> اقتصاد

رندة تقي الدين: تراجع أسعار النفط في ظل تضخم عالمي


رندة تقي الدين: تراجع أسعار النفط في ظل تضخم عالمي

في بداية هذا الأسبوع وصل سعر برميل البرنت في لندن إلى حوالي ٧٨ دولار في حين أنه كان تجاوز ٨٢ دولار بعد أن قررت أوبك + زيادة تخفيض إنتاجها بـ ١،٦ مليون برميل في اليوم لهذا الشهر .
وكانت هذه الدول قد أجرت تخفيضا قبل ذلك بمليونين برميل في اليوم حتى نهاية السنة . 
قرار أوبك + بزيادة التخفيض كان بسبب تراجع أسعار النفط والازمة المصرفية في الولايات المتحدة وعدم اليقين بالنسبة لنمو الطلب في الصين . 
استمرار تراجع الأسعار اليوم رغم تخفيض أوبك + الإنتاج قد يكون لعدة أسباب منها التوقعات برفع الاحتياطي الفدرالي الامريكي الفائدة وتأثيره على الاقتصاد، إضافة إلى القلق المتزايد على القطاع المصرفي الامريكي مجددا مع مصادرة أصول بنك فيرست ريبابليك وبيعه إلى جيه بي مورجان . 
تسود ظروف في أكبر اقتصادات العالم تؤدي إلى مخاوف لدى منتجين النفط من تراجع في استهلاك النفط . 
التضخم المستمر في الدول الصناعية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا وحذر قطاع الاعمال وأيضا مخاوف الناس من صرف الأموال والاستهلاك ومضاربات صناديق الاستثمار كل ذلك يؤدي إلى عدم ارتفاع برميل البرنت إلى مستويات مناسبة لدول أوبك+ ، إضافة إلى ذلك تمكنت روسيا من بيع المزيد من نفطها في آسيا بتخفيضات كبرى . 
لقد لوحظ في الشهر الماضي أن صادرات الهند من النفط الروسي تجاوزت مجموع الصادرات النفطية السعودية والعراقية بسبب التخفيضات الروسية . 
من الملاحظ أن روسيا لم تخفض إنتاج نفطها كما هددت في الآونة الأخيرة . 
لقد تجاوزت صادراتها النفطية في الأسبوع الأخير من أبريل ٤ مليون برميل في اليوم. فحتى اليوم حسب بلومبرغ الصادرات الروسية عبر الناقلات البحرية لم تظهر تخفيض بالمستوى الذي أشار إليه وزير الطاقة الروسي عندما قال إن إنتاج روسيا في مارس انخفض بـ ٧٠٠٠٠٠ برميل في اليوم .
كانت روسيا تصدر نفطها عبر أنبوب دروزبا إلى بولندا وألمانيا ولكنها أوقفت التصدير بسبب العقوبات والحرب في أوكرانيا ما أدى الى زيادة التصدير النفطي الروسي عبر البحر . 
وحدها تركيا في المتوسط بقيت تشتري النفط الروسي. أما إعلان وزير النفط الإيراني عن تجاوز انتاج بلده مستوى ٣ مليون برميل في اليوم فهذا من شأنه أن يزيد العرض النفطي على الأقل في أسواق آسيا التي لا تخشى العقوبات مثل الصين التي بقيت تشتري النفط الإيراني رغم العقوبات . 
ولكن بما أن أرقام الصين الصناعية غير مشجعة حاليا فأسعار النفط لن ترتفع مجددا إلى مستويات أوبك + تتمناها وهي على الأقل ٩٠ دولار للبرنت . 
فكل دول أوبك + تحتاج إلى المزيد من العائدات لموازناتها حتى الغنية منها التي لديها خطط وطموحات اقتصادية ضخمة تحتاج إلى أسعار نفط أعلى مما هي حاليا . 
ولكن التضخم العالمي وحالة المصارف غير مطمئنة لمنتجي النفط الذين قد يتأثروا بما يجري في السوق الامريكية والصينية.

عدد الزيارات : 687 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق