> دولي

رندة تقي الدين: رسائل حزب الله إلى الإقليم والداخل اللبناني


رندة تقي الدين: رسائل حزب الله إلى الإقليم والداخل اللبناني

العرض العسكري لحزب الله في الجنوب اللبناني يوم الاحد الماضي يحمل رسائل عدة أهمها الرد على البيان الختامي للقمة الذي يؤكد ضرورة انهاء وجود ميليشيات مسلحة الى جانب القوات النظامية في الدول العربية.
إن ميليشيا حزب الله التي تملك قرار السلم والحرب في لبنان لن تتنازل رغم المصالحات الإيرانية السعودية والسورية السعودية عن وجودها المسلح الغير الشرعي المطلوب في جميع قرارات مجلس الامن المرتبطة بلبنان حتى ان رفيق الحريري رئيس حكومة لبنان استشهد لأنه كان احد مهندسي القرار ١٥٥٩ لاخراج السوريين من البلد ووضع الميليشيات غير الشرعية تحت سلطة الجيش الشرعي وقتل لهذا السبب لان حزب الله لن يسمح بمس نفوذه وبوجود اقوى منه على الارض.
فالمحكمة الدولية كانت اقرت ان عضويين في حزب الله مصطفى بدرالدين الذي قتل وسليم عياش الفار منفذي جريمة القتل والحكومة الاميريكية تبحث عن عياش الآن وهي وضعت ١٠ مليون دولار جائزة لمن يعطيها تفاصيل عن مكان وجوده.
قام حزب الله اللبناني التابع لإيران بمناورة عسكرية في الجنوب اللبناني تحت اسم "سنعبر"و شاركت فيها العناصر المسلحة بالأسلحة الثقيلة والحية واستعرضت راجمات الصواريخ .حملت هذه المناورة معان كثيرة في الظروف الإقليمية واللبنانية الحالية. فعلى الصعيد اللبناني حيث حزب الله هو السلطة النافذة الوحيدة في لبنان كانت رسالته بمثابة تنبيه للمعارضة المسيحية وغيرها ان وحده الحزب يقرر من الرئيس المقبل للبلد والا يستمر ويطول الفراغ بعد سبعة اشهر من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشيل عون ورسالة حزب الله الاخرى ان الكلام عن احتمال ترشيح قائد الجيش جوزف عون غير وارد الا بإرادته. كما ان أي رئيس لبناني مقبل لن يحق له تناول موضوع الستراتيجية دفاعية الا من باب الاعتراف بان قوات حزب الله ستبقى المهيمنة في الداخل اللبناني ومع الخارج الاسرائيلي. علما ان تهديدات حزب الله لإسرائيل أصبحت الآن مجرد كلام طالما وافق الحزب على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في سبيل التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية بشروط عدم تعريض المياه الإسرائيلية الى ضربات من حزب الله والا يتوقف التنقيب كليا في المياه اللبنانية لكن هذه المناورة العسكرية التي أرادها الحزب بمثابة عرض عضلات على الساحة اللبنانية قد تكون مجاذفة له في الأوضاع الراهنة في لبنان. فغياب الدولة اللبنانية وتعذر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة وانهيار المؤسسات في البلد من شأنهم ان يقودوا الى انهيار الامن الذي ما زال صامدا بالرغم من تدهور الأحوال فالشرطة والجيش رغم رواتب منخفضة جدا للجنود والضباط نتيجة انهيار قيمة الليرة للدولار ما زالوا صامدين لكن اذا انهارت المؤسسات الأمنية سيعني ذلك ان هذه القوة العسكرية التي يتباهى بها حزب الله ستضطر الى القيام بالمهمة الأمنية ما يهدد مصالحها. 
فتمويل قوات حزب الله اليوم يعتمد على تجارة المخدرات منها الكبتاغون مع النظام السوري والسيطرة على مرافق لبنان وعلى تهريب الدولارات من لبنان الى سورية وعلى كل الأمور الممنوعة دوليا. ان ما تبقى من مؤسسات لبنانية شرعية تشكل نوع من تغطية للحزب المهيمن حاليا والمثل عن ذلك اليوم توجيه ادعاء قضائي دولي على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حين ان كل آليات حزب الله الغير الشرعية مثل القرض الحسن النظام المصرفي الغير الشرعي نموذج خارج النظام العالمي الذي تمدد في أماكن خارج مناطق حزب الله في بيروت لم يتم المس بها قضائيا وعالميا . 
التطبيع بين بعض الدول العربية والنظام السوري سيعزز قبضة حزب الله وايران في لبنان وفي سورية وفي العراق حيث حشد الشعب يقوم بدور مماثل لحزب الله في لبنان فحزب الله بعد القمة العربية يعتبر التطبيع العربي مع سورية انتصار له وللنظام السوري الذي قام حزب الله اللبناني بحمايته طيلة حرب الاسد على شعبه. نظام بشار الأسد مدرك ان لولا حزب الله وايران وروسيا لما استطاع البقاء . لذا مناورات حزب الله العسكرية تريد تذكير من يتكلم عن نزع السلاح غير الشرعي ووضعه تحت الشرعية في لبنان غير وارد بحيث هيمنة الحزب مستمرة ومصالحات المنطقة ستعززها لسوؤ حظ لبنان.

عدد الزيارات : 348 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق