> اقتصاد

رندة تقي الدين: النفط والطاقة على طاولة محادثات ماكرون وولي العهد السعودي


رندة تقي الدين: النفط والطاقة على طاولة محادثات ماكرون وولي العهد السعودي

أسعار النفط والغاز وتوقعات العرض النفطي سيكونوا من بين المواضيع المهمة التي يتم مناقشتها على طاولة محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الخميس في قصر الايليزي .
فرنسا والدول الأوروبية حاليا قلقة من ارتفاع سعر الطاقة للنفط والغاز بسبب غزو روسيا لاوكرانيا وحرب تدور بين روسيا والدول الأوروبية على صعيد الغاز والنفط .
يسود أوروبا قلق من شتاء تضطر دول الاتحاد الى توفير استهلاك الطاقة بسبب العقوبات التي فرضتها على النفط الروسي ومن ناحية أخرى نتيجة القرار الروسي بتقليص كميات الغاز الى أوروبا بحجة صيانة للخط الغازي الذي يربط روسيا بألمانيا . 
روسيا أوقفت الامدادات الغازية عبر هذا الخط في بداية هذا الشهر رسميا لأسباب الصيانة ثم عادت وضخت مجددا ثم قلصت الكميات بشكل الكبير بحجة انها تقوم باعمال صيانة . 
الا أن روسيا تنتقم من العقوبات الأوروبية على النفط الروسي الذي خفضت كميات استيراده في دول الاتحاد واستبدلته من جهات أخرى .وقررت امس الدول الأوروبية تخفيض شراء الامدادات الغازية الروسية ب١٥ في المئة . 
ولن يكون سهلا على الدول الأوروبية تطبيق هذا القرار لان معظمها يعتمد بشكل مبير على توليد كهرباء على الغاز .  
فكما طلبت فرنسا من رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد تزويدها بالفيول قد يتم التطرق الى موضوع استيراد المزيد من النفط السعودي الى فرنسا لاستبدال النفط الروسي . 
لا شك ان أسعار النفط ستكون من ضمن المحادثات السعودية الفرنسية لان الراي العام الفرنسي يعاني من قوة شرائية منخفضة في ظروف أسعار طاقة مرتفعة .
فالرئيس الفرنسي يسعى الى الاستفسار من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي لدى بلده اكبر احتياطي من النفط والذي يترأس مع روسيا مجموعة الدول المصدرة للبترول أوبك + التي ستقرر نهاية هذا الشهر ماذا ستفعله لشهر أيلول سبتمبر هل تزيد الإنتاج وباي مستوى علما ان وحدها السعودية تملك قدرة إنتاجية زائدة .
فلا شك ان الملفات الأخرى بين البلدين في طليعتها العلاقة الثنائية والاستثمارات الفرنسية في المملكة وملفات المنطقة لبنان وسياسة ايران والعراق ستكون حاضرة بقوة خلال المحادثات .
ويطمح ماكرون لعقد مؤتمر بغداد ٢ الذي حضره في الصيف الماضي مسوؤلون من السعودية وايران بهدف تخفيف التوترات في المنطقة .
الا ان قضية الطاقة ونقصها في طليعة الاهتمامات الأوروبية حاليا .
فبعد اعلان غازبروم الروسية بداية هذا الأسبوع انها ستزيد خفض امداداتها من الغاز الطبيعي عبر خط نوردستريم ١ ب٢٠ في المئة بعد ان خفضت الشركة ستين بالمئة من امدادات في منتصف هذا الشهر بحجة الصيانة .
تزيد المخاوف في أوروبا بالنسبة لتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل في الشتاء اذا لم تحصل أوروبا على ما يكفي من الغاز خصوصا على ضوء اتفاق الدول الاوروبية امس بخفض استهلاك الغاز بنسبة ١٥ في المئة وخفض اعتمادها على الامدادات الروسية. 
صحيح ان المملكة السعودية لا تنتج غاز للتصدير ولكنها شريكة روسيا في أوبك + والتحاور حول الموضوع مع الضيف السعودي سيكون مفيد للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إضافة الى تناول احتمال قيام مشاريع مشتركة في قطاع الطاقة النووية حيث فرنسا رائدة في هذا القطاع .
زيارة ولي العهد السعودي الى فرنسا ليست الأولى وهو يعرف ماكرون الذي زاره في دسمبر الماضي في عهده الرئاسي الأول .
تأتي بعد زيارة الرئيس الاميريكي جو بايدن الى السعودية حيث عقد قمة مع قيادات الخليج والدول الثلاثة العراق والأردن ومصر وبعد لقاءات ماكرون في باريس مع قيادات عربية منها المصري عبد الفتاح السيسي والاماراتي الشيخ محمد بن زايد والقطري الشيخ تميم والفلسطيني محمود عباس واجرى اتصالا خلال نهاية الأسبوع بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في سعيه الى تخفيف التوترات في المنطقة .
فهل ينجح ماكرون بتبديد مخاوف بلده بالنسبة للنقص في امدادات الطاقة في الشتاء القادم باستيراد المزيد من الكميات النفطية من مصادر غير روسية هذا ما سيحاول كشفه خلال محادثاته مع ولي العهد السعودي مساء الخميس

عدد الزيارات : 597 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق