> فن وثقافة

خالد الشيخ.. 30 عاماً من الإبداع في «دفتر الكويت»


خالد الشيخ.. 30 عاماً من الإبداع في «دفتر الكويت»

محمد علي - اضاء مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على مسيرة الفنان البحريني خالد الشيخ، الذي يعد واحدا من اهم الموسيقيين الخليجيين، وذلك من خلال حفلين غنائيين اقيما يومي الأربعاء والخميس الماضيين بعنوان «دفتر الكويت»، كانا بمنزلة تأريخ وتوثيق لسيرة مبدع خليجي استطاع ان يثري المكتبة الغنائية بالعديد من الأعمال التي مازالت راسخة في الوجدان حتى يومنا هذا، سواء تلك التي قدمها بصوته او ما فاض به من الحان عانقت أصوات مطربين آخرين. لأن تجربة خالد الشيخ امتدت لما يناهز الـ30 عاما فقد كان من الذكاء ان يتم انتقاء أهم الأعمال التي قدمها، خصوصا مع نجوم الأغنية الخليجية، فضلا عن أغنياته الخاصة وكان لافتا ان الجمهور الذي توافد بكثافة على المسرح الوطني على مدار يومين لا يمكن تحديده بشريحة عمرية واحدة، وإنما كان يتألف من مختلف الأعمار ما يؤكد ان نوعية الموسيقى التي قدمها الشيخ وأبناء جيله في تلك الفترة عابرة لحدود الزمان، ومازالت تلقى قبولا عند أجيال اكثر انفتاحا على أنماط وثقافات موسيقية مختلفة، ولعل هذا ما يصنع الفارق دائما للجيل الذهبي. أحيا الحفل إلى جانب خالد الشيخ الفنانون: مطرف المطرف، وعبدالقادر الهدهود، وفاطمة الخضر، وفاطمة الكويتية وغنيمة العنزي، وولاء الصراف، بمعية فرقة مركز جابر الموسيقية بقيادة المايسترو خالد النوري. مثل حفلات الثمانينيات في السابعة مساء شرعت الأبواب امام جمهور الحفل، حضور كبير بأزياء انيقة وكأننا امام مشهد مجتزأ من احدى حفلات ثمانينيات القرن الماضي، بينما على جانبي كل الأبواب المؤدية للمسرح الوطني يقبع برنامج الحفل، الذي تم تصميمه على هيئة دفتر قديم تضمن بعض الصور النادرة لخالد الشيخ وسيرته الذاتية، فضلا عن تفاصيل أخرى دقيقة تعكس مدى ولاء خالد لرفاق دربه، خصوصا الراحل عبدالله المحيلان، الذي تعود له صورة غلاف الدفتر، وكان قد التقطها لخالد في شبابه، هذا إلى جانب نبذة عن المطربين المشاركين في الحفل. مرة فرح وفي تمام الثامنة رفع الستار عن فرقة مركز جابر بقيادة المايسترو خالد نوري، ليخطو خالد الشيخ على المسرح مواجها الجمهور على وقع أنغام اغنية «مرة فرح» وهي من كلمات الشاعر ستار السكيني، وما ان انتهى حتى حظي بتحية كبيرة من الحضور ويقول الشيخ معقبا «على أرض الكويت كتبت أولى كلماتي في دفتر الكويت في أوائل السبعينات، واليوم سوف نختم فصلا منه بعد 30 عاما، سوف نمر على صفحات دفتر الكويت لنسلط الضوء على حيوات ناس عشت معهم وتربيت بينهم وتعلمت منهم، او بالأحرى غصبتهم على تعليمي وظلت المشيمة مثلما كانت بيني وبين الكويت، التي لا اعتبرها بلدا فحسب، وإنما الكويت من صنعها الكويتيون هي رمز يزين على هذه الأرض بكل من بنى فيها طوبة من أول ما عرفناها، تبقى الكويت تاج على رأسنا جميعا». من ثم اختار خالد من أرشيفه أغنية «يا محمدي» لتكون خياره الثاني في هذا المساء، وصاغ كلمات تلك الأغنية الشاعر علي الشرقاوي المعروف عنه علاقته الوطيدة بخالد، وطالما قدما معا العديد من الأعمال الناجحة، ومع التفاعل الكبير لأداء خالد للأغنية يغادر المسرح بعد ان القى ابياتا في حب الكويت. فيلم تسجيلي وكانت المفاجأة في هذا المساء الفيلم التسجيلي الذي صور عن مسيرة خالد، الذي ظهر يستدعي الذكريات عن مشواره الفني، وكان يعرض أجزاء منه بين الأغنيات ويقول الشيخ في الجزء الأول من الفيلم انه طالما حرص على كتابة بعض الأغنيات على جدران منزله، من ثم كان الحضور على موعد مع المشاركة الغنائية الأولى من المطربين الذين يحيون الأمسية، وكانت من نصيب الفنانة الشابة غنيمة العنزي التي اطلت على وقع أغنام أغنية «الودرة» وهي من كلمات علي الشرقاوي، قبل ان يفاجأ خالد الجمهور بدخوله المسرح ليؤدي مع غنيمة جزءا من الاغنية ويشكرها على مشاركتها في «دفتر» الكويت. وقبل ان يقدم خالد أحد فرسان الحفل يتحدث للجمهور عن قصة أغنية «طائر الأشجان» فيقول «الأغنية التي كتبها يحيى بن إبراهيم حجاف عمرها 33 عاما تقريبا وقبل 3 سنوات تفاجأت باتصال هاتفي من الفنان عبدالمجيد عبدالله الذي ذكرني بهذه الأغنية قائلا: اليوم مرت 30 سنة على طائر الأشجان التي ما زلت اغنيها حتى اليوم، وبهذه المناسبة أقول لعبدالمجيد خلال 33 عاما مرت على صداقتنا سأظل احترمك واقدر نبل اخلاقك ودعمك». طائر الأشجان استقبل الجمهور الفنان عبدالقدر الهدهود في ظهوره الأول خلال هذا المساء، ليشدو بتمكن بأغنية «طائر الأشجان» وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي كان يردد معه الأغنية تارة ويسبقه أخرى، وفي خضم هذا التفاعل الكبير بعد انتهاء عبدالقادر توجه الهدهود للبيانو، مشيرا إلى انه سيعزف أغنية جديدة بمصاحبة صوت مميز وهي الفنانة فاطمة الخضر، وبالفعل شرع الثنائي في أداء أغنية «لا خط لا هاتف» وهي من كلمات محمد السويدي، قبل أن تنضم لهما الفرقة الموسيقية ليقدما العمل بصورة مميزة. ويعود خالد للظهور مجددا على المسرح ليكشف عن الأغنية التالية، وهي «أشكي لمن» إحدى اعمال الفنان عبدالمجيد عبدالله، وهي من كلمات حسين المحضار، ويقول الشيخ عن صاحب الصوت الذي سيؤدي الأغنية هذا المساء انه على مدار 10 سنوات استطاع ان يحقق قفزات كبيرة ليصل لقلوب الجمهور، وهو الفنان مطرف المطرف، ويقول خالد للمطرف «ليتنا وانا في عمرك كنت أستطيع ان أغنى مثلك» ليعرب المطرف عن سعادته بالمشاركة في ليلة تكريم خالد الشيخ. ويقدم مطرف بأداء مميز وتمكن وروح جديدة أغنية «أشكي لمن»، ثم يطرب الجمهور بواحدة من أنجح أغنيات الشيخ والتي مازالت حاضرة في الوجدان حتى وقتنا، هذا وهي «شويخ» من اشعار أبو الحسن الششتري. قصة العود وبعد عرض جزء آخر من فيلم خالد تضمن قصة اهتمامه بالعود، وكيف أهداه أصدقاؤه اول عود في حياته، لافتا إلى انه دخل مرحلة الهوس باقتناء الاعواد، كاشفا انه تخلص من هذا الأمر وأصبح يرى اعواده امامه خشباً مسندة. ويمر الوقت سريعا على محبي الطرب الأصيل ويستقبل الجمهور الفنانة ولاء الصراف، التي قدمت بتمكن أغنية «شراع الهوى» من كلمات علي الشرقاوي، وحرص الشيخ على اللحاق بها ومشاركتها الغناء في المقطع الأخيرة كدويتو، من ثم يختتم خالد الجزء الأول من الحفل بأغنية «جروح قلبي وتر» وهي من كلمات الشرقاوي أيضا، وأهدى خالد الأغنية لمؤلفها موجها له تحية خاصة. وفي الجزء الثاني ضرب الحضور موعدا مع الفنانة فاطمة بودستور، التي قدمت أغنية «كمنجة» بمشاركة عازف الكمان ياسين، لتلهب حماس الجمهور وتحصد دفقة كبيرة من صيحات الإعجاب وكلمات الثناء على أدائها هي والعازف، لينضم لهما الشيخ بعد الأغنية ويثني على ادائهما معا. حضور الرويشد.. هل كان الوصل بعد العتاب؟   شهد الحفل الأول من «دفترالكويت» عتابا رقيقا مبطنا من الفنان خالد الشيخ لرفيق دربه عبدالله الرويشد، خصوصا ان الشيخ كان قد ضمن برنامج الحفل 3 أغنيات من أعمال الرويشد وتحدث حينها عن علاقته به قائلا «كنت أتمنى ان يكون موجودا اليوم ولكنه اعتذر، أتمنى ان اشاهدك غدا يا عبدالله»، ويبدو ان عتاب الشيخ وصل الرويشد الذي حرص على الحضور في الحفل الثاني، بل وشارك خالد غناء «تذكرني» وبعد الحفل غرد عبدالله على تويتر قائلا «كانت اجمل صفحة معك في (دفتر الكويت) اخوي ورفيق دربي خالد الشيخ»، وأرفق تغريدته مقطعا من الأغنية التي جمعتهما. خالد الشيخ وعبد الله الرويشد تواضع وكان لافتا حرص خالد على تقديم كل من شاركه الحفل من مطربين وعازفين بتواضع شديد، وعلى وقع تفاعل الجمهور الكبير يختار الشيخ أغنية «سافر» ويشدو بها ليضرب على وتر الإحساس ويداعب المشاعر، قبل ان يترجل عن المسرح ويترك الجمهور لاستكمال جزء آخر من الفيلم التسجيلي، حيث تحدث في هذا المقطع عن علاقته بشركة النظائر وكيف التقى مالكها يوسف الرافعي عام 1982 ليبدأ رحلته مع احتراف الغناء، وشهد الفيلم ظهورا خاصا للرفاعي الذي تحدث عن علاقته مع خالد، كذلك تطرق الشيخ إلى بداية علاقته مع الفنان عبدالله الرويشد. من ثم يعود الفنان مطرف المطرف للظهور مجددا، ويقدم أغنية «تصور» وهي من كلمات فتحية عجلان، وتعود للفنان عبدالله الرويشد، ويأتي من بعده ظهور جديد للفنان عبدالقادر الهدهود ليشدو بـ«لمني بشوق» وهي أيضا من أغنيات الرويشد وكتبت كلماتها عذاري، ويعتلي بعد ذلك الشيخ المسرح ليوجه تحية للفنان عبدالله الرويشد، قبل ان يؤدي خالد من أغنيات رفيق دربه «تذكرني» التي صاغت كلماتها الشاعرة فتحية عجلان. وفاء وفي وقفة وفاء لرفيق دربة الإعلامي الراحل عبدالله المحيلان، يدمج خالد بين تسجيل قديم كان يشدو فيه مع المحيلان وادائه على المسرح إحدى الأغنيات التي جمعتهما، ليهديه بعد ذلك الشيخ ابيات شعر ويوجه تحية لنجله ناصر المحيلان الذي كان حاضرا في المسرح. ويعود خالد للغناء ويفاجئ الجمهور بواحدة من أبرز اعماله وهي قصيدة الشاعر محمود درويش «عندما كنت صغيرا»، ثم يغادر الشيخ المسرح ويفسح المجال امام الحضور لمشاهدة جزء آخر من الفيلم الذي استعرض فيه الأغنية التي قدمها للكويت ابان تفجيرات المقاهي الشعبية، وهي أغنية «صوتك يا كويت»، ثم تطرق للأغنية الأخرى «7 شهور» التي جاءت بعد 7 شهور من صدمة الغزو الغاشم. ويعتلي الشيخ المسرح مجددا ليشدو بـ«عيناك» إحدى روائع الشاعر نزار قباني قبل ان يترجل ويترك الفرصة امام الكورال بمعية الفرقة الموسيقية، ليقدموا مختارات من اعماله «يود عليه، يا عبيد، البمبرة، نعم نعم، كلما كنت بقربي»، وفي الختام يقدم خالد أغنية «حان الوداع بخاطري» بمعية مطرف المطرف وعبدالقادر الهدهود.


عدد الزيارات : 2112 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق