> دولي

رئيس القمة العالمية للحكومات: تحولات ستغير مستقبل العالم خلال السنوات المقبلة


رئيس القمة العالمية للحكومات: تحولات ستغير مستقبل العالم خلال السنوات المقبلة

كونا - قال وزير شؤون مجلس الوزراء بدولة الامارات العربية المتحدة ورئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات محمد القرقاوي إن هناك الكثير من التحولات خلال الأعوام المقبلة ستغير مستقبل العالم أهمها التغير المناخي والخريطة الاقتصادية الجديدة والنمو السكاني وتغير مفهوم الأمية والذكاء الاصطناعي.
واضاف القرقاوي في كلمة لدى جلسة افتتاح القمة العالمية للحكومات اليوم الاثنين بعنوان (10 سنوات من التحولات) أن هذه الدورة تأتي بعد عشر سنوات من تأسيسها في عام 2013 "فشهدنا أحداثا مفصلية على مستوى العالم والمنطقة من أزمات وحروب ومجاعات وأزمة لاجئين وإرهاب نجم عنها تداعيات اجتماعية واقتصادية وتنموية سببها الرئيسي إخفاق بعض الحكومات في إدارة مواردها".
وأكد أن "أزمة الحكومات ليست أزمة موارد إنما أزمة إدارة" ولذلك تأتي القمة العالمية للحكومات التي تعقد هذا العام تحت شعار (استشراف مستقبل الحكومات) كمنصة لمناقشة الفرص والتحديات واستشراف حكومات المستقبل.
وقال إنه منذ بداية القمة عام 2013 وحتى اليوم "تغير واقعنا وتغيرت توقعاتنا وتغير فهمنا للمستقبل" موضحا أن العالم شهد أحداثا غير متوقعة غيرت المشهد العالمي في مختلف المجالات وشهد تطورات متسارعة.
وأوضح أن العالم شهد معدلات تاريخية في ارتفاع درجات الحرارة "وكوارث طبيعية كلفت البشرية ثلاثة ترليونات دولار" كما شهد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتصاعد الحركات الشعبوية وانتقل العالم من "العولمة إلى عالم متعدد الأقطاب".
وأضاف أن العالم شهد جائحة كورونا التي "كبدت العالم ملايين الأرواح وخسائر اقتصادية تفوق 12 ترليون دولار". وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية التي " قد تكلف العالم خسائر تقدر بحوالي 8ر2 ترليون دولار وما زال التخوف من حرب نووية في تزايد".
وتطرق القرقاوي إلى ارتفاع معدلات التضخم وقال إن العالم يشهد "أعلى معدلات التضحم منذ عقود وأسعار الغذاء لم نشهدها منذ 60 عاما".
وعلى صعيد آخر قال القرقاوي إن العالم شهد خلال السنوات العشر الماضية أكبر هجرة للشعوب متمثلة بهجرة "4 مليارات شخص من العالم الواقعي إلى عالم رقمي وافتراضي".
واوضح أن أكثر من نصف سكان العالم يوجد على منصات التواصل الاجتماعي "أما بالنسبة للبيانات فقد زاد انتاجها خمسة آلاف في المئة مقارنة بالعقد السابق وهي تلعب دورا مهما في تشكيل السياسة والاقتصاد والخدمات التي تقدمها الحكومات ولو أردنا طباعة محتوى الانترنت منذ بداية عهده لاحتجنا أكثر من 300 مليار صفحة مقابل 70 مليار صفحة لكافة الكتب المسجلة منذ بداية التاريخ".
وحول التحولات التي سيشهدها العالم خلال السنوات المقبلة قال القرقاوي إن التغير المناخي سيكون أولها موضحا "اذا كانت هناك أزمة لاجئين سببها سياسي فان أزمة اللاجئين في المستقبل سيكون سببها المناخ ومن المتوقع أن يكون هناك أكثر من مليار لاجئ بحلول عام 2050".
واضاف أن العالم "سيتكبد 23 ترليون دولار نتيجة التغير المناخي" وسيمتد أثر المناخ في نواحي الحياة كافة حيث ستحدد معاييرالاستدامة والتعاون مع الحكومات والصفقات مع الشركات.
أما التحول الثاني قال القرقاوي إنه يتعلق بالخريطة الاقتصادية الجديدة حيث سيشهد العالم تحولا في مركز الثقل العالمي ومن المتوقع أن تصبح الاقتصادات الناشئة كالبرازيل والهند والصين ضعف حجم مجموعة الدول السبع (جي 7) بحلول عام 2050.
واضاف أن العالم يتجه نحو خريطة اقتصادية جديدة إذ ستكون هناك تكتلات بثقل اقتصادي ونفوذ عالمي تقسم العالم إلى أنظمة مالية واقتصادية ستجبر الحكومات على خيارات اقتصاية وتكنولوجية وجيوسياسية حاسمة.
وقال القرقاوي إن النمو السكاني هو ثالث التحولات إذ ستشكل الدول النامية في آسيا وافريقيا أعلى معدلات في النمو السكاني تقدر بنحو 86 في المئة وهو تحد صعب لتلك الدول "ومصدر قوة للحكومات إن احسنت استغلال مواردها البشرية".
وعلى صعيد آخر أشار القرقاوي إلى تغير مفهوم العالم للأمية والمهارات اذ سيصبح الأمي الشخص الذي لا يستطيع التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي اذ من المتوقع أن تكون 85 مليونا من الوظائف شاغرة لغياب المهارات المناسبة لدى الأفراد.
وقال إن التحول في الذكاء الصناعي "سيحدد موقع الحكومات ومستقبلها إما أن تكون حكومات استباقية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي أو حكومات متخلفة كما لو كانت في العصر الحجري" فيما المعدل العالمي لجاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي الآن يقل عن 50 في المئة.
وستستمر فعاليات القمة العالمية للحكومات 2023 حتى ال15 من الشهر الجاري بمشاركة أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة وما يزيد على 300 شخصية دولية و80 منظمة دولية.
وشهدت جلسة الافتتاح اليوم وقفة دقيقة صمت حدادا على ضحايا الزلازال في تركيا وسوريا.

عدد الزيارات : 366 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق