> مقالات

الشعب في خدمة الحكومة!

كتب : ليما الملا |
الشعب في خدمة الحكومة!


وظيفة اي حكومة في العالم (ادارة شؤون الشعب دون أي تمييز او انحياز), الا في الكويت، ينقلب هذا التعريف وليس له وجود بل معكوس تمامًا، بعدما أصبح الوزراء أسيادًا والشعب مجموعةً من العمال، انحصر همهم الوحيد بارضاء معالي الوزراء والسعي وراء راحتهم.

فالوزير لدينا لا يفوز بمنصبه لأنه صاحب كفاية، بل يُعيّن في الحكومة لأنه مرتبط باسم عائلته أو مذهبه أو طائفته أو واسطته، وبمجرد إعلان توزيره يتضخم حسابه البنكي وتصرف له افخم السيارات المزودة بسائق وحراسه على مدار الساعة، ويحظى بسلطة كبيرة تمكنه من ممارسة غطرسته، والمضحك المبكي أنه مهما خالف القوانين فسوف يُبرئ في النهاية بما يسمى محكمة الوزراء.
بمعنى آخر فسيكون فوق القانون وفوق الشعب، المفترض أنه في منصبه لأجل  خدمته.

رغم المميزات التي يحظي بها الوزير فلا نرى أي منفعة للشعب او المواطن العادي وراء وجوده في الحكومة، فالتعليم متدني، والنظام الصحي متردي، والقضية الاسكانية "محلك سر", والشوارع تعج بالحفر، والضمان الاجتماعي ينهب امام اعين الجميع، ونظام التوظيف مضحك، واكذوبة الخطط الخمسية مستمرة، والقضاء مخترق، والرياضة في حالة يرثي لها، والحريات تُسلب تدريجيًا، والأسعار في تصاعد مخيف، والرواتب متدنية قياسًا بثروة الكويت.

بعد كل تلك المشاكل التي تعاني منها الكويت منذ مطلع الالفية والى الان يأتي السذج أو المتنفعون من الكويتيين ليقولوا العبارة التي اصبحت شعارًا مخزيًا ومحزنًا: "احنا احسن من غيرنا"، ذلك الشعار القاتل للطموح والتقدم والازدهار، والمرضي والمفرح وبمثابة الماء البارد على قلب السلطة والحكومة!

حان الوقت لتغيير طريقة اختيار السلطة للوزراء، وكما يحدث في المجتمعات والبلدان المتحضرة فلا بد للشعب ممثلًا بالبرلمان ان يكون له كلمة ورأي وقرار في اختيار وتعيين الوزراء تحديدًا بعد الكم الهائل من الحكومات المستقيلة في السنوات الاخيرة.

أثناء كتابتي لهذه الاسطر تبادر الى ذهني مقولتان لامير المؤمنين عمر بن الخطاب وكلاهما تنطبقان عما نعاني منه وموجهتان للسلطة والحكومة:
الاولى: "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارًا"
والثانية: تماثل قمة الشعور بالمسؤولية اتجاه شعبه: "والله لو تعثرت دابة في العراق لحاسبني الله عليها يوم القيامة، رحمة الله عليك يا ابا حفص".

عدد الزيارات : 16677 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق