> اقتصاد

رندة تقي الدين: الابتزاز الروسي بالغذاء


رندة تقي الدين: الابتزاز الروسي بالغذاء

اتهام وزيرة خارجية ألمانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يشن حرب الحبوب على العالم سببه أن القصف الروسي يستهدف بنية تحتية استقبال وتصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم.
مرفأ أوديسا والمدن التابعة له في أوكرانيا فقط ١٠ في المئة من موظفي المرافئ المحيطة ما زالوا يعملون فيهم.
المزارعون الأوكرانيون يتسعدون لحصاد موسم القمح في يوليو والذرة في أغسطس إلا أن الحرب تهدد هذا القطاع الأساسي من اقتصاد أوكرانيا المهدد من حصار موانئ أوكرانيا على البحر الأسود من حيث تصدر على البواخر حبوب للعالم . 
حسب جمعية منتجي الحبوب في أوكرنيا إنتاجها سيتراجع هذه السنة ب٤٠ في المئة نسبة للسنة الماضية.
فمبدئيا توقعات تصدير الحبوب هذه السنة يقدر بـ٣٠ مليون طن باتجاه الشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا ودول آسيا .
إلا أن حصار البحرية الروسية لموانئ أوكرانيا قد يخفض التصدير إلى ١٨ أو ١٢ مليون طن ما يشكل خطر على العالم.
و قول وزير السياسة الزراعية الأوكرانية أن بلاده يمكنها تصدير بحد أقصى مليونين طن من الحبوب شهريا إذا رفضت روسيا رفع الحصار على الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود يؤكد الابتزاز الروسي بحرب الحبوب والغذاء بوجه العالم . 
روسيا وأوكرانيا هما المنتجتان الرئيسيتان للحبوب وتمثلان ٣٠ في المئة من صادرات القمح العالمية و٢٠ في المئة من الذرة و٧٥ في المئة من زيت دوار الشمس .
وحذرت مساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشوؤن الإنسانية جويس مسويا من تهديد بتردي الأوضاع في أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم كما هو الحال في أفغانستان والقرن الإفريقي واليمن حيث يعد انعدام الأمن الغذائي مشكلة أساسية.
وطالب في هذا الإطار الرئيس الأوكراني زيلانسكي بأسلحة مضادة للسفن لتضمن مرور آمن لصادرات أوكرانيا لأنه قال إن ٧٥ مليون طن من الحبوب قد تكون عالقة في أوكرانيا بحلول الخريف .
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سيطرتها على موانئ ماريوبول وبيرديانسك وأنها جاهزة لشحن الحبوب الا ان اوكرنيا لم تؤكد ذلك، ففي مثل هذه الحروب كثيرا ما تصدر إعلانات من الجهات المحاربة يجب التأكد من صحتها.
وكان بوتين في نهاية الأسبوع الماضي "اتهم البعض بتحميل روسيا مسوؤلية مشاكل سوق الغذاء نافيا ان قواته فرضت حظرا على صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية .
ولكن الواقع ان روسيا تستخدم الضغط بالحبوب على العالم، فارتفاع أسعار الحبوب في جميع أنحاء العالم مرده الى النقص من السلع الغذائية بسبب هذه الحرب.
على سبيل المثال أعلنت التشاد وهي حسب الأمم المتحدة ثالث أقل دولة نموا في العالم عن حال طوارئ غذائية بسبب التدهور المستمر للوضع الغذائي نتيجة الحرب في أوكرانيا .
وتخشى الأمم المتحدة إعصار مجاعة خصوصا في بلدان افريقية تستورد أكثر من نصف القمح المستهلك من أوكرانيا وروسيا . 
روسيا التي هي مع أوكرانيا اكبر منتجي الحبوب في العالم أعلنت أنها تعمل على تعزيز مخزوناتها من الحبوب في ظل تراجع صادراتها بسبب العقوبات الغربية في حين أنها تضع حصار على الصادرات الأوكرانية من الحبوب للضغط على الغرب.
وروسيا تبيع جزء كبير من إنتاجها الزراعي حاليا عبر تركيا وإيران وألمح بوتين إلى أن حصاد الحبوب قد يكون قياسيا هذا العام مؤكدا أن روسيا لا تنقل الحبوب عبر الدول الأوروبية .
وكشف المسوؤل المعين من موسكو في خيرسون ستريموزوف المنطقة الأوكرانية أن القمح في هذه المنطقة التي غزاها الجيش الروسي سيباع إلى روسيا ويشحن عبر شبه جزيرة القرم . ولكن كيف يمكن أن يشتري غازي منطقة سلعة تنتجها الدولة التي تم احتلالها .
فالحقيقة هي أن روسيا ستضع اليد على القمح الاوكراني كونها تسيطر على المنطقة وتحاصر موانئها . فروسيا ستصادر القمح الأوكراني الذي بإمكانها ان تستفيد من تصديره عبر الموانئ التي هي تحت حظرها إذا لم تتصدى لها الدول الغربية .
فالعقوبات الغربية على روسيا مؤثرة ولكن موقف سياسي مثل موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يقول إنه يجب " ألا نذل روسيا " غريب إذ إن روسيا في حرب على أبواب أوروبا وتحدث ازمة غذائية في العالم مهددة الدول الفقيرة بالمجاعة والرئيس الفرنسي يدعو الى عدم ذلها.
فروسيا تذل أوروبا والغرب بغزوها لاوكرانيا ولا تتجاوب مع دعواته لتوقف القصف والحرب في أوكرانيا وتنسحب من هذا البلد .
فبوتين يذل أوروبا والغرب بمواقفه مثلا في حماية النظام السوري الذي ما زالت دول الغرب تقاطعه وتعاقبه وبوتين لا يولي أي أهمية بحل سياسي للوضع السوري.

عدد الزيارات : 321 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق