكويت بسبب عجرفة شخص ما في اسلوب التعامل مع العمالة المنزلية.. لقد انتهى زمن العبيد ويجب معاملة البشر باسلوب راقي بعيد عن العنصرية والفئوية، واعتبارهم ضيوف في منازلنا جاؤوا لمساعدتنا في العيش بسلام ..