> دولي

تونس: الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا موجودة على الورق لكن في الواقع لا يتم الالتزام بها


تونس: الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا موجودة على الورق لكن في الواقع لا يتم الالتزام بها

تعاني تونس أزمة صحية حادة غير مسبوقة بسبب انتشار فيروس كورونا ما أدى إلى وضع "كارثي" في المستشفيات وفق توصيف الناطقة باسم وزارة الصحة نصاف بن علية الخميس، حيث تكافح المنظومة الصحية لمواجهة الجائحة مع امتلاء أقسام العناية الفائقة ونفاد كميات الأكسجين وتعرض الفرق الطبية لإرهاق كبير. فهل كان بإمكان تونس تفادي هذه الأزمة وكيف بإمكانها تجاوزها؟ للإجابة على هذه الأسئلة حاورت فرانس24 الدكتورة جليلة بن خليل الناطقة الرسمية باسم الهيئة العلمية لمجابهة انتشار فيروس كورونا.
أعلنت تونس الجمعة تسجيل 189 وفاة جديدة في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق منذ انتشار فيروس كورونا العام الماضي بالإضافة لما يقارب 8500 إصابة جديدة مع تزايد المخاوف من عدم تمكن الدولة من السيطرة على تفشي المرض. وارتفع إجمالي عدد الإصابات إلى حوالي 480 ألفا بينما تجاوزت الوفيات 16 ألف حالة.

وترزح المستشفيات في تونس منذ أسبوعين تحت وطأة تدفق المرضى بأعداد كبيرة. وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر مصابين ينتظرون دورهم في تلقي العلاج في أروقة المستشفيات. وتجاوزت نسبة أسرة الإنعاش التي يشغلها المرضى تسعين بالمئة، حسب وزارة الصحة التونسية.

كما تعاني البلاد نقصا حادا في اللقاحات، حيث لم يحصل سوى 715 ألف شخص على جرعتين من اللقاح في تونس التي يبلغ عدد سكانها 11.6 مليون نسمة.

للمزيد: فيروس كورونا يغرق المستشفيات التونسية.. فما الحل؟

فهل كان بإمكان تونس تفادي هذه الأزمة وكيف بإمكانها تجاوزها؟ للإجابة على هذه الأسئلة حاورت فرانس24 الدكتورة جليلة بن خليل الناطقة الرسمية باسم الهيئة العلمية لمجابهة انتشار فيروس كورونا.

أمام هذه الأرقام اليومية المفزعة لتفشي وباء كوفيد-19 في تونس، السؤال المطروح، هل كان بالإمكان تفادي هذه الأزمة؟

هناك عدة أسباب وراء انتشار الوباء في البلاد اليوم، أولها أن السلالة الهندية المتفشية في تونس، وكما هو معروف، تنتشر بنسبة 60 بالمائة أكثر من السلالة الأصلية.

على مستوى آخر، لدينا إشكالية في تونس بتطبيق الإجراءات الصحية المتخذة، والجميع مسؤول عن ذلك... المواطنون والسلطات يتحملون المسؤولية بدرجات متفاوتة.

على سبيل المثال، مؤخرا اقترحت الهيئة العلمية حجرا شاملا في البلاد من 1 إلى 25 تموز/يوليو، والحجر الشامل من الإجراءات التي كان بإمكانها تفادي ما نعيشه اليوم، لكن الهيئة الوطنية لمجابهة انتشار فيروس كورونا (هيئة سياسية تتبنى أو ترفض مقترحات اللجنة العلمية) عارضت ذلك لاعتبارات أخرى لا يمكن للعلم أن يتدخل فيها، كالتداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذا النوع من القرارات.

من ناحية أخرى، بعض المناطق التي تجاوزت فيها أعداد الإصابات الـ400 على 100 ألف ساكن تم فرض الحجر الشامل فيها لكن المواطنين لم يلتزموا به وواصلوا الدخول والخروج إلى هذه المناطق، ما يزيد من انتشار الوباء في المناطق الأخرى من البلاد.

الناطقة الرسمية لوزارة الصحة نصاف بن علية قالت الخميس إن المنظومة الصحية في تونس قد انهارت، بعد بضع ساعات قامت الوزارة بإصدار بيان نشر في صفحتها على فيس بوك لنفي ذلك، ما هو تقييمك للنظام الصحي في البلاد؟

النظام الصحي في تونس، يواجه سابقا صعوبات تفاقمت مع انتشار وباء كوفيد-19... لا ننكر أن الوضع الصحي صعب، لكن المنظومة الصحية والكوادر الطبية وشبه الطبية لا زالت تقاوم.

وانهيار المنظومة الصحية يعني أنها لم تعد قادرة على استقبال المرضى، وأن المصابين يموتون في الشوارع... لم نصل إلى هذا الحد. نحن نعاني اليوم من اكتظاظ بالمستشفيات وفي أقسام الإسعاف لكن هذه المعضلة سيتم تجاوزها من خلال إرساء مستشفيات ميدانية من بينها المستشفى الميداني الذي تبرعت به قطر لتونس والذي سيكون جاهزا هذا الأسبوع.

ما زلنا صامدين حتى لا تنهار المنظومة الصحية في تونس.

ما هي الإجراءات الممكنة والمستعجلة اليوم لتفادي كارثة صحية في تونس؟

أولا التطعيم... يجب توفير اللقاحات اللازمة لحماية أكبر عدد ممكن من الأشخاص وهذا بالتوازي مع إجراءات وقائية وحماية التونسيين.

من بين هذه الإجراءات ما هو معلن اليوم لكن لا يتم احترامه من قبل المواطنين.. كمنع التجمعات، قريبا سيحل العيد، على التونسيين الاقتصار على التجمعات على المستوى الضيق وأن يكون ذلك في أماكن مفتوحة أو التي بالإمكان تجديد هوائها.

ارتداء الكمامة أيضا ضروري لمنع انتشار الوباء لكن لا يتم احترامه..

أغلب الإجراءات الوقائية اللازمة موجودة على الورق، لكن في الواقع لا يتم الالتزام بها وهو ما يزيد من انتشار الوباء في البلاد.

عدد الزيارات : 408 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق