> دولي

وزير الخارجية السعودي: لا حل للأزمة السورية إلا بالحوار


وزير الخارجية السعودي: لا حل للأزمة السورية إلا بالحوار

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أنه لا مجال لحل الأزمة السورية إلا بالحوار مع الحكومة السورية مشيرا إلى أن "مكان سوريا داخل الجامعة العربية ليكون الحوار حوارا سليما لأننا نتحاور مع حكومة لها سيادتها".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الأمير فيصل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عقب ختام أعمال الدورة العادية ال32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة اليوم الجمعة.
وقال الأمير فيصل "إننا نتفهم وجهة نظر الولايات المتحدة وشركاؤنا في الغرب حول عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية لكن لمعالجة التحديات القائمة لابد أن نجد مقاربة جديدة وهذه لن تأتي إلا بالحوار وسنتحاور معهم لمعالجة مصادر القلق لديهم".
وأشار إلى أنه في المقام الأول هناك أزمة إنسانية تتمثل في اللاجئين السوريين الذين يريدون العودة لبلدهم ولابد من مساعدتهم على ذلك مضيفا أن هناك وضع اقتصادي صعب في سوريا نتيجة الوضع القائم وضرره على المواطن السوري مؤكدا أن الحل سيكون "خطوة بخطوة" والأشقاء في دمشق منفتحون على إيجاد حلول بهذا الإطار.
وحول الملف السوداني بين الأمير فيصل أن السعودية بالتعاون مع الولايات المتحدة تعملان حاليا على تهيئة الأجواء للوصول إلى هدنة إنسانية بعد أن صدر (إعلان جدة) بالالتزامات بالمبادئ الإنسانية معربا عن الطموح أن نصل قريبا إلى هذه الهدنة التي تؤسس إلى ما يأتي بعدها من حوار إلى حل هذا النزاع.
ولفت إلى أن التركيز الأن هو للوصول إلى هدنة إنسانية تتيح للمواطنين السودانيين الوصول إلى حاجياتهم الإنسانية موضحا أن الوضع في الخرطوم مؤسف للغاية داعيا جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية والجنوح إلى الحوار والابتعاد عن استخدام السلاح لحل الخلافات.
وحول حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ل(قمة جدة) أوضح الأمير فيصل أن دعوة زيلينسكي جاءت من باب سماع وجهات نظر جميع الأطراف وأن الدول العربية اتخذت منذ بداية الأزمة موقف الحياد الإيجابي وكنا منخرطين في فتح الحوار مع الطرفين أملا في الوصول إلى حل من خلال الحوار بين طرفي النزاع الروسي والأوكراني.
وأكد الحرص على أن تكون هناك علاقات ممتازة بين أوكرانيا والدول العربية وكذلك مع روسيا ولكن لابد من سماع جميع الأصوات وعليه أتيحت الفرصة للرئيس الاوكراني لمخاطبة الجامعة العربية والجانبان حريصان على ذلك لنساهم بفاعلية في إيجاد حل وهذا موقف الجامعة العربية منذ بداية الأزمة.
وعن المبادرات التي ستعمل عليها السعودية خلال رئاستها للقمة العربية بين الأمير فيصل أنه من أهم المبادرات استدامة سلاسل امدادات السلع الغذائية الأساسية بالدول العربية حيث يمتلك العالم العربي قوة شرائية هائلة وفرصة للاستفادة من ذلك لتعزيز استدامة الأمن الغذائي لديه وكذلك مبادرة إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية ونهدف منه أن يكون الحوار عن الاستدامة الاقتصادية في العالم العربي متبناة داخله وأن نتصدر لفهم ما هو في مصلحة اقتصاداتنا وكذلك مبادرة البحث والتميز بصناعة تحلية المياه وحلولها لتعزيز الأمن المائي العربي ومبادرة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بما يعزز وجودنا في العالم.
من جهته أكد أبو الغيط أن هذه القمة اتصفت بالتوافق ولعل الجميع رأى أنها لم تأخذ وقتا طويلا سواء في بحث هذه القرارات ولا حتى على مستوى الاجتماع الوزاري أو المندوبين مشيرا إلى أن أهم قراراتها هو عودة سوريا للجامعة الذي يبين أن عودتها يعد بداية لانخراط عربي في حل الأزمة السورية واستعادة لدورها الطبيعي وتجاوز للظروف الصعبة لسوريا التي تحتاج لمساعدة شقيقاتها.
وأوضح أبو الغيط أن عودة سوريا للجامعة العربية يجب العمل عليه بمعزل عن رؤية القوى الخارجية وهو شأن خاص بالدول العربية ونحن لا نسعى لصدام مع القوى الخارجية.
وأضاف أن الأزمات العربية احتلت مكانا مهما على أجندة القمة وأن هناك شعورا واضحا بأن العرب يرغبون بامتلاك ناصية التفاعل والتعامل مع المشكلات العربية وعدم تركها إطلاقا للقوى الأجنبية أو الاقليمية وهناك إحساس في حالة من الهدوء مع الجوار العربي ومن يرصد القرارات الصادرة عن القمة في علاقات الجوار العربي مع الدول العربية يجد أن هناك تهدئة مطروحة من الجانب العربي "وينبغي لدولتي تركيا وإيران تحديدا أن تلتقطا الخيط لاعطائهما الفرصة لبدء صفحة جديدة".
وحول القضية الفلسطينية بين أبو الغيط أنها جاءت على رأس نقاشات القمة وأن هناك تمسكا بمبادرة السلام العربية والجهود التي بذلتها المملكة منذ سبتمبر الماضي وشاركت فيها الجامعة العربية ما يبين الرغبة الأكيدة في تنشيط التحرك في إطار المبادرة.
وأشار إلى أن الموضوعات الاقتصادية لقيت اهتماما في القمة ومن يتابع قراراتها يجد أن البعد الاقتصادي والاجتماعي حظي باهتمام كبير لافتا إلى أن هناك حيوية وحركية جديدة في العالم العربي معربا عن التطلع إلى أن تكون (قمة جدة) بداية بأن يأخذ العرب أمورهم بأيديهم بإرادة جماعية لتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة العربية.

عدد الزيارات : 324 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق