> دولي

رندة تقي الدين: أهمية الهدنة في غزة ولبنان في القمة الفرنسية القطرية


رندة تقي الدين: أهمية الهدنة في غزة ولبنان في القمة الفرنسية القطرية

باريس-رندة تقي الدين:
زيارة الدولة التي يقوم بها اليوم وغدا امير قطر الشيخ تميم بن حمد الى فرنسا ملفتة من حيث اهتمام الطبقة السياسية بها بعد ان كانت قطر موضوع انتقادات غير مبررة من الوسط الفرنسي عموما . ان الدور القطري المحوري حاليا في قضية وقف اطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية الى غزة يستقطب اهتمام دولي كبير.

وتوقيت القمة القطرية الفرنسية التي تعقد اليوم بين الرئيس الفرنسي ايمانييل ماكرون وضيفه القطري الشيخ تميم يجعل مضمون المحادثات القطرية الفرنسية مهم جدا لمنطقة الشرق الأوسط والحرب الإسرائيلية الكارثية على غزة .

فأمير قطر الشيخ تميم بن حمد يضع الرئيس الفرنسي ايمانييل ماكرون في صورة حقيقة التوقعات بالنسبة للهدنة التي تبذل قطر جهدها من اجلها قبل بداية شهر رمضان المبارك .

حتى الآن المعلومات متضاربة فحسب تصريح الرئيس بايدن ان مفاوضات باريس التي جمعت مسوؤلي مخابرات إسرائيل واميريكا ومصر وقطر ستؤدي الى هدنة ابتداء من الاثنين في حين ان نقل عن حماس انها تشعر بخيبة امل من الاطار المحدث لصفقة الرهائن وان حركة حماس تعتبر ان هناك فجوة كبيرة بين الاقتراح ومطالبهم . نقل أيضا اكسيوس عن مسوؤل إسرائيلي ان لا مجال لكثير من التفاؤل وان هناك فجوات مع حماس وانه من الصعب التوصل الى اتفاق قبل رمضان .

ان موضوع الهدنة والرهائن وإدخال المساعدات الى غزة سيكون في قلب الاهتمام الفرنسي القطري . قالت الرئاسة الفرنسية عشية وصول الأمير الشيخ تميم الى العاصمة الفرنسية ان باريس تتطلع الى المزيد من التنسيق مع قطر لادخال مساعدات إنسانية الى غزة . فلا شك ان ما تقوم به إسرائيل من تجويع وتعذيب وقتل الفلسطينيين أدى الى تعبئة عدد كبير من الناس في الغرب والراي العام في فرنسا وغيرها من الدول الغربية الذي اصبح يندد بما يراه من مشاهد على شبكات التواصل الاجتماعي لأطفال يأكلون الأعشاب لأن إسرائيل تقوم بتجويعهم وأطفال يفقدون أهلهم امامهم ثم يقتلون تحت القصف . منعت إسرائيل الصحافيين الأجانب من الدخول الى غزة ولكن الشعب الفلسطيني في غزة اصبح ينشر على هذه الشبكات المشاهد المأساوية التي يتعرض اليها منذ خمسة اشهر من هذه الحرب .

ويبحث الرئيس الفرنسي مساء اليوم مع ضيفه القطري كيف يمكن المزيد من التنسيق لادخال المساعدات والطعام الى غزة . قالت مسوؤلة في الرئاسة الفرنسية ان الرئيس سيبحث مع ضيفه قضية الرهائن وهي أولوية لفرنسا التي لديها ثلاثة رهائن فرنسيين مع حماس .

لكن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يتحدى العالم الغربي وحلفائه بالقول ان حتى لو كانت هناك هدنة سيوجه قواته الى رفح دون المبالاة بتحذيراتهم بعدم الهجوم على رفح . اما بالنسبة للبنان والجنوب فماكرون سيعول على جهود ضيفه القطري الذي تربطه علاقات جيدة مع ايران ليوصي المسوؤلين الإيرانيين بتهدئة الجبهات التابعة لإيران في المنطقة في طليعتها الجنوب اللبناني ومطالبة الحزب بقبول الخطة الفرنسية لتطبيق قرار مجلس الامن ١٧٠١ الذي ينص على حزب ان يتراجع ب١٠ كيلومت من الخط الأزرق الحدودي مع إسرائيل . لكن القصف شغال من الجانب الإسرائيلي الذي قصف منذ يومين مدينة بعلبك التاريخية في لبنان ما أدى الى مقتل عنصرين من حزب الله .

رد الحزب بدوره على القصف الإسرائيلي ما جعل قائد قوات حفظ السلام للأمم المتحدة في الجنوب اللبناني اليونيفيل يعرب عن قلق بالغ لهذا التصعيد الذي قد يؤدي الى حرب بالنسبة لنتانياه ينقذ حياته السياسية بالحرب والقيام بالقتل والدمار .

حزب الله يربط وقف اطلاق النار من الجهة اللبنانية بوقف القتال على غزة يعني انه يريد توحيد ساحات الحرب كأن لبنان ينقصه مآسي . فنفوذ حزب الله وقرارته في لبنان والفراغ الرئاسي فيه وتدهور الوضع المالي والاقتصادي كلها مآسي البلد الذي لا يحتاج الى ان يكون ساحة حرب كغزة . يكفي ان الشعب الفلسطيني يدفع ثمن باهظ بحياته ودمه ومصيره ليس فقط من الاحتلال والتعذيب والحصار والتجويع الإسرائيلي بل أيضا من عملية قامت بها حماس أدت الى كارثة كبرى للقطاع كان الشعب الفلسطيني بغنى عنها اذ انه يعاني منذ زمن طويل من الاحتلال الإسرائيلي الاعمى وتعذيبه لشعب سرقت ارضه . فلبنان أيضا لا يحتاج الى إدخاله في ساحة حرب تنهيه .

فكل هذه المواضيع الأساسية سيثيرها الرئيس الفرنسي مساء اليوم خلال العشاء الذي يقيمه على شرف ضيفه القطري في قصر الايليزي . لا شك ان الرئيس الفرنسي يعرف ان دور امير قطر في قلب الملفات الشائكة بالنسبة للتوصل الى وقف اطلاق نار في غزة وأيضا في لبنان حيث لفرنسا اهتمام تاريخي بهذا البلد إضافة الى ان لديها ٨٠٠ جندي فرنسي في اليونيفيل في جنوب لبنان . ماكرون يرى في امير قطر شريك مهم لدوره الأساسي من اجل السلام في المنطقة.


عدد الزيارات : 153 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق