> دولي

الجامعة العربية: الأولوية للملف الفلسطيني في كافة المحافل الاقليمية والدولية


الجامعة العربية: الأولوية للملف الفلسطيني في كافة المحافل الاقليمية والدولية

كونا) - أكدت جامعة الدول العربية ايوم الثلاثاء انها تولي الملف الفلسطيني أولوية في كافة المحافل الإقليمية والدولية وتتبنى الموقف الفلسطيني باعتباره موقفا موحدا ل22 دولة الأمر الذي يعطي زخما وعمقا ودعما للموقف الفلسطيني الذي يخاطب العالم والمجتمع الدولي.
جاء ذلك في كلمة للأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي خلال لقاء نظمته لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين المصرية تحت عنوان "الجامعة العربية وتحديات المنطقة.. رؤى وسيناريوهات مستقبلية".
وقال زكي إن الوضع العربي الراهن ليس جيدا في ظل تفشي بؤر الصدام والحرب فهناك الحرب القائمة على قطاع غزة وهي حرب إجرامية احتلالية فيها من البشاعات ما لا يوصف اضافة الى الحرب في السودان القائمة منذ عام ونصف أو أكثر وهي حرب مثيرة للحزن نتيجة تطورات الوضع في هذا البلد العربي المهم.
ولفت إلى أن هناك تصعيدا آخر مرتبطا بالحرب على قطاع غزة يتمثل في المواجهات العسكرية بين حزب الله والحوثيين من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى ما يؤدي الى رفع مستوى التوتر ويثير احتمالات تصعيد الصدام في المنطقة وهذا أمر في منتهى الخطورة.
وأشار إلى تدهور الأوضاع في ليبيا ما يؤشر الى هشاشة العملية السياسية القائمة هناك مؤكدا ضرورة الحاجة إلى العمل مع القوى الفاعلة في ليبيا حتى لا ينتهي الأمر بتدهور الوضع.
وجدد زكي التأكيد على أن الوضع العام بالمنطقة العربية يؤثر على قدرات الدول وإمكاناتها وفرصها في الاستقرار السياسي ويعيق عملية التنمية في الدول المستقرة وشبه المستقرة لكن رغم ذلك هناك نقاط مضيئة في الوطن العربي تستحق الإشادة بها وهناك دول تحقق قدرا من التقدم رغم كل التحديات الراهنة.
وذكر ان الجامعة العربية هي السقف لكل العرب إذ تمثل الحد الأدنى من الوحدة العربية لافتا إلى أن المناقشات التي تجري تحت قبة الجامعة تثمر عن مواقف سياسية لدعم القضايا الراهنة.
وتابع أن الوضع الخاص بفلسطين مؤسف للغاية نتيجة العدوان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية مشددا على أن الموقف السياسي الذي تعكسه الجامعة العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يعد موقفا قويا وأساسا داعما لتلك القضية في المحافل الدولية حيث تتبنى على سبيل المثال منظمة التعاون الإسلامي موقف الجامعة العربية ثم ينتقل الى الأمم المتحدة.
وحول تطورات الوضع في السودان قال زكي إن السودان يشهد حربا حزينة لأنها حرب تقوم بين طرفين سودانيين في الأصل مشيرا إلى أن الجامعة العربية حاولت مع أطراف أخرى أن تعمل على تهدئة الحرب القائمة ونزع فتيل الأزمة التي تؤثر بشكل مباشر على دول الجوار كما أن لها تداعيات على منطقة القرن الإفريقي وشمال إفريفيا.
وشدد على أن الوضع في السودان يتطلب عملا أكبر وأكثر كثافة مشيرا إلى أنه في 12 يونيو الماضي استضافت الجامعة العربية لقاء مهما لتنسيق جهود المتداخلين لتسوية الأزمة السودانية.
وتطرق إلى الحديث عن اجتماعات جنيف الأخيرة بشأن السودان فقال إن الجامعة العربية لم يتم دعوتها إلى تلك الاجتماعات رغم جهودها في تنسيق مختلف الجهود المعنية بحل أزمة السودان ولذا أصدرت بيانا ينم عن الامتعاض.
وقال انه جرى الحديث مع الجانب الأمريكي المنظم لاجتماع جنيف "وأبلغناهم أن الجامعة العربية هي المنظمة الإقليمية الأم للمنطقة وأن إبعادها عن جهود التسوية في السودان أمر مرفوض تماما".
وأشار زكي إلى "أن الجامعة العربية تعتبر الاتحاد الإفريقي منظمة شقيقة ولكن غير مقبول أن تتم دعوته للاجتماع دون دعوة الجامعة".
وبشأن الوضع في ليبيا أكد زكي أنه يتسم بالهشاشة ويمكن أن ينقلب إلى تطورات غير حميدة "لكننا نثق في حكمة عدد من القادة الليبيين الذين لديهم القدرة على وقف هذا التدهور".
وأضاف أن الجامعة العربية حاولت في هذا الملف كثيرا حيث استضافت في مارس الماضي قيادات المجالس الثلاثة في ليبيا (مجلس النواب ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي) وهي لم تتراجع عن فكرة جمعهم مرة أخرى وقد يتم توسيع الاجتماع ليشمل شخصيات مؤثرة في المسرح الليبي بهدف مساعدة ليبيا في صياغة دستور جديد وإقرار قواعد ونظام الانتخابات في البلاد.
ولفت إلى أن هناك ملاحظات إيجابية في عدد من الملفات المرتبطة بالدول العربية حيث هناك تطورات إيجابية حدثت في العلاقات بين تركيا ومعظم الدول العربية الأمر الذي استدعى إلغاء اللجنة المعنية بالتدخلات التركية في الشؤون العربية.
وقال إنه فيما يتعلق بالعلاقات العربية - الإيرانية فإنها لم تصل حتى الآن إلى ما وصلت إليه العلاقات مع تركيا "لكن يمكننا أن نقول إن الوضع الإيراني مع الدول العربية فيه قدر كبير من التحسن ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد ملاحظات فيما يتعلق بسلوك إيران في المنطقة".
وأوضح أنه جرى كذلك الاستغناء عن اللجنة المعنية بالتدخلات الإيرانية في الشأن العربي التابعة لمجلس الجامعة العربية وهي التي تشكلت عام 2016.
وأعرب عن الترحيب بدور الصين في المنطقة والذي بدأ يتصاعد مؤخرا مشيرا إلى أن الدول العربية ترتبط بعلاقات قوية مع الصين وتعتبرها شريكا استراتيجيا مؤكدا "أننا نرحب بدخول بكين في ملفات المنطقة ليس فقط لأنها تتفهم قضايانا بشكل جيد ولكن أيضا لأنها دولة مهمة يجب أخذ مواقفها بالاعتبار".

عدد الزيارات : 105 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق