> محليات

اتساع رقعة الاقتتال القبلي جنوب شرقي السودان


اتساع رقعة الاقتتال القبلي جنوب شرقي السودان

تواصلت أعمال العنف في ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي السودان، ما تسبب في ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات القبلية فيما يحاول السكان الفرار من القتال واللجوء إلى الشرطة لحمايتهم، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود ومسؤولين.

وتشهد 3 مناطق في الولاية هجمات عنيفة بعد تفاقم الأوضاع الناجمة عن اشتباكات قبلية بين قبيلتي الهوسا والبرتا، على خلفية الشحن والاصطفاف إثر سقوط مواطنين من قبيلة الهوسا، حيث رفضت مجموعة قبائل الانقسنا منح الهوسا إدارة منطقة منفصلة بحجة أنهم "ليسوا من أصحاب الأرض في الإقليم الحدودي"، وفق مصادر محلية تحدثت لـ "الشرق".

وتواصل الاقتتال القبلي في مناطق الرصيرص الحي الجنوبي وقنيص شرق، وأحياء أخرى بحسب المصادر، حيث أقدم مسلحون على حرق عدد من المحال التجارية في سوق الرصيرص، بينما فرّ المئات من المواطنين إلى عاصمة الولاية الدمازين وشمال مدينة الرصيرص هرباً من الهجمات الانتقامية.

وبالتزامن بث ناشطون صوراً وفيديوهات مروعة لعمليات تصفية على أساس الهوية، بينما انتشر مئات الشبان في شوارع الأحياء التي شهدت النزاع القبلي من كلا القبيلتين.

33 ضحية
وفي السياق، قالت وزارة الصحة في بيان السبت، إن التقرير الوارد من الولاية يفيد بوصول "عدد الوفيات إلى 33 حالة و108 إصابة تم تحويل 5 منها إلى خارج الإقليم (الولاية)".

وأعلنت الوزارة تشكيل فريق استجابة سريعة بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمتي أطباء بلا حدود البلجيكية والفرنسية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وذكر البيان أنه "تم استنفار الكوادر الطبية العاملة بالولاية للتوجه لمستشفى الدمازين"، وقالت لجنة الأطباء المركزية إن عدد الوفيات التي تم حصرها في النيل الأزرق بلغت 19 حالة بجانب إصابات متعددة بلغت في مجملها نحو 27 حتى السبت، وأشارت إلى استمرار الأحداث، وأن هناك "عدداً كبيراً" من الضحايا والإصابات لم تصل المستشفيات ومرافق العلاج.

من جهته، قال مسؤول محلية الرصيرص عادل العقار لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف: "نحتاج لقوات إضافية للسيطرة على الوضع، وعقلاء وحكماء لمخاطبة الناس من أجل التهدئة"، مشيراً إلى أن "المواطنين لجأوا إلى قسم الشرطة لحمايتهم".

وأضاف العقار أن هناك اشتباكات وقعت صباح السبت أسفرت عن ضحايا، لكن "حتى الآن لم يتم إحصاء الضحايا". 

وحذّر مسؤول طبي بمستشفى الرصيرص السبت من "نفاد أدوات الإسعافات الأولية"، مؤكدا أن "أعداد المصابين في تزايد بينهم نساء وأطفال"، وفقاً للوكالة نفسها.

من جهته، أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان فولكر بيرتس عن قلقه حيال أحداث النيل الأزرق، وقال إن العنف بين المجتمعات والخسائر في الأرواح "أمر محزن ومقلق للغاية".

وحث بيرتس "المجتمعات ومن يقودها" على "ضبط النفس والامتناع عن الانتقام والعمل مع الإدارة الأهلية وسلطات الإقليم لاتخاذ خطوات ملموسة نحو التعايش السلمي".

من جانبها، دانت "قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي" أعمال العنف في النيل الأزرق، وطالبت بـ "تحكيم صوت العقل وبسط هيبة الدولة".

وكانت لجنة الأمن بالولاية أكدت في بيان ليل الجمعة - السبت أن السلطات الأمنية في الولاية فرضت حظر تجول بمنطقة الرصيرص من الساعة 18,00 إلى الساعة 06,00 بالتوقيت المحلي.

كما أصدر حاكم النيل الأزرق أحمد العمدة قراراً "بحظر التجمعات والمواكب لمدة شهر" اعتباراً من الجمعة.
وقال الحاكم مساء السبت للتلفزيون الرسمي إن الوضع "تحسن في قيسان لكن المواجهات مستمرة في الرصيرص".

وكان النزاع الأهلي تجدد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في 2011. وقد تضرر بسببه نحو مليون شخص بعد تاريخ طويل من القتال بين 1983 و2005.

عدد الزيارات : 330 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق