> اقتصاد

رندة تقي الدين: الرهان على أسعار نفط مرتفعة


رندة تقي الدين: الرهان على أسعار نفط مرتفعة

استمرت تقلبات أسعار النفط وقفز سعر برميل البرنت في لندن إلى حوالي ١٠٨ دولار بعد أن كان انخفض في نهاية الأسبوع الماضي . فأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن سحب ١٨٠ مليون برميل من النفط ابتداء من مايو من المخزون الاستراتيجي الاميريكي الموجود تحت الأرض في تكساس ولويزينا لم يمنع التقلبات في سعر النفط لأن هنالك عوامل عدة تساهم في ذلك في طليعتها الحرب الروسية على أوكرانيا وتصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأن الاتحاد الأوروبي قد يتبنى عقوبات إضافية على الفحم الروسي .
كون الموقف الأوروبي إزاء حظر استيراد النفط الروسي ما زال منقسم . فالمفوضية الأوروبية ستقترح في اليومين القادمين على الدول الأعضاء حظر على استيراد الفحم الروسي .
فوزير اقتصاد المانيا كان تخوف من تراجع اقتصادي كبير في بلده الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز والنفط الروسي .
في السنة الماضية خمسين بالمئة من الغاز المستخدم في المانيا كان روسيا و٣٠ في المئة من النفط في المانيا كان من روسيا.
ولكن رغم ذلك بدأ النفط الروسي يتقلص في الأسواق بسبب تعقيدات شرائه والتعامل المصرفي في ظل عقوبات واسعة النطاق على روسيا . إضافة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا قررتا الحظر على النفط الروسي .
وعدد كبير من مستوردي النفط الروسي توقفوا عن شرائه . فمثلا في أمريكا شوهدت ناقلة روسية تحول مسارها في البحر إذ إنها كانت متجهة الى شاري للنفط الروسي في فيلادلفيا وعدل عن ذلك فاضطرت الناقلة إلى تحويل مسارها لايجاد شاري آخر . 
وأدى ذلك إلى زيادة الطلب على النفط من الشرق الأوسط .. وقد ارتفعت أسعار النفط السعودي الخفيف في جميع المناطق . وفتقليص مبيعات النفط الروسي أدى أيضا إلى خصومات كبرى لسعر النفط الروسي الاورال . 
وعوامل أخرى تبقي أسعار النفط نحو الارتفاع منها التشكيك بعودة النفط الإيراني بسرعة بعد أن وضعت إيران شرط على الإدارة الأمريكية برفع الحرس الثوري الإيراني عن لائحة الإرهاب للعودة إلى اتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه في ٢٠١٥ إضافة إلى عدم تمكن الإنتاج العراقي من التوصل إلى مستواه داخل مجموعة أوبك بلاس كل هذه العوامل تساهم في تقلب سعر برميل النفط صعودا وانخفاضا ولكن في إطار مستوى يبقى مرتفع بمستوى حوالي مئة دولار لبرميل البرنت.
ولكن إذا تم الاتفاق حول النووي الايراني ورفعت العقوبات عن ايران فعندئذ تتغير الأمور لأن باستطاعة إيران إن تضع فورا في الأسواق مليون برميل في اليوم ثم تدريجيا تزيد الإنتاج علما أن حقولها تحتاج إلى صيانة وعمل لتطويرها ولكن قدرة إيران الإنتاجية الحالية هي أكثر من ٣ مليون برميل في اليوم . إلا أنه من الصعب المراهنة على عودة النفط الإيراني طالما الموقف الاميريكي غير واضح بالنسبة لموضوع رفع الحرس الثوري الإيراني عن لائحة الإرهاب .
كما أن خطر هجوم الحوثي على منشآت النفط في السعودية مستمر طالما إيران وحزب الله داعمين لاعمال الحوثي التخريبية في المنطقة . 
فالرهان أن اتجاه أسعار النفط لن ينخفض إلى مستويات سنوات الكورونا ولكن هناك عدم يقين عن تطور اقتصادات العالم بعد الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعيتها بالنسبة للتضخم وتأثيرها على النمو الاقتصادي في الغرب.

عدد الزيارات : 498 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق