> دولي

رندة تقي الدين: حزب الله وخطر توحيد ساحات الحرب


رندة تقي الدين: حزب الله وخطر توحيد ساحات الحرب

في أشد الحرب الوحشية التي تشنها الدولة العبرية على الشعب الفلسطيني في غزة بحجة انها تريد انهاء حماس شهدت العاصمة اللبنانية في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية اجتماعا لمسوؤلي حماس والحوثي. كأن ينقص لبنان استدراج حرب إسرائيلية كارثية تضاف الى مآسي هذا الشعب الذي يعاني من انهيار اقتصادي ومالي واجتماعي وفراغ سياسي خطير.

ما معنى ان تجتمع هذه المجموعات اليمنية الحوثية وحماس تحت مظلة حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وايران عرابة المجموعات كلها تدعي انها لا تريد الحرب وانها تعمل لتخفيض التوتر.

ان ما تقوم به إسرائيل من تجويع وتعذيب وقتل وتدمير لأطفال غزة واهاليهم يكفي ألم لمنطقة تعيش كوارث منذ ان سلبت إسرائيل الأرض الفلسطينية. ثم ها هي مجموعات تابعة لإيران ولحزب الله تعقد اجتماعاتها في لبنان في غياب دولة او سلطة رسمية لديها نفوذ بمنعها عن ذلك.

وزير خارجية حكومة تصريف الاعمال اللبناني عبد الله بوحبيب يعلن ان لبنان لا يريد الحرب وهو مصر على تطبيق قرار مجلس الامن ٠١٧٠١ لكن القرار ينص على سحب حزب الله سلاحه من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني الذي اصبح في حالة ضعف وفقر تمنعه من القيام بهذه المهمة . 

فالوزير بوحبيب مدرك تماما ان حزب الله كما إسرائيل لا ينفذان هذا القرار . كما انه معروف ان القرار ١٧٠١ يطلب تسليم الميليشيات في لبنان سلاحها للجيش الوطني. لكن أي مسوؤل لبناني يتجرأ بتذكير ذلك لانه يعرض امنه وحياته لخطر القتل . 

منذ يومين تم توقيف ناشط لبناني لانه تهجم على حزب الله في حديثه لموقع لبانون ديبيت. فحزب الله اصبح الدولة في لبنان منذ ان وضع ميشيل عون في الرئاسة عبر التحالف مع حزبه التيار الوطني الحر واتفاق رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على انتخاب عون.

هذا الانتخاب كرس نفوذ حزب الله الى ابد الآبدين في لبنان وكان بدأ يزداد بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ثم اغتيال سلسلة معارضي نظام الأسد في سورية وحليفه اللبناني حزب الله وبعد تمكين الأخير من حماية بقاء بشار الأسد الذي هجر الملايين من شعبه الى الدول المجاورة وقتل مئات الألوف.

فاجتماع الفصائل الفلسطينية في لبنان والحوثي تكرس فعلا غياب الدولة واستبدالها بنفوذ حزب الله وهذا هو الخطر الأكبر على لبنان. في وقت يزعزع الحوثيون استقرار البحر الأحمر ويقصفون الناقلات التي تمر من باب المندب من أوروبا الى آسيا وهم في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة ودول أوروبية عديدة حزب الله يدعيهم مع فصائل حماس الى الاجتماع في الضاحية الجنوبية من بيروت على انه السلطة النافذة الوحيدة في البلد الذي يسوده الفراغ والفساد وغياب الامن.

السؤال المطروح هو ما هي مصلحة حزب الله في قرار توحيد ساحة القتال بين غزة ولبنان. فهو حزب يمثل شريحة كبرى من الشيعة في لبنان ولما يعمل كأنه يريد جلب حرب إسرائيلية الى بلد شعبه منهمك بالمشاكل المالية والاجتماعية. فنفوذه اليوم فيه تمتد الى كل شاردة وواردة فيه من امن الى اقتصاد او سياسة.

فلا رئيس في لبنان اذا لم يقرر الحزب عقد جلسة انتخاب ولا سلام فيه اذا لم يقرر الحزب فعلا الا يعرض سكان الجنوب اللبناني الى مغادرة منازلهم وترك أراضيهم الزراعية تحترق بقنابل إسرائيل الفوسفورية المسمة.

ما هو منطق حزب له كل النفوذ في جر البلد الى حرب خاسرة للشعب ولهذا الحزب سوى انها قد تكون هدية للعراب الإيراني الذي يتمنى التفاوض مع الغرب بالتنازل عن نشاط وكلائه في المنطقة مقابل رفع العقوبات عنه والتطبيع السياسي والدبلوماسي معه.

ايران تهيمن في العراق عبر الحشد الشعبي وفي لبنان عبر حزب الله وفي سوريا مباشرة بقواتها وقوات حزب الله والسلاح الإيراني الذي يتعرض يوميا لضربات إسرائيلية داخل الأراضي السورية تحت مجهر القوات الروسية التي يفترض انها تحمي نظام الأسد ولكنها تغض النظر عن الضربات الإسرائيلية الشبه يومية على سورية.

فلبنان محكوم بقرارات حزب لا يأخذ في حسابه مصلحة بلده بل يعمل لخدمة ايران اذ انه لو كان يعمل لمصلحته لما قرر توحيد الساحات والسماح للحوثي ولحماس ان يعقدوا اجتماعات في معقله البيروتي.

يبقى للشعب اللبناني ان يصلي رغم المخاطر من اجل السلام للبلد وتجنيبه بمعجزة حرب إسرائيلية وحشية.

عدد الزيارات : 201 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق