> اقتصاد

رندة تقي الدين: «أوبك+» لن تخضع لضغوط الغرب


رندة تقي الدين: «أوبك+» لن تخضع لضغوط الغرب

دول أوبك ومجموعة أوبك + ستجدد يوم الخميس في اجتماعها المرئي الشهري قرارها بالزيادة المقررة منذ قبل حرب أوكرانيا وهي ب ٤٠٠٠٠٠ برميل في اليوم لشهر مايو رغم الضغوط التي تمارسها عليها الولايات المتحدة وبريطانيا لزيادة الانتاج . وزيارة رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون إلى السعودية كانت في إطار هذا الضغط .ولكن أوبك وفي طليعتها السعودية لن تخضع لهذه الضغوط لأنها ترى أن تقلبات أسعار النفط صعودا وانخفاضا خلال يومين نتيجة عوامل عديدة. 
انخفض سعر البرميل في آسيا في بداية الأسبوع تخوفا من تراجع في الطلب على النفط إثر الاغلاق في شنغهاي بعد تجدد تفشي الكورونا بقوة في الصين . فهناك ٦٢ مليون صيني في إغلاق حسب وكالة بلومبرغ ما أدى إلى إلغاء الرحلات الجوية وإغلاق النفق .
العوامل التي تدفع أوبك الى الابتعاد عن التجاوب لضغوط الاميريكيين هي تقلبات السعر نتيجة الوضع في الصين الحرب الروسية على أوكرانيا وانخفاض انتاج كازاكستان واحتمال عودة النفط الإيراني الى الأسواق إذا تم الاتفاق في فيينا بين الدول الستة وايران حول الملف النووي الإيراني فكل ذلك يحث مجموعة أوبك + على البقاء على قرارها . 
وكان ملفتا امس رد وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان على السؤال حول ما اذا كانت أوبك+ ستقصي روسيا منها بسبب غزوها لاوكرانيا "من يلقي الصواريخ علينا وعلى ابوظبي ومن يمول ويقدم هذه الأسلحة عضو في أوبك.. أترك الأمر لخيالك"، في إشارة إلى ايران التي تدعم الحوثي وقال وزير النفط الاماراتي سهيل مزروعي إنه لا بديل للنفط الروسي إلا إذا كانت هناك دولة تستطيع إنتاج ١٠ مليارات برميل مشيرا إلى أن موسكو عضو مهم في تحالف أوبك+. 
ستبقى اسعار النفط متقلبة طالما الحرب الروسية في أوكرانيا مستمرة ونفط روسيا ينخفض والتضخم ينتشر في العالم . 
إلى ذلك ٢٠٢١ كانت سنة جيدة لارتفاع الطلب على النفط وارنفاع أسعار النفط والغاز للدول المنتجة للنفط . فأعلنت مثلا شركة أرامكو السعودية في ٢٢ مارس عن أرباح صافية ب١١٠ مليار دولار بزيادة ١٢ في المئة من ٢٠٢٠ حيث كانت ب٤٩ مليار دولار . 
والشركة السعودية تستثمر لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط . كما أنها وقعت مع الكويت لتطوير حقل غاز الدرة في الخليج ومن المتوقع أن ينتج مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي و٨٤ الف برميل يوميا من المكثفات.
إن الاستثمار لإنتاج الغاز في المنطقة مهم فالغاز أثبت أنه طاقة أساسية في الغرب في مرحلة الانتقال الى الطاقة المتجددة .
إن دول مجلس التعاون ىالخليجي المصدرة للنفط والغاز واعية لمسوؤليتها بالنسبة لأمن الطاقة الآن وفي المستقبل وهي حاليا مدركة أن تقلبات الأسعار لها أسباب عديدة وهي حذرة جدا بالنسبة لقرارات رفع أو تخفيض الإنتاج .
فتدرك هذه الدول أن الحرب على أوكرانيا والعقوبات على روسيا ستحدث تغيير في الاقتصاد العالمي قد يكون سلبي مع تضخم وتراجع في النمو في اقتصاديات الدول السبعة الصناعية ما قد يؤدي الى انخفاض أسعار النفط على المدى المتوسط إذا حدث انكماش في الاقتصاد العالمي.
دول أوبك راضية بأسعار النفط كما هي ولا ترى فائدة من زيادة انتاجها طالما انها حتى الآن لم يحدث شح في الأسواق . فأوبك تقلق أكثر عندما ترى أن الطلب على النفط يتراجع مع وجود فائض في الأسواق وهو إما لا يناسب هذه الدول.
إن الهجوم الحوثي على المنشآت النفطية لأرامكو السعودية خطير على العالم بأسره. والغريب أن الإدارة الأمريكية التي تريد الحفاظ على أمن الطاقة عازمة على عدم إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب وتفضل الضغط على دول أوبك كي تزيد انتاجها. ولكن أوبك على حق لا جدوى حاليا في رفع الإنتاج بشكل ملموس لأن التطورات بالنسبة للطلب على النفط ما زالت غامضة.

عدد الزيارات : 435 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق