رندة تقي الدين: لبنان ساعة للمسلمين وأخرى للمسيحيين

سرت فيديو فكاهية للبناني يسأل صديقه " كم الساعة " علق الصديق لنفسه " اذا رديت عليه ان الساعة ١٢ سيعتقد انني مسلم واذا قلت له الساعة الواحدة سيعتقد انني مسيحي فخليني اضيعه وقول له ان الساعة١٢ ونصف فرحب به محاوره وقال له " انت اذا من الشوف من الجبل اهلا وسهلا " هذه النكتة معبرة عن الصورة المضحكة المبكية لقرارات القيادات اللبنانية المتهورة والوضع الطائفي الكارثي في البلد . ليلة السبت والاحد الماضي عندما غير العالم الساعة وقدمها للتوقيت الصيفي اتخذت القيادات اللبنانية بشكل مفاجئ قرار غريب بعدم تغيير الساعة حتى نهاية رمضان بحجة ساعة الإفطار . فقامت القيامة من الجهة المسيحية وأصدرت بيان القيادات الروحية المسيحية لرفض الالتزام بهذا القرار الذي كان بالفعل غير مفهوم سوى انه قرار إضافي سيئ ولا معنى له من قيادات منبوذة من الراي العام بسبب أوضاع معيشية كارثية يعاني منها الشعب . الانقسام المسيحي الإسلامي الذي انعكس في لبنان يظهر ان اللبنانيين لم يتعلموا شيء من كارثة الحرب الاهلية وما مضى من كوارث المت بالبلد . فلبنان ا ينهار اليوم والانقسام والطائفية يزدادان . اما القيادة الحكومية والبرلمانية تختار لحظة دراماتيكية من تاريخه حيث عملته تنهار و ويتجاوز سعر صرف الدولار فيه المئة الف ليرة لبنانية لتتخذ قرار عبثي بعدم تغيير الساعة . ثم تتراجع عنه لتقرر تغيير الساعة الى التوقيت الصيفي ليلة غد الأربعاء .جاءت الى لبنان مساعدة وزير الخارجية الاميريكي باربارا ليف لتحذر المسوؤلين بأن الانهيار سيكون كاملا اذا لم يطبق المسوؤلون اللبنانيون الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي . تحذير ليس جديدا فكل المعنيين من أصدقاء واشقاء في الخارج عرب وغير عرب يرددون ذلك منذ اكثر من سنة وذووا النفوذ مصابين بالصمم . فانتخاب رئيس جمهورية معطل لان حزب الله مصر على مرشحه رئيس حزب المردة سليمان فرنجية. ومجرد انه مرشح حزب الله هو منبوذ من جميع معارضي الحزب والنظام السوري اذ انه من اقرب المقربين الى بشار الأسد .الا ان باقي الأحزاب وحتى النواب المعروفين بالتغييريين الذين انتخبوا من خارج الأحزاب اظهروا انقساماتهم وعدم التوافق حول مرشح للرئاسة . نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعادة الشامي قال في بيان له كأنه خارج منظومة الحكم " المراوغة في تطبيق الاصلاحات قد تؤدي بنا الى مزيد من المأساوية والضوء في نهاية النفق طويل يخفت شيئافشيئا ويكاد ينطفئ . في ظل وجود حكومة تصريف الاعمال وعنما يفقد الامل قد يضطر المسوؤل الى الانكفاء بعدما قدم كل ما في حوزته وينتقل الى الظل حتى لا يكون شاهد زور على الانهيار الحاصل . " حزب الله عطل انتخاب الرئيس في لبنان حتى فرض مرشحه العماد ميشال عون في ٢٠١٦ وكان عهد عون مع صهره رئيس الظل جبران باسيل بداية نفق جهنم للبنان . واليوم حزب الله يريد فرض مرشحه سليمان فرنجية دون إعطاء ضمانات ان أي حكومة إصلاحية تأتي برئاسة شخصية سنية نزيهة مثل القاضي الدولي نواف سلام لن يتم تعطيلها بثلث معطل او بمسار تعطيلي كما حدث مع رئيس الحكومة السابق سعد حريري في عهد عون . هل يريد امين عام حزب الله حسن نصر الله رئيس يضمن له ان اهم أعضاء صندوق النقد الدولي الاميريكيين والسعوديين لن يضغطوا على الحزب ليسلم سلاحه للشرعية او انه يريد ضمان بقائه على سيطرته على جميع مرافق البلد من مطار الى مرفأ وطرق سرية الى سورية لتهريب الكابتاغون والدولارات .لكن سليمان فرنجية ابن عائلة سياسية عريقة في لبنان قد لا يرضخ الى ما يسيئ للبنان حتى ولو كان من الحزب الذي رشحه . في ماضي ليس بعيدا جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية اعرب عن غضبه للنائب الرئيس السوري الراحل عبد الحليم خدام لانه افشل مؤتمر لوزان للمصالحة اللبنانية . فكان فرنجية الجد حينئذ حليف الرئيس حافظ الأسد ولم يمتنع عن توبيخ خدام في اتصال هاتفي من مقراقامته في لوزان سويسرا لان النظام السوري لم يحترم الاتفاق الذي كان تم بين البلدين قبل مؤتمر لوزان.وينقل عن رئيس المردة مرشح حزب الله انه لن يعلن ترشيحه طالما ترفضه السعودية . ان امل اللبنانيين ان عودة العلاقة السعودية الإيرانية قد تحسن الأوضاع ولكن الهم الأول من عودة العلاقات هو اليمن وليس لبنان . تعود اللبنانيون على انتظار الحل من الخارج اما من اشقاء الخليج او من فرنسا والولايات المتحدة . لكن انقسامتهم مع تحالفات البعض مع حزب الله أدت الى الانهيار الذي يشهده البلد . فباي ساعة يا ترى يتم انقاذ لبنان بساعة رئيس البرلمان اللبناني وحليفه حزب الله ام هي بتوقيت العالم الخارجي