> اقتصاد

رندة تقي الدين: النفط والغاز يبقيان الأساس للعالم


رندة تقي الدين: النفط والغاز يبقيان الأساس للعالم

موجة الحر التي تشهدها الدول الأوروبية مع حرارة تجاوزت الـ٣٩ درجة ووصلت الى مستويات قياسية في فرنسا كما وصلت ٤٠ بريطانيا واسبانيا. 

وتصادف هذه الموجة مع تعبئة من جميع القادة الأوروبيين من اجل توفير استهلاك الطاقة والكهرباء تخوفا من نقص بسبب انقطاع الغاز الروسي عن أوروبا. 

خلال مقابلته للعيد الوطني الفرنسي اتهم الرئيس ايمانويل ماكرون روسيا باستخدام الغاز كسلاح حرب ودعا الى ضرورة التهيؤ للاستغناء عنه متوقعا صيف وبداية خريف قاسيان جدا. 

ودعا ماكرون الى توفير استهلاك الكهرباء والطاقة.

وفعلا بدات المتاجر الكبرى والمباني الوطنية الفرنسية التي تقليديا تبقى تشع بالأضواء ليلا قررت اطفائها لتوفير استهلاك الطاقة وتجنب انقطاع التيار الكهربائي. 

يتم عادة نقل ٥٥ مليار متر مكعب سنويا من الغاز الروسي عبر خط نورد ستريم ١ من روسيا الى المانيا وتوقفت غازبروم الروسية الضخ عبر هذا الخط بحجة الصيانة. 

إلا ان المفوضية الأوروبية والقيادات الأوروبية على قناعة انها نوع من انتقام روسي على العقوبات الغربية على النفط الروسي بسبب غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا وانه انقطاع قد يدوم وليس للصيانة.

فرنسا تعمل على ملء مخزونها من الغاز كاملا بحلول الخريف وألمانيا تلجأ لمصانعها العاملة بالفحم لتوليد الكهرباء. 

موجة الحر التي تجتاز أوروبا حاليا عززت الاهتمام بالتغيير المناخي والدفئ المناخي ولكنها في الوقت نفسه ايقظت قيادات العالم الصناعي ان الابتعاد عن الاستثمار في الطاقات الاحفورية النفط والغاز في المدى القصير والمتوسط خطأ تقدير لأن العالم مازال يحتاج اليها بشكل كبير. 

فرنسا مثلا التي تعتمد بشكل كبير على طاقتها النووية لتوليد الكهرباء تجد ان جزءا من مفاعلها النووية تتطلب صيانة او إيقاف لأنها أصبحت قديمة وتستعد لبناء مفاعل نووية من طراز حديث لذا تتخوف من نقص في الطاقة التي تولد الكهرباء. 

فوضعها اقل اعتمادا على الغاز الروسي من المانيا ولكن القلق من خريف وشتاء قاسيان بسبب تقليص الامدادات الروسية يسود في جميع دول أوروبا حيث أسعار الغاز ارتفعت بشكل كبير. 

والاتفاقيات التي تم توقيعها بين فرنسا وابوظبي خلال زيارة رئيس الامارات العربية الشيخ محمد بن زايد الى فرنسا لتأمين امدادات الديزيل الاماراتي تعكس أهمية مشاريع الطاقة وامداداتها بين البلدين. 

فرنسا تعول على زيادة استيرادها من الديزل من ابوظبي ومن الغاز من قطر والولايات المتحدة وألمانيا أيضا ولكن كل ذلك يتطلب بعض الوقت وحرارة الجو في لندن وباريس تدفع الى المزيد من التعبئة بشأن توفير استهلاك الطاقة ابتداء من الصيف علما ان الأوروبيين ليسوا معتادين على استخدام المكيفات مثل شعوب الخليج اذ ان تقليديا أيام الحر في الدول الأوروبية قليلة ولو ان هذا التقليد تغير بعض الشيء اذ ان كل صيف جديد تشتد الحرارة فيه والشتاء اصبح معتدلا.

فالجفاف وقلة المياه وذوبان الثلوج في القطب الشمالي كل ذلك يدفع دول الغرب الى مكافحة التغيير المناخي والدفئ البيئي ولكن المعضلة ان الحاجة الى الطاقة الاحفورية أساسية وانها كما قال امين عام أوبك الراحل محمد باركندو في احدى مقابلاته ليست الدول المنتجة للطاقة الاحفورية المسوؤلة عن الدفئ البيئي بل هي انبعاثات الكاربونية لصناعات الغرب. 

فغزو روسيا لأوكرانيا جعل الدول الغربية تدرك مدى أهمية الاستمرار في الاستثمارات في قطاع الطاقة. 

وتأكيد ذلك جاء على لسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في خطابه امام الرئيس الامريكي جو بايدن في جدة وهو على رأس اكبر دولة نفطية كشف ان السعودية تستثمر حاليا للوصول الى قدرة انتاج بـ١٣ مليون برميل في اليوم اذ ان قدرة انتاج المملكة حاليا هي بـ١٢ مليون برميل في اليوم. 

فمستقبل الطاقة الاحفورية ما زال واعدا والاستغناء عن الغاز والنفط هو وهم.

عدد الزيارات : 528 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق