> اقتصاد

رندة تقي الدين: الكهرباء في لبنان وعد أو وهم؟


رندة تقي الدين: الكهرباء في لبنان وعد أو وهم؟

إعلان وزير الطاقة اللبناني في ٢١ يونيو عن اتفاق لبنان مع مصر وسورية بحضور نظرائه المصري والسوري لتصدير الغاز المصري الى لبنان للحصول على ٦٥٠ مليون متر مكعب من الغاز المصري سنويا لاستخدامها في محطات توليد الكهرباء في محطة دير عمار في شمال لبنان خبر سار للبنان الذي يعاني من وضع كارثي بسبب نقص التيار الكهربائي.

إلا أن هذا المشروع الذي كانت السفيرة الأمريكية في لبنان اول من اقترحه منذ اكثر من عشرة اشهر عندما وعدت ان الإدارة الأمريكية ستساعد لبنان على الحصول على الغاز المصري عبر الخط السوري رغم حظر قانون قيصر لسورية. 

وبالتوازي وعدت على المساعدة لتصدير كهرباء من الأردن الى لبنان. واخذ ذلك وقتا وقتا طويلا للتنفيذ علما انه لم يبدأ بعد وكأن بإمكان لبنان الانتظار والحر يجتاح صيفه.  

المتفائلون في لبنان ينتظرون بفارغ الصبر وصول عدد سواح كثيف في الصيف. ولكن ما الذي يشجع السايح الى زيارة بلد دون تيار كهربائي في صيف حار. فالسياحة فيه ربما تكون من الجالية الموجودة في الخارج لأن السواح الآخرين غير متحمسين لزيارة بلد الظروف المعيشية فيه تنهار يوم بعد يوم.

فقد تأخرت صفقة الغاز المصري في إعطاء ثمرها رغم ترحيب حار من وزراء الطاقة اللبناني المسرور و المصري المشكور والسوري المحتفل بخروجه مؤقتا من العزلة.

فالاتفاق الذي تدعمه الإدارة الأمريكية هو دعم من الإدارة الأمريكية لمحاولة حل جزئي لمشكلة انقطاع الكهرباء في لبنان على انها تضيف ٤ ساعات إضافية من الكهرباء يوميا . الى جانب هذا الاتفاق صفقة لاستيراد الكهرباء من الأردن الى لبنان. 

وكانت المشاورات لصفقة الغاز المصري الى لبنان بدأت منذ اكثر من عشرة اشهر. كانت الشركة المصرية لتزويد الغاز ترفض المضي قدما في تنفيذ الصفقة قبل حصولها على ضمانة أمريكية بأنها لن تقع تحت عقوبة بسبب قانون قيصر الذي يحظر أي تعامل مع النظام السوري .

ثم الجانب الأمريكي كشف ان التأخير اتى من الاتفاق على مضمون العقد بين الجانبين المصري واللبناني . والآن بعد توقيع الاتفاق يجب ان يوافق على شروط تمويله البنك الدولي. 

فالبنك الدولي يضع شروطا إصلاحية تتعلق بحسن الإدارة والمالية لكهرباء لبنان. وهو على حق في وضع شروط لإصلاحات القطاع في لبنان .ولكن يطرح السؤال اليوم ما اذا كان أصحاب المولدات وكثر منهم تابعين لسياسيين في لبنان سيسمحوا للمواطن اللبناني ان ينعم بالمزيد من التيار الكهربائي.  
هذا القطاع يعاني من فساد كارثي منذ اكثر من عقد ولبنان محروم من الكهرباء بسبب هذا الفساد. 

وما زالت الشركات الأجنبية من سيمنز الى جنرال اليكتريك تقدم اقتراحات وعروض لتنفيذ معامل لانتاج الكهرباء ولكن الذين يهيمنون على قطاع الطاقة في لبنان منذ فترة طويلة ولا يريدون التخلي عنه يرفضون اصلاح القطاع خارج عن نفوذهم . 

ونتيجة ذلك يعاني المواطن اللبناني من انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعات نهارا وليلا. اما أصحاب المولدات فهم المستفيدين من هذا النقص لأن معظم ذوي الإمكانيات المالية لديهم مولدات انما اصبح سعر المازوت الذي يشغل هذه المولدات باهظ فحتى الطبقة الوسطى التي افقرت لم يعد بإمكانها دفع سعر هذا المازوت.

ويعول اللبنانيون على زيارة السواح هذا الصيف ولكن من ينعم بإجازة صيف حار في بلد دون كهرباء. فحزين لبنان عشية عيد الأضحى ويجدر السؤال عيد بأية حال عدت يا عيد؟

عدد الزيارات : 390 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق