> اقتصاد

رندة تقي الدين: إرباك مجموعة السبعة إزاء اسعار النفط


رندة تقي الدين: إرباك مجموعة السبعة إزاء اسعار النفط

طموح قيادات مجموعة الدول السبعة الصناعية التي انهت اجتماعاتها في ألمانيا بوضع سقف لأسعار النفط بالتشاور مع دول أخرى والقطاع الخاص من الصعب أن يتحقق . إذ تحديد السعر مرتبط بعوامل السوق النفطية العرض والطلب فلا يمكن وضع سقف له والقدرات الإنتاجية الزائدة في العالم وفي أوبك + محدودة حسب منظمة أوبك القدرات الإنتاجية الزائدة في دول أوبك وخارجها لا تتجاوز ٢ في المئة . 
وقد أبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نظيره الاميريكي جو بايدن على هامش قمة السبعة أن رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد قال له إن الامارات تنتج بطاقتها القصوى وان السعوديين يمكنهم زيادة الإنتاج بحوالي ١٥٠ الف برميل يوميا ربما اكثر قليلا لكنهم ليس لديهم قدرات ضخمة.
حتى الولايات المتحدة التي مع السعودية لديها قدرات إنتاجية زائدة غير قادرة على زيادة الإنتاج لأن عدد كبير من الشركات الاميريكية التي كانت تستثمر لتطوير انتاج النفط الصخري توقفت بعد كل قرارات إدارة بايدن بشأن التغيير المناخي عندما تسلم الرئاسة قبل حرب أوكرانيا .  
اقترح ماكرون خلال قمة السبعة ان يعود النفط الإيراني والفنزويلي إلا أن إيران وفنزويلا تخضعان لعقوبات اميريكية لا يمكن ان ترفع من ليلة الى ضحاها. فهذا قرار للكنغرس الاميريكي كما أنه مرتبط بعودة ايران إلى اتفاق ٢٠١٥ حول الملف النووي مع الدول الستة إضافة الى هذه التعقيدات التي تحول دون وضع سقف لأسعار النفط ان المضاربين والمتعاملين في الأسواق المستقبلية لا يمكن تقييد هم .
لذا اقتراح الدول السبعة اقتصر على تشجيع الدول المنتجة للنفط على زيادة انتاجها ووضع خطط مشتركة للحد من عائدات النفط لروسيا، والقيادات السبعة وافقت على درس مختلف الخيارات لحد عائدات روسيا النفطية منها منع جميع خدمات نقل النفط والمنتوجات الروسية في العالم اذا لم تكن الأسعار بالمستوى الذي يتم الاتفاق عليه بالتشاور مع الشركاء الدوليين اقل منه . 
فهذه خيارات وليست قرارات القيادات السبعة لانها بالغة التعقيد، فيمكن منع استيراد النفط الروسي في دول أوروبا ولكن من الصعب جدا وضع حد للأسعار حتى ولو تم الضغط على الدول المنتجة اذ انها ليست وحدها التي تقرر مستوى السعر .
بأمكان الدول الاوروبية إيقاف امداداتها من النفط الروسي لأنها قد تجد مصادر أخرى تستبدله بها ولكن وضع حد على السعر خيار معقد وصعب بما انه مرتبط بأنتاج الدول المصدرة للنفط الذي هو حاليا تقريبا بقدرته القصوى بسبب قلة الاستثمارات، فانخفاض الاستثمارات في قطاع النفط منذ ٢٠١٥ ثم خلال فترة الكورونا والاغلاق العالمي أدى إلى الحد من القدرات الإنتاجية النفطية العالمية إضافة الى دعوات وكالة الطاقة الدولية بحجة التغيير المناخي الى الحد من الأستثمارات في الطاقات الاحفورية للسنوات المقبلة .
واعترفت قمة الدول السبعة بضعفها إزاء التخلي عن الغاز الروسي خصوصا المستشار الألماني اولاف شولتز الذي استضاف القمة في بافاريا إذ إنه حذر من خطورة نقص امدادات الغاز للشتاء في ألمانيا والاضطرار إلى إغلاق بعض الصناعات والتقنين. وألمانيا اكبر اقتصاد في أوروبا .
إن استبدال الغاز الروسي مهمة صعبة لدول أوروبية تعتمد عليه ، فعدد من هذه الدول عاد لاستخدام الفحم بعيدا عن هدف مكافحة التغيير المناخي لأنها بحاجة ماسة الى الطاقة لتوليد الكهرباء وللتدفئة في الشتاء .
صحيح ان الحرب الروسية في أوكرانيا اعادت حماية الولايات المتحدة لاوروبا بعد ان كان الرئيس السابق دونالد ترامب اعتمد اميركا أولا والعالم الخارجي ليس في أولوياته ولكن حرب بوتين اثبتت أيضا ان الغرب استسلم في ماضي قريب الى بوتين عندما تركه الرئيس الاميريكي باراك اوباما يتجاوز الخط الاحمر الذي كان وضعه لاستخدام سورية الاسد السلاح الكيمياوي . 
فكان ان دخل بوتين الى سورية بقاعدة في المتوسط لحماية النظام السوري ثم الى ليبيا عبر المرتزقة الروسية فاغنير التي تحارب الآن في اوكرانيا . 
والآن يبدو ان لا شيء يوقف غزو بوتين لاوكرانيا حتى العقوبات الصارمة فما زال يملك بوتين قدرات تخريبية للتصدي لدمقراطيات تحاسب من رايها العام في حين ان لا احد في روسيا يتجرأ على محاسبته على ما يقوم به من اضعاف روسيا اقتصاديا وعسكريا.

عدد الزيارات : 360 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق