> اقتصاد

رندة تقي الدين: إدارة الطاقة الأمريكية تتوقع سعر برميل خام برنت 90 دولار


رندة تقي الدين: إدارة الطاقة الأمريكية تتوقع سعر برميل خام برنت 90 دولار

توقعت إدارة الطاقة الأمريكية سعر برميل البرنت ب٩٠ دولار خلال الربع الأخير من هذه السنة . ورأت أن الطلب المستمر على المنتوجات البترولية وقرار السعودية الطوعي بتخفيض إنتاجها بمليون برميل في اليوم يساهمان في رفع أسعار برميل البرنت في نهاية العام الحالي .

لقد توقعت إدارة الطاقة الأمريكية تجاوز الإنتاج النفطي الأمريكي مستوى ١٢،٩ مليون برميل للمرة الأولى في أواخر هذه السنة وتجاوزه ١٣ مليون برميل في اليوم في بداية ٢٠٢٤ . وبرر المسؤول في إدارة الطاقة الأمريكية أن استمرار نمو الإنتاج النفطي الأمريكي مدعوم من ارتفاع أسعار النفط ارتفاع قدرات الإنتاجية للآبار في أمريكا . تظهر هذه التوقعات أن ارتفاع سعر البرنت إلى حوالي ٩٠ دولارًا لا يؤثر سلبا على الإدارة الأمريكية بالعكس بحيث أن الأسعار المرتفعة تشجع الشركات الأمريكية على زيادة إنتاجها إلى مستويات قياسية .

في السنوات الأخيرة كل من السعودية والكويت وقطر والإمارات بذلت جهودا كبرى في تخفيض الانبعاثات الغازية وتحول الطاقة . تحتل السعودية المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط .

في السنوات العشر الأخيرة أظهرت السعودية تحسنًا ب١١ في المئة على صعيد تحول الطاقة . أيضا شركة كويت للبترول تعمل على إدخال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء في بعض عمليات الضخ . والإمارات طورت طاقات شمسية ونووية للطاقة المتجددة وقطر تعمل على الحد من الانبعاثات الكاربونية واستخدام تقنيات طاقة متجددة لذلك . إلا أن افتتاحية جيسون بوردوف مدير مركز الطاقة في جامعة كولومبيا في النيويورك تايمز تظهر أن معظم الشركات النفطية العملاقة عدلت عن تخفيض إنتاجها من النفط والغاز من الآن إلى نهاية السنوات العشرة القادمة .

أعلنت شيل في يونيو أنها لن تخفض إنتاجها من النفط والغاز خلال العشر السنوات المقبلة . وحسب بوردوف شركات النفط والغاز العالمية ستنفق ٥٠٠ مليار دولار هذه السنة لتحديد واستكشاف وإنتاج كميات جديدة من النفط والغاز .

ويضيف أن الصناعة النفطية عموما تشير إلى جهودها لتقليص الانبعاثات الغازية وتطوير تقنيات الطاقة الخضراء ولكنها تبقى جهود أقل بكثير مما تفعله لإبقاء وتطوير الإنتاج النفطي والغازي وأن الصناعة النفطية والغازية أنفقت ٥ في المئة من استثماراتها في النفط والغاز على طاقة قليلة الانبعاثات في السنوات الأخيرة حسب وكالة الطاقة الدولية .

اكسون موبيل أشارت أن المجتمع لن يقبل بتدني مستوى حياته من أجل التوصل إلى صفر انبعاثات كاربونية .فلا شك أن أسعار النفط المرتفعة ونمو الطلب على الطاقة من غاز ونفط لن يدفع إلى الوصول إلى صفر انبعاثات غازية في ٢٠٥٠ نظرا إلى حاجة الاقتصادات الكبرى مثل الصين والهند والدول الناشئة إلى الطاقة التقليدية خصوصا أن الصين والهند والولايات المتحدة ما زالت تستخدم بكثرة الفحم وهي بدأت تزيد من استخدامها للغاز مثلا وهو طاقة أنظف في سبيل تحول الطاقة .

فقد تزيد استخدامها من الغاز والنفط في هذا الإطار . فلا شك أن النفط والغاز سيبقيان الأساس في استهلاك الطاقة لمدة أطول مما تقوله الدول الصناعية التي تجهد للتوصل إلى صفر انبعاثات في ٢٠٥٠ . إن أرتفاع أسعار النفط إلى ٩٠ دولار يشجع الاستثمارات في التنقيب والإنتاج في أماكن عديدة لكن المزيد من الإنتاج الأمريكي من شأنه أن يكون مثلما حدث في الماضي عندما زاد النفط الصخري بشكل كبير وأدى إلى انخفاض الأسعار .

إلا أن توقعات إدارة الطاقة الأمريكية من شأنها أن تطمئن منتجي نفط أوبك أن سعر نفطهم لن ينخفض في المستقبل القريب إلا في حال ركود اقتصادي عالمي في الولايات المتحدة وفي الصين .

باريس-رندة تقي الدين

عدد الزيارات : 1665 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق