> مقالات

الاستقلالية البناءه والشمولية الهدامة

كتب : ليما الملا |
الاستقلالية البناءه  والشمولية الهدامة


ما يحدث من عبث في الكويت على مدار الايام القليلة الماضية، ليس وليد الصدفة ولا أمرًا طرأ فجأة، بل تراكمًا لصراع بين عدة فئات يسعون لمزيد من السلطة والنفوذ والقوة على حساب المواطن العادي الذي لم يكتفِ بمجرد متابعة ما يحدث بل تطوع ليكون من المشجعين بحرارة للفئات المتصارعة، رغم ان لا ناقة له ولا جمل كونه المتضرر الوحيد من تلك الخلافات العقيمة.
فالسلطة ليست متضررة من تلك الصراعات التي لن تقدم او تؤخر من مكانتها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، والحكومة المرتبطة بالسلطة لدرجة الالتصاق ينطبق عليها نفس الامر مع تغيرات طفيفة غير مؤثرة لاسيما بعدما انتعشت اقتصاديًا بزيادة رواتب وزرائها!
أما مجلس الامة المفترض أنه صوت الشعب اصبح في حالة هلع لانه يرى البساط يسحب من تحته دون ان يتمكن من فعل اي شيء علي الاطلاق.
لكن ما يثير الدهشة وجود فئة من المواطنين الذين جعلوا من تقديس الاشخاص مهمة انتحارية بالنسبة إليهم دون النظر بعقلانية الى الصح والخطأ او الحقيقة والوهم، ولا غرابة في ذلك كونهم اسرى للعقل الجمعي المسيطر على مجتمع لا يمكن وصفة الا بالنرجسي الشمولي.
لو نُظر إلى ما تمر به الكويت حاليا بعين مستقلة فوقتها ستكون الصورة اوضح للمواطن لاسيما لو وُضعت الحقائق فوق اي اعتبار بعيدًا عن الميول العواطف، والاهم الاعتراف بالحق حتى لو كان على حساب الاشخاص الذين يحارب طواعية من اجلهم، فالبلدان التي يغلب عليها طابع العقل الجمعي لا تري فيها تقدم او ازدهار بل ترى تخلفًا وتراجعًا والأخطر تفشي العنصرية،  فيما ترى البلدان المتقدمة تحترم الاستقلالية في التفكير الذي يولد الابتكار والابداع وكل ما في صالح المجتمع.
أتمنى من المواطن الكويتي أن يبني اراءه وفقا لقناعاته الشخصية غير متأثرٍ بالاخرين، وتلك القناعات لا تُبنى الا من خلال المعرفة والبحث والحقائق والارقام، وخلاف هذا الكلام معناه اننا سنتحول إلى قطيعٍ يُفرض عليه طريق مسار حياته.

عدد الزيارات : 17253 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق