> اقتصاد

رندة تقي الدين: تقلبات أسعار النفط عشية زيارة بايدن إلى المنطقة


رندة تقي الدين: تقلبات أسعار النفط عشية زيارة بايدن إلى المنطقة

انخفاض سعر النفط في أمريكا حيث بلغ سعر برميل WTI أقل من ١٠٠ دولار وأسعار برميل البرنت في السوق المستقبلية في لندن التي شهدت الأسبوع الماضي انخفاضا كبير يشير إلى قلق في الأسواق من عودة صعود انتشار الكورونا في الصين ومعلومات عن تضخم في اقتصاد الولايات المتحدة .
ولكن توقعات أوبك ووكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن الطلب على النفط سيزيد وأن نموه سيزيد بالنسبة لنمو العرض بمليون برميل في اليوم في السنة القادمة . 
هذا النمو في الطلب يستدعي زيادة عرض نفطي من أوبك، إلا أن القدرة الإنتاجية الزائدة في أوبك محدودة .
وحدها السعودية تملك قدرة إنتاجية زائدة تفوق مليون برميل في اليوم ولدى الامارات حوالي ١٥٠٠٠٠ قدرة زائدة حسب تقديرات خبراء أسواق النفط .
بقيت أسعار النفط خلال هذه الفترة أكثر من ١٠٠ دولار للبرميل ولو أنها انخفضت بعض الشيء في الأيام الأخيرة ، فالتقلبات سببها الشح المتوقع في إمدادات النفط بالتوازي مع احتمال تباطؤ في الاقتصاد العالمي . وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية في ظروف أمريكية داخلية جعلت أسعار البنزين في الولايات المتحدة ٥ دولار للغالون وهو قياسي مرتفع للمستهلك الاميريكي .
فالتصريحات الامريكية قبيل الزيارة متضاربة إذ قال بايدن إنه سيثير مع القيادة السعودية قضايا أمن المنطقة ولن يطلب زيادة انتاج النفط في حين أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفن كشف أن بايدن سيسعى لزيادة إنتاج النفط من دول أوبك لخفض أسعار البنزين عندما يلتقي بزعماء دول الخليج في السعودية هذا الأسبوع . 
وتصريح سوليفان أن أعضاء منظمة أوبك لديهم القدرة على اتخاذ خطوات أخرى لزيادة انتاج النفط على رغم تصريحات الدولتين بأن قدرتهما محدودة يطرح الأسئلة حول ما هي هذه الخطوات التي سيعرضها بايدن على قيادات الخليج . 
وتوقيت زيارة بايدن إلى السعودية يصادف قبيل زيارة رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد إلى باريس حيث يقوم بزيارة دولة في ١٨ يوليو ومن المتوقع أن يتناول معه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيادة الإمدادات النفطية الى فرنسا بسبب تخفيض أوروبا مشترياتها من النفط الروسي وإيقافها كليا في نهاية هذا الصيف.
الحرب الروسية في أوكرانيا رفعت أسعار الطاقة النفط والغاز والاقتصاد العالمي قد يشهد تضخم بسببها ، فأوروبا تشهد حاليا غلاء معيشة لا مثيل له وانخفاضا كبيرا بقيمة اليورو نسبة للدولار الذي قد يصل إلى ٠،٩٥ بالنسبة للدولار علما أنه الآن يساوي قيمة الدولار بعد أن كان أقوى منه وهو مستوى لم يشهده منذ انطلاق العملة الأوروبية الموحدة أي أكثر من عشرين سنة . 
فالحرب الروسية في أوكرانيا وضعت سوق الطاقة الأوروبية في وضع حرج مع ايقاف الغاز الروسي إلى المانيا أكبر اقتصاد أوروبي .
أما العقوبات الأوروبية على النفط الروسي ومحاولة بايدن لمنع تأمين ناقلات النفط الروسي عوامل أدت الى عدم اليقين بالنسبة لتطوروتقلب أسعار النفط، ما جعل مدير الطاقة الدولية فاتح بيرول يقول " لم يسبق للعالم أن يشهد مثل هذه الازمة للطاقة بعمقها وتعقيداتها" . فمن الصعب توقع نتيجة زيارة بايدن إلى السعودية بالنسبة إلى العرض النفطي السعودي . السعودية وأوبك قد ترفع إنتاجها نظرا لتوقع زيادة الطلب ولكن المعضلة هي باي مستوى . 
فالسعودية لن تحبذ استخدام كل طاقتها الزائدة لأنها تاريخيا حافظت دائما على قدرة إنتاجية زائدة بين ١،٥ الى ٢ مليون برميل في اليوم للطوارئ ، وهي حاليا تستثمر لزيادة الإنتاج الى ١٣ مليون برميل في اليوم .
إن زيارة بايدن إلى السعودية ستكون بالغة الأهمية على الصعيد السياسي وأيضا الاقتصادي إذ إنه سيتحاور مع كل قيادات الخليج إضافة إلى مصر والعراق والأردن ولكنه قد لا ينجح في الطلب من ألسعودية التي تشارك روسيا في رئاسة أوبك + أن تنهي هذه الشراكة لمعاقبة الغزو الروسي في أوكرانيا .

عدد الزيارات : 750 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق