> مقالات

القسم ....بين السياسي والطبيب !!

كتب : ليما الملا |
القسم ....بين السياسي والطبيب !!


 
المهن التي تتطلب اداء القسم قبل توليها عادة ما تكون وظائف تتعلق بمصائر واورواح الناس وتلعب دورا رئيسا في رسم حاضرهم ومستقبلهم. وللاسف فان الاكثرية تنسي قسمها ومضامينه بعد فترة لا تتجاوز استلام اول راتب,  ليصبح القسم وسيلة للحصول على وظيفة او مميزات لا اكثر.
واشهر من لا يلتزمون بقسمهم هم السياسيون لدرجة انهم اصبحوا مثال لفقدان المصداقية والنزاهة وذلك امر متعلق بثقافة وطريقة تفكير السياسي وفقا لمصالحه , ولكن اخطر مثال لعدم الالتزام بالقسم هو قسم الاطباء المفترض ان تكون مهنتهم انسانية بحته اولا واخيرا. فاستراتيجية السياسي اولوياتها البقاء في منصبه مستخدما كل الطرق الممكنة الشرعية منها وغير الشرعية , ولكن ذلك غير متاح امام الطبيب لان فقدانه المصداقية قد يكلف الناس ارواحها ومأسي لا حصر لها.
كذلك بمقدور السياسي اعطاء وعود هو ادري بعدم تحقيقها , اما الطبيب فلا يستطيع اعطاء وعود صعبة التحقيق في ظل تعامله مع حقائق علمية لا يمكن اخفائها .
ايضا مهمة السياسي كشف الاسرار وفضح ما يراه خطرا , وذلك امر يخالف مهنة الطبيب المفترض ان تعاملة مع المريض محاط بالسرية والكتمان.
ان المقارنة التي اسردتها بين السياسي والطبيب سببها ان اكثر الاطباء -- وليس جميعهم-  اصبحوا يتعاملون مع مهنتهم القائمة على الرحمة والانسانية وكأنهم سياسيين ,  بدءا من القسم الذي يبدو ان الاطباء نسوا انه عهد مع رب العالمين وليس المسئولين الحكوميين  مرورا بتحويل مهنتهم الى مهنة تجارية وصولا الى استغلال حرف ( الدال) قبل اسمهم كنوع من الوجاهه ( بريستيج ) .
اتمنى من كل طبيب ان يعود للكلمات التي رددها اثناء اداءه القسم ويعكسها على واقعه لعل وعسي تذكره تلك الكلمات بصلب مهنة الطب واضعا الرحمة والانسانية امام عينه وليس المادة والاموال !

عدد الزيارات : 27537 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق