> دولي

قادة الناتو يؤكدون التزامهم بتعزيز التعاون مع مجلس التعاون الخليجي


قادة الناتو يؤكدون التزامهم بتعزيز التعاون مع مجلس التعاون الخليجي

أكد قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الثلاثاء أن الشرق الأوسط وإفريقيا منطقتان ذواتا "مصلحة استراتيجية" لهم مشددين على التزامهم بتعزيز التعاون مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومبادرة إسطنبول للتعاون.
وقال القادة في بيان صدر في اليوم الأول من قمة يعقدونها في العاصمة الليتوانية (فيلنيوس) تستمر يومين "إننا سنعمل على تعميق ارتباطاتنا السياسية وتواصلنا بالدبلوماسية العامة مع شركائنا القدامى في الحوار المتوسطي ومبادرة إسطنبول للتعاون".
وأضاف قادة (ناتو) "أننا سنزيد أيضا تواصلنا مع المنظمات الإقليمية ذات الصلة بما في ذلك الاتحاد الإفريقي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وأشار البيان إلى أن (ناتو) ينفذ حاليا "حزم لبناء القدرات الدفاعية للعراق والأردن وموريتانيا وتونس" كما سيبحث مع السلطات الأردنية "إمكانية إنشاء مكتب ارتباط لحلف شمال الأطلسي في عمان".
وشدد على أن "الحلفاء لا يزالون ملتزمين بدعمنا للعراق وقدرته على إحلال الاستقرار" معربا في هذا الإطار عن إدراك القادة "للجهود المتواصلة والتقدم" الذي تحرزه حكومة العراق وقوات الأمن العراقية لمحاربة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وعبر قادة (ناتو) في الوقت نفسه على تشجيعهم على إحراز المزيد من التقدم في مكافحة العراق "للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره".
من جهة أخرى ذكر البيان أن "دعم إيران للحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا له تأثير على الأمن الأوروبي الأطلسي" داعيا طهران إلى "وقف دعمها العسكري لروسيا لا سيما نقلها الطائرات بدون طيار التي تستخدم في الهجوم على بنية تحتية حيوية".
كما عبر قادة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي البالغ عددها 31 دولة في البيان عن قلقهم البالغ إزاء "نشاطات إيران الخبيثة داخل أراضي الحلفاء" مطالبا طهران بالامتناع عن "الأعمال المزعزعة للاستقرار بما في ذلك مصادرة سفن بحرية" وبلعب "دور بناء في تعزيز الاستقرار والسلم الإقليميين".
وقال القادة "إننا نؤكد عزمنا الواضح على ضرورة عدم تطوير إيران أبدا سلاحا نوويا وما زلنا نشعر بقلق عميق إزاء تصعيد إيران لبرنامجها النووي" داعين في هذا الإطار طهران إلى "الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب اتفاق الضمانات الذي تتطلبه معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
كما طالبت قمة (ناتو) إيران بوقف جميع نشاطات الصواريخ الباليستية التي تتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 2231.
وفيما يتعلق بالجوار الجنوبي للحلف الأطلسي لا سيما مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل قال البيان إن هذا الجوار "يواجه تحديات أمنية وديموغرافية واقتصادية وسياسية مترابطة".
وأوضح القادة في بيانهم أن عوامل "الصراع والهشاشة وعدم الاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط تؤثر بشكل مباشر على أمننا وأمن شركائنا" مشددين على أن "مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أمر أساسي لدفاعنا الجماعي".
وأضافوا أنه "في إطار جهد أوسع للاستجابة الجماعية بشكل أفضل لهذا التهديد فأننا سنعمل على تطوير قدرات الحلفاء بشكل أكبر وسنواصل المشاركة مع التحالف العالمي لهزيمة (داعش) ومع الدول الشريكة من أجل دعم جهودها ومساعدتها على بناء قدراتها لمكافحة الإرهاب".
وفي إطار آخر ركز قادة الحلف الأطلسي في جزء كبير من بيانهم المؤلف من 90 نقطة على دعم كييف وإدانة "الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا".
ورغم ذلك امتنع قادة (ناتو) عن عرض عضوية الحلف على أوكرانيا في الوقت الحالي حيث قالوا في هذا المسألة إن أوكرانيا "ستصبح عضوا" في (ناتو) لكنهم لم يذكروا متى على وجه التحديد.
وجاء في البيان أن الحلفاء سيواصلون دعم ومراجعة التقدم الذي تحرزه أوكرانيا فيما يتعلق بإمكانية "العمل البيني" إلى جانب الإصلاحات الإضافية المطلوبة على صعيدي الديمقراطية والقطاع الأمني.
وأشار البيان إلى أن قادة الحلف قرروا إنشاء "مجلس (ناتو) وأوكرانيا" موضحا أنه "هيئة مشتركة جديدة يشارك فيها الحلفاء وأوكرانيا باعتبارهم أعضاء متساوين لدفع الحوار السياسي والمشاركة والتعاون".
ورحب قادة (ناتو) "بالدعم القوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة للجهود الرامية إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا".
ووصف البيان روسيا بأنها "التهديد الأكثر أهمية ومباشرة لأمن الحلفاء والسلم والاستقرار في المنطقة الأوروبية الأطلسية" مضيفا أنه "في ظل سياسات روسيا وأفعالها العدائية لا يمكننا اعتبارها شريكا لنا" كما أن "أي تغيير في علاقاتنا يعتمد على بشأن وقف روسيا لسلوكها العدواني وعلى الامتثال الكامل للقانون الدولي".
وفيما يتعلق بالصين قال البيان إن "طموحات بكين المعلنة وسياساتها القسرية تتحدى مصالحنا وأمننا وقيمنا" مضيفا أن "الصين تستخدم مجموعة واسعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية لزيادة موطئ قدمها على الصعيد العالمي" بينما تظل "غامضة بشأن استراتيجيتها ونواياها وحشدها العسكري".
ودعا البيان الصين إلى "إدانة الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا والامتناع عن دعم المجهود الحربي الروسي بأي شكل من الأشكال ووقف تضخيم الرواية الكاذبة الروسية التي تلقي باللوم على أوكرانيا و(ناتو) في الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا".
كما تطرق البيان إلى مجموعة من القضايا الأخرى منها ما يتعلق بالوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتمويل الخاص بالحلف الأطلسي إلى جانب إدانة برنامج كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية.


عدد الزيارات : 165 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق