> دولي

فيروس كورونا.. صنع في الصين ويصلكم أينما كنتم


فيروس كورونا.. صنع في الصين ويصلكم أينما كنتم

إسماعيل سليم -   حين عنونت «القبس» صدر صفحتها الأولى في عددها الصادر، أول من أمس بعنوان: «كورونا على أبواب الكويت»، لم تكن ترجم بالغيب أو نذير شؤم، فلم يمر سوى يوم وبعض يوم، حتى ضرب الفيروس البلاد بالخمسة، بحسب بيانات وزارة الصحة. غموض لم يكذب الرئيس الصيني شي جين بينغ حين وصف فيروس كورونا بالشيطان فلا يُعرف على وجه اليقين إلى أين سينتهي بنا فيروس كورونا، لكن الذي بات معلوما عنه بالضرورة أن التنين الصيني يقف منذ ما يقارب الشهرين عاجزاً أمامه كما يعجز العالم عن صد توغله من دولة إلى أخرى حاصد آلاف أرواح الضحايا، رغم قيود السفر والحجر الصحي لكل مشتبه به. كورونا في تقدمة لا يفرق بين دولة نامية أو متقدمة اشتراكية أم رأسمالية، ديموقراطية أو شمولية، لا يبالي كثيرا هو بهذه المسميات فمنذ خروجه من الصين منتصف يناير الماضي وحتى الآن انتشر في أكثر من نحو 28 دولة، مخلفا أكثر من 2521 قتيل وما ويقترب من حاجز الـ 80 الف مصاب. في أيام معدودات اتسع نطاق تفشي فيروس «كورونا»، إذ ظهر في خمس دول جديدة بينهم ثلاث دول عربية هم الكويت والعراق  والبحرين، بالإضافة للإمارات ولبنان،  لتحل لعنة كورونا في 5 دول العربية. من سيء إلى أسوأ من سيء إلى أسوأ الوضع في كوريا الجنوبية، فقد ارتفعت الإصابات فيها إلى 893 حالة إصابة، بينما في إيطاليا - ارتفع عدد حالات الوفاة إلى 7 حالات حالات أمس الاثنين وتخطى عدد الإصابات الجديدة 220 فيما أغلقت السلطات المدارس والمتاحف، وتراجعت بورصة ميلانو 5.4% وتضرر القطاع السياحي. مخاوف تقيد الحياة صحيفة زوددويتشه الألمانية قالت، إنَّ سيدة صينية بالغة من العمر 20 عامًا من مدينة ووهان، لم تكن تعاني من أي حمّى أو أعراض أخرى، نقلت فيروس كورونا المستجد لخمسة من أقاربها تتراوح أعمارهم بين 42 و 57 عامًا. وأوضحت الصحيفة الألمانية، أنَّ السيدة الصينية ناقلة العدوى خالية تمامًا من الأعراض السيئة لكورونا، بحسب نتيجة فحص التصوير المقطعي، الذي لم يظهر أي إصابة في رئتيها، ومع ذلك، أصيب اثنان من أقاربها الخمسة، الذين انتقل إليهم المرض عن طريقها، بالتهاب رئوي حاد. ولفتت الصحيفة في تقرير نقلته عن مجلة متخصصة شهيرة ترجمته شبكة مصر العربية، إلى أنَّ أعراض كورونا تكون خفيفةً في بعض الحالات، وفي حالات أخرى تهدد بالوفاة، موضحة أنَّ العدوى بشكل عام لا يمكن التنبؤ بها. وعن تفشي كورونا في إيطاليا وانعكاس ذلك على ألمانيا، رأت الصحيفة أنَّ مخاوف العدوى أفسدت على الألمان متعتهم بعطلاتهم الشتوية واحتفالاتهم بالكرنفال المنتشرة في العديد من الأماكن، مؤكدة أنّ حالة عدم اليقين زادت بين المواطنين. وأضافت الصحيفة أنَّ مخاوف العدوى بفيروس كورونا الجديد Covid-19 تقيد الحياة في أوروبا بشكل متزايد. إيران ثمة مخاوف من تحول المدينة الإيرانية «قم» إلى مركز تفشٍ في الشرق الأوسط مماثل لمدينة ووهان الصينية، منشأ الفيروس.   السلطات الإيرانية أمرت بإغلاق المدارس والجامعات والمراكز الثقافية في نحو 14 محافظة، بعد ظهور الفيروس الأربعاء الماضي، ليتفشى بشكل متسارع مع تأكيد وفاة 11 شخصاً وإصابة 467، ما دفع الدول المجاورة لإغلاق حدودها. بحسب وكالة رويترز فإن الآثار المحتملة للفيروس على الاقتصاد كانت حاضرة في اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين بالرياض. مديرة صندوق النقد الدولي قالت إن فيروس كورونا سيقلص على الأرجح النمو الاقتصادي في الصين هذا العام إلى 5.6 بالمئة، نزولا عن توقعاته في شهر يناير كانون الثاني 0.4 نقطة مئوية، وسيخفض النمو العالمي 0.1 نقطة مئوية. وفي اليابان حيث تواجه الحكومة تساؤلات متزايدة بشأن ما إذا كانت تتخذ إجراءات كافية لمواجهة الفيروس، أكدت السلطات وصول عدد الإصابات إلى 773 شخصا، كان معظمهم ضمن ركاب السفينة السياحية دايموند برنسيس التي خضعت لحجر صحي قرب طوكيو. خسائر حادّة لداو جونز بورصة وول ستريت جلسة التداولات أمس الإثنين أغلقت على خسائر حادّة لم يعرف مؤشر داو جونز مثيلاً لها منذ عامين، وذلك بسبب مخاوف المستثمرين من التداعيات المحتملة لفيروس كورونا المستجدّ على الاقتصاد العالمي. وفي نهاية الجلسة بلغت خسائر مؤشّر داو جونز الصناعي 3,6 بالمئة إذ تراجع إلى 27.960,80 نقطة، في أسوأ جلسة له على الإطلاق منذ أكثر من عامين. بدوره سجّل مؤشّر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا تراجعاً بنسبة 3,71% مستقراً عند 9.221,28 نقطة، في حين بلغت خسائر مؤشّر "ستاندرد أند بورز 500" الأوسع نطاقاً 3,35% ليهبط إلى 3.225,89. وعلى غرار بقية البورصات العالمية سادت موجة هلع جلسة التداولات في وول ستريت الإثنين بسبب التزايد الكبير في الأيام القليلة الأخيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجدّ خارج الصين. وحضّت منظمة الصحة العالمية دول العالم الإثنين على الاستعداد لـ"وباء عالمي محتمل" في وقت دفع فيه ظهور بؤر جديدة في كلّ من إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا وانتشار الفيروس في دول إضافية في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، إلى جهود أكثر حزماً لاحتواء الوباء.


عدد الزيارات : 1341 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق