> اقتصاد

رندة تقي الدين: لبنان يتصدر تضخم الغذاء العالمي


رندة تقي الدين: لبنان يتصدر تضخم الغذاء العالمي

موقع عالم الإحصاءات صنف تضخم السلع الغذائية في لبنان الأعلى في العالم بثلاث أرقام، لقد بلغ تضخم هذه السلع ٣٥٢ في المئة . 
وقد أشار برنامج الأمم المتحدة للغذاء العالمي أن ارتفاع نسبة تضخم الغذاء فيه مرتبط بالعجز المالي الباهظ ومستوى الدين العام المرتفع وانهيار قيمة الليرة اللبناني . 
لبنان يتقدم في هذا التصنيف على فنزويلا حيث مستوى تضخم الغذاء هو ١٥٨ في المئة والارجنتين ١١٠ في المئة وزيمبابوي ١٠٢ في المئة وتركيا ١٠٢ في المئة و٥٣،٢ في المئة الباكستان . 
بعد انهيار البنوك وتحول أموال المودعين إلى رهائن فيها مع عدم إمكانية المودعين من سحبها وحرمانهم من استخدام مدخراتهم.  
رواتب تم تجميعها لسنوات انهارت قيمتها مع انهيار قيمة الليرة مقابل الدولار، فانعدمت الثقة في النظام المالي اللبناني مع اسعار صرف متعددة ومضاربات على مستوى الصرافين في البلد . 
مستويات الفقر والبطالة ارتفعت في ظل غياب دولة فاعلة فلبنان دون رئيس للجمهورية منذ سبعة أشهر ودون حكومة فاعلة لأن الحكومة الحالية التي يرأسها نجيب ميقاتي لتصريف الأعمال .
إنه لوضع مأساوي بسبب انقسام البلد بين حزب الله الذي يملك سلاح وقوة غير شرعية ونفوذه كبرى في البلد بوجه أحزاب مسيحية منقسمة لا يمكن أن تتفق على مرشح رئاسي و كل منها تقدم مصلحتها على انقاذ البلد من الانهيار الكلي.
بعد أن كان لبنان بلد يحبه عدد من أشقائه العرب وعدد كبير من الغربيين أصبح في خانة التجاهل والشفقة على ما يشهده من انهيار وتراجع على جميع المستويات في غياب الدولة . 
المؤسسة الوحيدة التي حتى الآن صمدت هي الجيش وذلك بفضل المساعدات المالية التي نالها من الدول المشكورة الولايات المتحدة وقطر .
لكن رواتب الجنود فيه أصبحت لا تتجاوز ٦٠ دولار شهريا ما اضطر عدد كبير منهم عن بحث عن أعمال أخرى إضافية ليتمكنوا من تأمين ادنى متطلبات المعيشية لأسرهم . 
العالم بأسره يطالب ويضغط على المسوؤلين في لبنان لإجراء الإصلاحات المطلوبة وملئ الفراغ في الدولة من انتخاب رئيس إلى تشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات المطلوبة والمعروفة . 
ولكن تمر الأيام ويزداد التدهور وما زالت الأوضاع السياسية معطلة.
تتحرك الأمور إقليميا مع عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية كأنها مكافأة لنظام قاتل أبنائه وهجرهم لأكثر من عقد ودمر بلده وها هو يهنأ مجددا بعودته إلى جامعة متسامحة مع الجرائم فقد يحضر بشار الأسد قمة الرياض في ١٦ مايو ويغيب عنها رئيس لبناني لأن اللبنانيين فشلوا في الاتفاق والإسراع في معالجة وضع بلدهم عودة النظام السوري الى الجامعة العربية تعطي المزيد من النفوذ إلى حزب الله حليف وحامي النظام السوري. 
أي مرشح رئاسي في لبنان بكل أحوال لا يمكنه أن ينتخب دون موافقة حزب الله واليوم أكثر من الأمس مع المصالحات التي تمت في الإقليم خصوصا بعد عودة العلاقات بين السعودية وإيران .  
تعطيل الوضع السياسي في لبنان يزيد تفاقم سوء الأحوال المعيشية فيه والتضخم المرتفع للسلع الغذائية ويزيد الانقسام بين طبقة فقيرة تزايد فقرها وطبقة غنية تعيش في رفاهية . 
والملفت في هذا البلد عدد المطاعم والمقاهي التي تفتتح يوميا وتمتلئ بالزبائن الذين يبحثون عن الرفاهية والتسلية ليخرجوا من مصاعب الحياة اليومية مع غياب الكهرباء وبطئ الانترنيت ورغم ذلك معظم الطبقة الوسطى والغنية وجدت خطة بديلة منهم من لجأ الى الطاقة الشمسية والبطاريات ولكن بكلفة غير متوفرة للطبقة الفقيرة. 
ما زال هناك أطباء بارعين في مستشفيات لبنان منهم من غادر ولكنه عاد. 
إن ما ينقذ هذا البلد هو الأموال الآتية من الخارج . فعدد كبير من العائلات تعتمد على الأقرباء أو الأبناء والبنات الذين يعملون في الدول الخليجية أو الغربية الذين يرسلون دولارات تسمى " فريش fresh “ لأهلهم في لبنان . 
لولا هؤلاء لما صمد لبنان أمام التضخم القاتل وأوضاع معيشية بالغة الصعوبة وفي هذه الأثناء لا يزال التعطيل السياسي سيد الموقف وقد يستمر فترة طويلة ومصير لبنان مجهول.

عدد الزيارات : 765 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق