> رياضة

ديوكوفيتش الساعي إلى كسب القلوب بعد الخلود الرياضي


ديوكوفيتش الساعي إلى كسب القلوب بعد الخلود الرياضي

(أ ف ب) – لا شك أن اسم نوفاك ديوكوفيتش بات مخلّداً في تاريخ الرياضة، غير أن الصربي يأمل بشدة في أن يُصبح أخيراً "بطل الشعب"، عقب فوزه الأحد بسابع ألقابه في بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب.

لطالما كان الصربي يبحث عن العنصر المفقود ليجعله نظيراً للسويسري روجيه فيدرر والإسباني رافايل نادال في قلوب مشجعي التنس.

دفعه فوزه في المباراة التي استغرقت أربع مجموعات وفاز ديوكوفيتش بثلاث متتالية، على الأسترالي نيك كيريوس إلى عبور فيدرر والبقاء على مسافة لقب من الرقم القياسي في ألقاب الـ"غراند سلام" الذي يحمله نادال (22).

قضم ديوكوفيتش نصلاً من العشب في احتفاله المعتاد، قبل إيماءة "كأس الحب" في كل من زوايا الملعب حاصداً تصفيق الجماهير.

وإذ يتمتع فيدرر ونادال بمكانة شبه إلهية في اللعبة، كان الصربي لاعباً وجد المشجعون صعوبة أكبر في حبه.

اختار كثيرون بالفعل السويسري أو الإسباني كـ"رجلهم" بحلول الوقت الذي فاز فيه ديوكوفيتش بأول بطولة كبرى له في العام 2008، ما جعله في موقع المتطفل المحرج.

الصربي الذي غادر بلغراد عندما كان في الثانية عشرة من عمره للتدرب في ميونيخ والفرار من قصف حلف شمال الأطلسي لمدينته، شخصية شائكة أكثر من فيدرر السلس والهادئ، ونادال المتواضع.

شخصية نارية
قدّم ديوكوفيتش لمحة عن شخصيته النارية، عندما أظهر صورة سيئة خلال بطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 2020 حيث ضرب كرة بقوّة اصطدمت بحكمة خط.

وأثارت بعض معتقداته الشخصية انتقادات، بما في ذلك رفضه تلقي اللقاح المضاد لكورونا، وهو قرار كلّفه الاستبعاد من بطولة أستراليا المفتوحة لهذا العام.

أحد الادعاءات التي أثارت الدهشة، كان اعتقاده أنه من الممكن تغيير تكوين الماء والغذاء من خلال التفكير الإيجابي.

بدا أن ديوكوفيتش الذي اعتاد محاربة الجماهير الداعمة لخصمه، قد تخطى الأمر في نهائي فلاشينغ ميدوز العام الماضي والذي خسره أمام الروسي دانييل مدفيديف.

تلقّى دعماً صريحاً من المشجعين الذين حضّوه على القتال ضد مدفيديف، لكن الأمر كان عبثاً في النهاية حيث فقد فرصته في أن يصبح أول رجل يحقق "غراند سلام" (تحقيق ألقاب البطولات الأربع الكبرى في العام نفسه) منذ الأسترالي رود لافر في العام 1969.

قال حينها إن "مقدار الدعم والطاقة والحب اللذي تلقيته من الجمهور كان شيئاً سأتذكره إلى الأبد"، مشيراً إلى ما يعنيه ذلك بالنسبة له.

يبدو أن الوقت في صف الصربي في سعيه ليُعتبر أعظم لاعب في كل العصور وكسب المزيد من الجماهير.

فيدرر الذي يقترب من عيد ميلاده الحادي والأربعين، غاب عن الملاعب لمدة عام بعد جراحة في الركبة، بينما انسحب نادال (36 عاماً) من نصف نهائي ويمبلدون بسبب إصابة في عضلات البطن.

النهاية بعيدة
ولا يُظهر ديوكوفيتش، الذي يصغر نادال بسنة واحدة، أي علامة على فقدان تفوقه الجسدي، بل على العكس يبدو أنه يتحسن مع تقدم العمر.

تحوم الشكوك حول مشاركته في فلاشينغ ميدوز في آب/أغسطس المقبل، إذ أنه بموجب القانون الأميركي الحالي، لن يُسمح له بالسفر للعب لأنه لم يتلق لقاح كوفيد-19.

كما أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتمكّن من السفر إلى ملبورن للمشاركة في بطولة أستراليا المفتوحة في كانون الثاني/يناير بعد ترحيله في وقت سابق من هذا العام، على خلفية التطعيم.

ديوكوفيتش الذي أمضى عدداً قياسياً من الأسابيع في صدارة التصنيف العالمي، أكد بالفعل مكانته في تاريخ كرة المضرب.

ولإضافة بريق إلى إنجازاته، فقد حقق أرقاماً قياسية في الفوز على كل من فيدرر ونادال، 27-23 على السويسري و30-29 على الإسباني.

استحوذ على أولى بطولاته الكبرى في أستراليا عام 2008، لكن مرت ثلاث سنوات قبل أن يضيف لقبه الثاني.

أسقط الصربي الغلوتين من نظامه الغذائي الذي عزز لياقته البدنية وحولته إلى رجل مطاطي في التنس مع دفاع صلب.

في العام 2011، استمتع بعام مذهل، حيث فاز بثلاث بطولات كبرى من أصل ثلاثة وأصبح المصنف أول عالمياً للمرة الأولى.

منذ ذلك الحين، فاز مرة واحدة على الأقل بالبطولات الأربع الكبرى كل عام باستثناء العام 2017.

تزوج ديوكوفيتش من صديقته القديمة ييلينا ريستيتش في تموز/يوليو 2014 ولديهما طفلان، ستيفان وتارا.

تم تصوير الأب والابن وهما يلعبان سوياً في ويمبلدون هذا العام. لكن في حين أن اللاعب البالغ من العمر سبع سنوات قد يكون نجماً مستقبلياً، فإن ديوكوفيتش الأكبر بعيداً عن النهاية.

عدد الزيارات : 357 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق