> دولي

رندة تقي الدين: حزب الله وإيران والمنطقة


رندة تقي الدين: حزب الله وإيران والمنطقة

استضافة العاهل الأردني الملك عبد الله مؤتمر بغداد ٢ بمشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني هي مبدئيا مسعى أردني فرنسي عراقي لتخفيف توترات المنطقة وتعزيز التعاون والدعم الاقتصادي في العراق. 
ولكن ثمة أسئلة مطروحة حول نجاح مثل هذه القمة على ضوء ما تقوم به ايران ووكلائها على الأرض في اكثر من مكان في المنطقة . 
إن حضور وزير الخارجية الإيراني ونظيره السعودي حول مائدة المؤتمر خبر ليس عاديا ولكن غير كاف لتقليص التوترات . 
العراق يعاني من أوضاع سياسية وأمنية واقتصادية متدهورة علما بأن البلد هو الثاني من ناحية إنتاج النفط في منظمة أوبك.
إيران تهيمن على عدد من الأحزاب في هذا البلد الذي لم يتعافى لا في عهد صدام حسين ولا بعده .
الفساد وهيمنة إيران وتدخلها في دول الجوار إما مباشرة أو عبر وكلائها ساهمت بشكل كبير في زعزعة استقرار العراق وغيره في طليعته لبنان .
فهو يعاني أيضا من نفوذ وكيل إيران على الأرض حزب الله الذي لديه نفوذ واسعة في كل شاردة وواردة مرتبطة بالحياة السياسية اللبنانية التي وصلت إلى طريق مسدود وأدت إلى انهيار مالي واجتماعي. 
الحادث الأخير المساوي الذي أدى إلى مقتل جندي أيرلندي في سنه ال٢٣ كان يخدم في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان برصاصة في رأسه وهو يقوم بمهمة للأمم المتحدة في منطقة بيئة حاضنة لحزب الله هو من ضمن أحداث امنية يتعرض اليه لبنان منذ اغتيالات شهدائه الكثر .
كتبت صحيفة لوريان لو جور اللبنانية اليوم أن تم توقيف مسوؤلين من حزب الله للتحقيق معهم وأن الحزب لم ينف ذلك.
ليلة أمس سقط عنصرين من حزب الله بهجوم جوي من إسرائيل على سورية.
إسرائيل هددت لبنان بضرب مطاره بحجة أن إيران تهرب أسلحة لحزب الله عبره .
لدى الحزب نفوذ أساسية على الصعيد الداخلي اللبناني بفضل حلفائه الذين وصلوا إلى الرئاسة في لبنان وعبر جنوده في سورية حيث أرسل خيرة شبابه اللبنانيين يقاتلوا من أجل حماية نظام بشار الأسد وربما قد يرسلوهم لمساعدة النظام الإيراني على قمع معارضته الداخلية كما فعل في سورية .
فاستقرار لبنان وأمنه لن يستتب طالما الحزب هو الذي يقرر من يترأس لبنان وكيف تشكل الحكومة فيه وأي عدل يتم فيه . 
المحكمة الدولية التي تولت محاكمة مجرمي رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري ورفاقه لم تصل الى النهاية، اكتفت باتهام عنصرين من حزب الله تم إخفاؤهم عن العدالة الدولية وامتنعت لأسباب سياسية ضاغطة من بعض الدول الغربية عن اتهام النظام السوري الذي أعطى الأمر بالاغتيال . 
ولكن كيف ينجح هذا المؤتمر وإيران تعتمد على وكيلها حزب الله على الأرض في لبنان أن يقرر السياسة التي تناسب مصالحها الإقليمية في لبنان وسورية واليمن . 
العراق بلد غني وهو ثاني دولة في أوبك مع احتياطي ضخم من النفط وموارد الطاقة ولكنه بلد يعاني من الفقر والفساد وأوضاع سياسية متأزمة على طريقة لبنان وتدخل إيران فيه زاد وضعه سوءا.
لبنان سيبقى ربما لمدة طويلة أشهر عديدة أو سنة دون رئيس والأوضاع الاقتصادية المالية والاجتماعية تتدهور يوما بعد يوم طالما الفراغ الرئاسي والحكومي دون أي إصلاحات ومؤسسات منهارة . 
فأمن العراق واستقرار المنطقة عنوان مؤتمر بغداد ٢ ولكن الاستقرار الإقليمي يستدعي أكثر بكثير من مؤتمر فالمطلوب عدم تدخل حقيقي لدولة ايران في دول المنطقة.

عدد الزيارات : 375 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق