> مقالات

التفاؤل والتشاؤم من انتخابات 22

كتب : ليما الملا |
التفاؤل والتشاؤم من انتخابات 22


بعد بضعة ايام سيتوجه المواطن الكويتي الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثله لمجلس الامة القادم وسط اجواء متضاربة حيث البعض متفائل والبعض الاخر متشائم . التفاؤل لدى البعض يعول على  التغيير في الوجوه والذي قد يأتي بما هو افضل من سابقه لاسيما وان المجلس السابق كان شبه معطل ومسرحا للخلافات الشخصية . المتشائمون بدورهم يرون النظام الانتخابي الحالي غير صالح لمجارة متطلبات العصر , وان الاستمرار فيه سيكون عبارة عن الدوران في حلقة مفرغة. من حق الطرفين ان يشعرا بطريقتهما اتجاه الانتخابات المقبلة ولكن ايهما سيكون مصحا في النهاية.
من خلال  نظرة خاطفة على البرامج الانتخابية للمرشحين قد يمكننا رسم فكرة لشكل المجلس القادم وما يمكن ان يقدمة للشعب الكويتي. فشعارات محاربة الفساد – والاصح مكافحة الفساد – نراها في كل مقر انتخابي وذلك امر طبيعي وفقا للقضايا القانوينة المتعلقة بالفساد التي عصفت بالبلاد عبر اخر عقدين من الزمان.كذلك في بعض المقرات الانتخابية توجد شعارات تعزيز وتأكيد الشريعة وفي اخرى نجد شعارات الوحدة الوطنية وكل تلك الشعارات بديهية كونها حجر الاساس لاي مرشح سياسي . وللاسف الشديد يوجد القليل من المرشحين من يلامس معاناة المواطن الكويتي وحتى لو تطرق الى المعاناة تكون تلك كتذكرة سفر ينتهي مفعولها بمجرد وصول النائب الى محطته المرجوه.
فلم نرى مرشح يعرض بالتفاصيل برنامجه لحل مشكلة الاسكان التي تعد من اكثر المشاكل التي تعاني منها الاسر الكويتية مع الوضع بالاعتبار اسعار الشراء والتأجير  للعقارات التي تنهك المواطن واسرته. ولم ياتي اي مرشح  ببرنامج لتطوير مناهج التعليم وكيفية صقل الطالب معرفيا وعلميا بعد عقود من جعل الطالب كالبغبغاء يحفظ دون ان يفهم !!!...ولم يتطرق احد الي موضوع الصحة وجودة وكفاءة الاطباء ناهيك عن التوعية الصحية التي نحتاجها بشدة في الكويت التي تعد في مقدمة دول العالم لامراض السمنة علي سبيل المثال ..ولم اسمع مرشح يقترح تفعيل دور مكاتب البريد شبه المهجورة لنواكب بلدان متقدمة يلعب فيها مكتب البريد دورا كبيرا في انهاء اغلب معاملات المواطنين كما هو الحال في فرنسا وبريطانيا والمانيا وغيرهم .
تلك بعض المقترحات التي تهم المواطن الكويتي وتلامس معاناته , وربما يتحدث عنها بعض المرشحين ولكن دون برنامج واضح المعالم والخطوات بل يجعلونها شعارات مفرغة المعاني تقال من باب ( يخزي العين ) !! , وبناءا على ذلك فلو نجح من يحمل الشعارات المكررة دون برامج انتخابية واضحة وقابلة للتحقيق فستكون الغلبة للمتشائمين , اما لو نجح من يريد تطوير الصحة والاسكان والتعليم وتخفيف معاناة المواطن الكويتي فوقتها لن يربح المتفائلون فحسب بل الكويت كلها

عدد الزيارات : 27408 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق