> اقتصاد

رندة تقي الدين: تحذير أوبك لأوروبا


رندة تقي الدين: تحذير أوبك لأوروبا

تحذير أمين عام الأوبك محمد بركندو الاتحاد الأوروبي من عدم إمكانية استبدال الكميات النفطية الروسية التي ستفقد في الأسواق نتيجة العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا بسبب حرب رئيسها فلاديمير بوتين على أوكرانيا جاء ردا على دعوة الاتحاد الأوروبي لأوبك أن تزيد إمداداتها من النفط .
وقول باركندو إن هذه العقوبات على روسيا قد تخلق واحدة من أسوأ صدمات المعروض النفطي على الاطلاق مع احتمال فقدان سبعة ملايين برميل من النفط الروسي يوميا.  
تأكيد باركندو بمثابة جواب دبلوماسي بأن أوبك ليست مستعدة لكسر شراكتها مع روسيا في إطار مجموعة أوبك + إذ إنها نجحت معها في رفع أسعار النفط في أعقاب الكورونا . فلا الضغوط الأمريكية ولا سحب ١٨٠ مليون برميل من النفط من المخزون الستراتيجي الامريكي أقنع دول أوبك برفع إنتاجها في وقت أوروبا تبحث عن بديل للنفط والغاز الروسي كي تتمكن من وضع عقوبات على الطاقة الروسية التي تمثل ٤٠ في المئة من مشتريات الدول الأوروبية للغاز و٣٠ في المئة من النفط .
احتمال نقص النفط الروسي يزداد مع استمرار الحرب حتى ولو أن ليس هناك وحدة حال بين الدول الأوروبية حول القيام بحظر النفط والغاز الروسي .
بولندا التي هي في الخط الأول من الحرب الروسية على أوكرانيا أعربت عن استعدادها لتحمل الأعباء الاقتصادية التي ستنتج عن امتناعها من شراء النفط والغاز الروسي لإعطاء المثل لباقي شركائها الأوروبيين الذين يترددون إزاء حظر الطاقة الروسية .
أعلنت بولندا عن حظر شراء الفحم الروسي من الآن إلى نهاية مايو ثم حظر النفط والغاز حتى نهاية السنة.
وقال المسؤول البولندي عن البيئة "إذا كان بإمكاننا القيام بذلك الكل بإمكانه أن يفعله" فبولاندا استوردت السنة الماضية ٥٧ في المئة من غازها من روسيا و٦٠ في المئة من نفطها من روسيا .وبولندا المستورد الرابع للفحم الروسي . 
قرر الاتحاد الأوروبي حظر شراء الفحم الروسي من الآن الى شهر اوغوستوس ولكنه لم يضع بعد الحظر على الغاز والنفط الروسي . 
شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي أكد ضرورة تحرير أوروبا بأسرع وقت ممكن من اعتمادها على الطاقة الاحفورية الروسية قائلا " علينا أن نعمل فورا دون التأخير لتنويع مصادرنا من الطاقة ليس فقط من الولايات المتحدة وكندا بل أيضا من الجزائر وأذربيجان ودول الخليج ومصر.. علينا أن نسرع بمسار تنويع مشترياتنا من الطاقة " .
من جانب آخر بدأت الدول الأوروبية التي يصعب عليها الاستغناء عن الغاز والنفط الروسي حاليا مثل المانيا بوضع اليد على أصول روسية لتخزين الغاز. هكذا تم السيطرة على غازبروم جرمانيا.
وأعلن وزير الاقتصاد الألماني أن غازبروم جرمانيا التابعة لغازبروم روسيا التي تملك سبعة آليات تخزين للغاز في المانيا أصبحت تحت سيطرة سلطة الطاقة الألمانية . 
المجازر في أوكرانيا واستمرار الحرب الروسية ورفض دول أوبك للضغط على روسيا والطاقات الإنتاجية المحدودة في أوبك في دول قليلة في طليعتها السعودية سيبقي الضغط على أسعار النفط .
التقلب يبقى سائدا مثلما هو حاليا مع ارتفاع أسعار البرنت إلى أكثر من ١٠٥ دولار للبرميل ثم انخفاضه إلى ١٠٠ دولار أو أقل. 
لا يمكن التكهن مدى إمكانية الضغط على بلد مثل المانيا مثلا بشأن حظر النفط والغاز الروسي .
فالدول الأوروبية تتخوف من معاقبة نفسها مع احتمال تضخم يعاقب شعبها ولكنها لا تستطيع البقاء مكتوفة الأيدي والمدن الأوكرانية تتعرض للهجوم والمجازر والقصف الروسي في المجال الأوروبي. فالعقوبات على روسيا لن تغير توجه بوتين في السعي لاستعادة أوكرانيا رغم خساراة بلاده على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية. عدم اليقين سيبقى بالنسبة لأسعار النفط والغاز باتجاه الارتفاع فتحذير باركندو أن أوبك لا يمكنها استبدال النفط الروسي من شأنه أن يزيد التقلبات.
كما أن فقدان مثل هذه الكميات من النفط الروسي إذا تحقق فهو سبب آخر لزيادة التضخم وتراجع الاقتصاد الأوروبي . 
لكن احتمال قرار أوروبي بحظر النفط والغاز الروسي وإن طالب به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد يصطدم برفض الماني او باحتمال فوز مارين لوبن زعيمة اليمين المتطر بانتخابات الرئاسة في فرنسا وهي مقربة من بوتين فقد أعلنت انها ترفض حظر الطاقة الروسية بحجة حماية الشعب الفرنسي من ارتفاع أسعار الغاز والبنزين . لذا يصعب تأكيد غياب النفط الروسي كليا من أوروبا .

عدد الزيارات : 612 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق