> فن وثقافة

لطيفة بطي: ما زلنا نعيش ثقافة اقتناء الطفل للكتاب.. يُعد ترفاً


لطيفة بطي: ما زلنا نعيش ثقافة اقتناء الطفل للكتاب.. يُعد ترفاً

د. ولاء حافظ - لطيفة بطي كاتبة كويتية تعنى بأدب الطفل، أعادت كتابة العشرات من حكايات التراث الشعبي الكويتي واستلهمت الكثير من الحكايات الطريفة من معينه دفعتها لتأسيس أول مشروع خاص بها لنشر كتب الأطفال في عام 2013. كتبت لطيفة بطي لبرامج الأطفال: نام القمر – سراج لتعليم اللغة العربية – قال الراوي – والبرنامج الشهير «افتح يا سمسم» في مواسمه الجديدة مبتكرة شخصية - الجرو سلوقي - التي أحبها الأطفال. كما كتبت لإذاعة مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك. شاركت في الكثير من مهرجانات الحكي والروي الشعبي المقامة في عدد من الدول العربية وقدمت العديد من الورش في الكتابة للطفل، وتدرس قصصها في المناهج الكويتية والإماراتية والجزائر ولبنان وفلسطين. كتبت لمجلة العربي الصغير ولها حاليا ما يعادل خمسين كتاباً للطفل ما بين شعبي وإبداعي. وفي عام 2017 فازت بجائزة الشيخ زايد لكتاب الطفل عن قصتها «بلا قبعة»، حيث ورد في حيثيات فوز الكتاب: لما يتمتع به من لغة رشيقة ومشوقة وخيال واسع يحفز على الإبداع والتفكير ويدعو إلى تقبل الاختلاف وعدم قبول الأفكار التقليدية النمطية ويعنى بأهمية تواصل الطفل مع الطبيعة وسحرها. ترى بطي أن قطار أدب الطفل في الوطن العربي ينطلق في طريقه الصحيح، وهو الآن في أوج ازدهاره على صعيد الأفكار والمواضيع والرسم والانتاج الفني للكتاب، وبنظرة المتابع لساحة ثقافة الطفل ترى اختلافا كبيرا عما كان سائدا في ما مضى. وقالت لـ القبس: لم يعد هذا الأدب مظلوما كما كان في السابق خاصة مع رصد الجوائز الكبرى له التي شجعت على انتقاء أفكار نوعية ومؤثرة في عالم الطفولة، ومن الملاحظ الآن توجه العديد من الشعراء والروائيين العرب للكتابة للطفل ومحاولة ترك بصمة في هذا النوع من الأدب الراقي، كما نلاحظ ازدياد عدد دور النشر الموجهة للطفل خاصة في دول الخليج العربي على رغم تأخرها عن اللحاق بهذا المجال زمنا طويلا. أنماط الكتابة للطفل وحول طابع أدب الطفل والناشئة واختلافة عن الطابع الغربي قالت بطي: هنالك تداخل بين انماط الكتابة للطفل والناشئة والكبار بحيث اصبح الكتاب يتوجه لجميع افراد الأسرة ولا يختص بسن محددة، وهذا النوع من الكتب لا يزال يتلمس خطواته الأولى لدينا بينما هو في أماكن اخرى من العالم أصبح هو السائد، وبينما نحدد هنا كلمات معجمية أو عدد صفحات معينة لكتاب الطفل او تحديد سن معينة خاصة اقصد في الكتب الاستمتاعية وليس الكتب المنهجية المتعلقة بالدراسة وتعليم القراءة، نجد الطفل هناك يقرأ مئات الصفحات تمتلئ بمواضيع قد تصنف هنا بأنها أكبر من إدراك الطفل لدينا أو معجمه اللغوي. وأشارت الى أن الكتب الناجحة الغربية تتحول إلى أعمال مرئية وبالتالي فالمشاهدة تزيد من نسبة القراء الباحثين عن أصل العمل المكتوب، وتشجع الكتّاب على ابتكار مواضيع وشخصيات جديدة، وليس ببعيد عنا «سلسلة هاري بوتر، وما تقدمه ديزني من افلام»، هنالك أفكار جديدة ومغايرة وشخصيات ممكن أن تستحوذ على اهتمام الطفل لو قيض لها أن تقدم عبر الشاشة للأطفال في الوطن العربي لكن هذا السوق مكلف ويحتاج اهتماما ودعما كبيرين لتنطلق عجلاته. القصص المباشرة والوعظية وعن توجه قصص الأطفال في الوطن العربي لطابع الوعظ والارشاد المباشر على حساب الخيال كما هو في نظيره الغربي، قالت بطي: هذا صحيح يوجد بعض القصص المباشرة والوعظية لكنها لم تعد طاغية كما في السابق بل هنالك الكثير من القصص المرحة التي من خلالها يمكن استشفاف قيمة ما، كما أن هنالك لدينا كمجتمعات شرقية الكثير من المحاذير التي لا يقبل بها المجتمع كالدين والعادات والتقاليد، أما القصص الغربية فسقف الحرية لديهم لا حدود له. وتروي بطي، موقفاً في هذا الصدد: «اعترض أحد الأشخاص يوما على قصة لي بعنوان «الطنطل وحمارة القايلة»، تتناول بعض الشخصيات الخرافية مستهجنا تقديمها للطفل لأنها خيال وليست حقيقية»! وتابعت حديثها: لا يدرك الكثيرون ان مرحلة الخيال لدى الطفل مرحلة لا يمكن تفويتها وتغذيتها بما يناسبها من الأفكار وهم غير منتبهين الى أن الكثير من الاختراعات كانت مجرد خيال تحول الى واقع. Volume 0%   التسويق الجيد الكتاب العربي لم يعد ينقصه الخيال ولا الحبكة المؤثرة إنما ينقصه التسويق الجيد، والإعلان المبهر، وينقصه أن يصل إلى أيدي الكثير من الأطفال في مناطق نائية، قد تمر بظروف الحرب، أو القدرة الشرائية فيها ضعيفة، حيث يُعد اقتناء كتاب للطفل ترفا في مقابل اطعامه وعلاجه. انتشار الأجهزة الذكية وحول انصراف انتباه الطفل وميوله نحو الاجهزة الذكية على حساب القراءة كان لبطي وجهة نظر اخرى فقالت: نمو أدب الطفل لدينا وتوسعه تزامنا مع انتشار الأجهزة الذكية وما يرفق بها من تطبيقات ألعاب، شغلت حيزا كبيرا من وقت الطفل، ووفرت للأهل أوقاتا طويلة لإبعاد أطفالهم عنهم لانشغالهم هم أيضا بمتابعة أجهزتهم الخاصة، لكن أيضا من جانب آخر لا يمكن التعميم، فالكثيرون أيضا يعدون القراءة لأطفالهم اسثمارا للمستقبل، ونلاحظ هنا كثرة المكتبات والمواقع الالكترونية، التي تروج لكتب الأطفال وترشحها لأولياء الأمور أو المهتمين بهذا الشأن. ويبقى شد انتباه الطفل للقراءة وتشجيعه هو مسؤولية الأهل بالدرجة الأولى ثم يأتي دور المدرسة ممثلة بوزارة التعليم في توفير الكتب المشوقة وتخليص المناهج من الدروس الجامدة التي لا تحفز الطفل ولا تواكب عالم التكنولوجيا الذي يدور في فلكه أطفال اليوم.



عدد الزيارات : 990 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق