> اقتصاد

رندة تقي الدين: ارتباط تقلبات سعر النفط بالأوضاع الجيوسياسية


رندة تقي الدين: ارتباط تقلبات سعر النفط بالأوضاع الجيوسياسية

انخفاض سعر برميل البرنت بداية هذا الأسبوع إلى اقل من ١٠٠ دولار إلى ٩٨،٧٩ دولار بعد أن كان ارتفع إلى أكثر من ١٣٩ دولار مرده إلى عاملين أساسيين أولهما عودة انتشار فايروس الكورونا في الصين أكبر دولة مستهلكة للنفط والثاني هو احتمال تقدم محادثات بشأن وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا .
ولكن هذا الانخفاض قد يكون مؤقت بحيث إن هناك عناصر سياسية أخرى مثل احتمال انهيار اتفاق فيينا حول الملف الإيراني بعد تدخل روسيا للضغط على إيران لعدم قبول الاتفاق .
كما أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ينوي التوجه إلى الرياض للقاء ولي العهد محمد بن سلمان لمحاولة إقناعه برفع انتاج السعودية ومطالبة السعودية بفصل اتفاقيتها مع روسيا في أوبك بلاس .
تجدر الإشارة ان أوبك بلاس في اجتماعها الأخير لم تر ضرورة في زيادة الإنتاج اكثر من الكمية المتوقعة ٤٠٠٠٠٠ برميل في اليوم لشهر أبريل لأن المجموعة رأت أن السوق النفطية لا تعاني من نقص في الإمدادات خصوصا.
وإعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن العقوبات على بلده لن تؤثر على الاتفاق النووي الإيراني أعطى بعض الأمل للأسواق باحتمال عودة مليون برميل في اليوم من النفط الإيراني فورا اذا تم التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني في فيينا .
أنا فيما يتعلق بالشراكة الروسية السعودية النفطية في أوبك بلاس من المستبعد ان ينجح مسعى جونسون بعد أن قام بالمسعى نفسه الرئيس ايمانويل ماكرون عندما اتصل بالأمير محمد بن سلمان ولم ينجح في اقناع القيادة السعودية و الامارات برفع إنتاجهما في المنظمة لتخفيض أسعار النفط التي ارتفعت بشكل كبير عندما هجم بوتين على أوكرانيا . 
وأسعار الغاز في أوروبا والعالم ارتفعت أيضا بالتوازي مع بدء الهجوم الروسي مع احتمال توقف امدادات الغاز من خط نوردستريم ١، بلغت أسعار الغاز المستقبلية للصيف في أوروبا ٧٢ يورو للميغاوات بالساعة.
لم يفرض الاتحاد الأوروبي حظر على الغاز والنفط الروسي بسبب اعتماد الدول الأوروبية عليه .
وقال وزير الشوؤن الأوروبية الفرنسي كليمون بون في هذا الصدد " علينا ان نخرج من الاعتماد على الطاقة الروسية التي تمول الحرب في أوكرانيا ولكن هذا لا يحصل الا بالتنظيم له لا يمكن أن يتم فورا ".
قمة دول أوروبا في قصر فيرساي أوكلت المفوضية الأوروبية بإنهاء خطة في شهر مايو لخفض اعتماد الدول الأوروبية من الغاز الروسي بثلثي الامدادات الروسية من الآن إلى قبل نهاية السنة على أن تصبح أوروبا مستقلة من الطاقة الاحفورية الروسية قبل نهاية ٢٠٣٠.
فروسيا تبيع ٦٠ في المئة من صادراتها من الغاز و٥٣ في المئة من صادراتها النفطية و٦٤ في المئة من منتوجاتها المكررة في أوروبا، ومبيعاتها من النفط والغاز والمنتوجات تمثل ٦٠ في المئة من عائدات روسيا و٤٠ في المئة من ميزانيتها الفدرالية . 
لا شك ان أوروبا ستتأثر بارتفاع أسعار الغاز اكثر من الولايات المتحدة التي تنتج وتصدر الغاز ولكن أوروبا بدأت تنظم احتياطها من الغاز كي يبقى ب٩٠ـ في المئة من قدرة محتواه في ١ أكتوبر .
فالحرب الاقتصادية الأوروبية الأمريكية على الرئيس الروسي والمقربين منه ستكون طويلة وستضعف نفوذ بوتين الذي جاذف بحرب كلفتها مرتفعة جدا . أما أسعار الطاقة ستبقى باتجاه الارتفاع طالما الحرب مستمرة مع جهود الدول الأوروبية والولايات المتحدة لايجاد بديل لمصادر الطاقة الروسية.

عدد الزيارات : 750 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق