> رياضة

كأس الأمير.. نصف النهائي كسر القواعد القطبية وأنهى أحادية البطل


كأس الأمير.. نصف النهائي كسر القواعد القطبية وأنهى أحادية البطل

الوطن - خاص 
يمكن اعتبار الموسم الكروي الحالي الموسم الاكثر اثارة واستثنائية في العقدين الاخيرين بعد ان خرجت المنافسات عن قواعد القوة القطبية التي فرضها ناديا الكويت والقادسية طوال العشرين سنة الماضية .
نعم توج الكويت بطلا للدوري ولكن التتويج لم يكن ضمن قواعد القطبية حيث شهدت منافسات الدوري منافسة خماسية طوال الموسم وهو امر لم يحدث من قبل منذ ان أحكم الابيض والاصفر قبضتهما على القاب الموسم الثلاثة منذ انطلاقة الالفية الثانية ، بل ان المنافس على اللقب في اخر جولتين كان فريق كاظمة وليس الاسم المعتاد القادسية او العربي بطل الموسم السابق .
وجاءت مسابقة كأس الامير لتبصم على انتهاء عصر القطبية بخروج القوى الكبرى المهيمنة في العقد الاخير والمتمثلة بالكويت والقادسية والعربي من الدور ربع النهائي لتصعد فرق السالمية وكاظمة والنصر والفحيحيل الى الدور قبل النهائي الذي سيقام يوم السبت المقبل بمواجهتي النصر مع السالمية وكاظمة مع الفحيحيل.
ولايوجد خط ناظم بين الفرق الاربعة على مستوى التتويج بالبطولة من قبل اذ كانت اخر مرة فاز فيها كاظمة بلقب كأس الامير في موسم ٢٠١٠ /٢٠١١ فيما كانت اخر مرة يفوز فيها السالمية بالكأس في موسم ٢٠٠٠/٢٠٠١ في حين ان الفحيحيل لازال على اللقب اليتيم في موسم ١٩٨٥/١٩٨٦ بثلاثيته التاريخية في مرمى كاظمة الذي سيلتقيه يوم السبت في نصف النهائي، اما النصر فهو الاسم الجديد الذي يبحث عن لقبه الرسمي الاول ليضع اسمه في سجل الابطال المتوجين بدرة الكؤوس المحلية، ولذلك فإن بطل هذه البطولة الغالية هذا الموسم سيكون بطل استثنائي لموسم استثنائي في كافة تفاصيله .
والمعلوم ان سجل الابطال يتصدره العربي والقادسية ب ١٦ لقبا ثم الكويت ب ١٥ لقبا وكاظمة ب ٧ القاب والسالمية بلقبين واليرموك بلقبين والفحيحيل اخيرا بلقب واحد .
ولعل تغير خارطة المنافسة هذا الموسم سواء في بطولة الدوري او في بطولة كأس الامير مؤشرات تكشف عن احتماليات هامة لمسار المنافسة في المواسم المقبلة ، مسار لا سيادة فيه لفريق واحد او فريقين على الالقاب ، لاسما إذا استمر العمل بنظام المحترفين الخمسة الذي ساهم بمنح فرق الوسط وآخر الترتيب فرصة تدعيم الصفوف وتقويتها في مواجهة قوى اللاعبين الدوليين الذين تعج بهم صفوف الفرق الكبيرة مثل الكويت والقادسية والعربي والسالمية وكاظمة ، وليكون الفارق في جودة اللاعب المحترف ، ولذلك شاهدنا فرق هبطت للدرجة الاولى كاليرموك والشباب تعطل فرق الصدارة والمقدمة في الدوري وقد لعبت دورا في تحديد اتجاه اللقب بعد ان كانت في السابق مجرد " حصالة " للفرق الكبيرة لجمع النقاط، ولذلك عندما القت معارك الدور ربع النهائي في مسابقة كأس الامير بأوزارها واستقر المشهد على تأهل فرق كاظمة والسالمية والنصر والفحيحيل الى الدور نصف النهائي لم تكن هناك غرابة ولا مفاجآت تبهر المتابعين ، فالواقع يقول ان عصر القطبية وتسيد احادي على الالقاب قد انتهى وان التعددية هو واجهة بطولاتنا المحلية ولا دليل اوضح من ذلك على ان العربي قد توج بلقب كأس ولي العهد وان الكويت بطلا للدوري وان كأس الامير سيكون فريق اخر قد يكون بطلا جديدا او ثانيا او ثالثا او ثامنا في سجل الابطال .
وبغض النظر عن ايجابيات هذه التعددية على صعيد المنافسات فإنها في الوقت نفسه كشفت عن عوار في اداء وعمل بعض الاندية التي كانت تشكل ضلعا اساسيا في معادلة المنافسة ، كالقادسية الذي انتهى بالمركز الخامس في الدوري وخرج من الدور الاول بكأس الامير ، تاركا الاحباط يغزو نفوس مشجعيه بعد سنوات من الهيمنة والسيطرة على الالقاب ، تراجع مستوى النجوم لم يكن سببا وحيدا لتعطل ماكينة الاصفر محليا ، فهناك سوء اختيار للمحترفين وندرة مواهب في دكة البدلاء ، وهو امر ترك في الافق اسئلة مشروعة لمحبي الاصفر ، اين القاعدة التي كانت منبعا للنجوم وقدمت للكرة الكويتية اسماء بارزة شكلت العصب الرئيسي للمنتخب الوطني ولنجاحات القادسية ، ولماذا لم يعد الاصفر وجهة استقطاب للمواهب الشابة ، وماهي معايير اختيار المحترفين لسد الثغرات وجبر كسور الفريق فنيا بعد التخلي عن ابرز لاعبيه الدوليين كسلطان العنزي ورضا هاني ، اسئلة لاتبدو أجوبتها مبشرة لادارة النادي التي تواجه تحديا كبيرا في اقناع الجماهير بالتفاؤل الموسم المقبل ، في الوقت الذي تسير فيه الفرق المنافسة في خط تصاعدي بتسارع كبير ، مثل العربي الذي يجيد ويخطئ في الوقت نفسه في تغييراته المستمرة للمحترفين ولذلك لم ينجح بالحفاظ على افضليته التي كرسها مع انطلاقة الموسم ، فهو استقدم افضل المحترفين امثال الهادي السنوسي ومحمد الصولة ولكنه قام بانتدابات شتوية وبعد الحرب الروسية الاوكرانية التي سمح فيها الفيفا للمحترفين بالدوري الاوكراني الانتقال ، اثرت هذه الانتدابات على نظام وانسجام الفريق ولكن ذلك ليس الا مؤشر محدود يمكن تدارك مخاطره بقرارات تصحيحية سريعة ولذلك فالقلق في القلعة الخضراء لايبدو كبيرا كما هو الحال بالقادسية ، ولا يمكن انكار ان الكويت يعمل ايضا بجهد كبير للبقاء في معادلة الصراع على الألقاب وبقوة من خلال تغيير سياسته في التعامل مع الجهاز الفني من خلال الصبر على المدرب ومنحه الثقة والاستمرار بنفس الوقت بالتعاقدات المحلية والخارجية المميزة لتشكيل فريق صلب قادر على خوض التحديات في احلك الاوقات ولذلك جاءت فترة الانتقالات الشتوية أكثر من ايجابية بالتعاقد مع المحترف الختيسي واعادة المحترف ديمبلي والثنائي لعب دورا فاعلا واساسيا في تتويج الابيض بلقب الدوري ولذلك لاخوف على الابيض لاسيما اذا استمر المدرب التونسي الخبير نبيل معلول على رأس القيادة الفنية ، وليس كما هو الحال في القادسية الذي لايعلم ان كان سيستمر الوطني ناصر الشطي على رأس قيادته الفنية ، واستحق كاظمة ان يكون منافسا على لقب الدوري بعد ان تعاملت ادارته مع الفريق بحرص كبير من خلال التعاقدات المحلية والخارجية ، وكانت مشكلة البرتقالي في قلة خبرة لاعبيه على تحمل ضغوط الاستمرارية والثبات الذهني في كل جولة من جولات الدوري ولذلك يمكن اعتبار ان كاظمة فرط بفرصة تاريخية للفوز بلقب الدوري من جديد ، ولكنه على الاقل لازال يملك الفرصة لتتويج موسمه بلقب كأس الامير والبناء على هذا التتويج للموسم المقبل بشخصية جديدة ، هي شخصية البطل ، وليس كما هو الحال للقادسية الذي عليه ان يبني موسمه المقبل بشخصية المنكسر .
والسالمية كذلك عمل بجهد هذا الموسم ليكون منافسا على الالقاب فكان التعاقد مع المدرب الوطني محمد ابراهيم بمثابة نقطة التحول في مسار الفريق وبعث الامل في نفوس اللاعبين قبل الجماهير لاسيما مع الانطلاقة القوية التي قام بها الفريق مع الجنرال محمد ابراهيم ولكن الفريق كما هو حال كاظمة افتقد للثبات الذهني تحت الضغوط فاضاع نقاطا مع فرق الوسط واخر سلم الترتيب اكثر مما فقدها مع فرق المقدمة ولكنه ايضا لازال يملك الفرصة للتويج بكأس الامير وهو يملك مجموعة متجانسة من المحليين المميزين الواعدين اضافة لجودة المحترفين المتمثلة بالايفواري جمعة سعيد، وليس كما هو الحال بالقادسية الذي لايملك محترفا تبني عليه للموسم المقبل .
كل المؤشرات تقول ان الاصفر خرج ولم يعد من دائرة المنافسة وتبقى حقيقة واحدة وهي ان استثنائية هذا الموسم قد تكون ايضا استثناءً لمستقبل الاصفر ولبقية الفرق فالقادم لم يعد مضمونٌ فيه السيادة لاي فريق .

عدد الزيارات : 321 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق