> اقتصاد

رندة تقي الدين: توقعات وكالة الطاقة الدولية بعيدة عن الواقع


رندة تقي الدين: توقعات وكالة الطاقة الدولية بعيدة عن الواقع

ما كتبه مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في صحيفة الفايننشيل تايمز ان الطلب على الأنواع الثلاثة من الوقود الاحفوري النفط والغاز والفحم سيصل الى ذروته في السنوات المقبلة هو بعيد عن الواقع. فالعالم سيبقى محتاجا للنفط والغاز والفحم لمدة أطول من تصور السيد بيرول.

فلو كان كلامه يعكس الواقع لما كانت الشركات النفطية العملاقة مثل شيل وتوتال اينيرجي وشفرون والحكومة النروجية مستمرين في استثمارات ضخمة في التنقيب وانتاج وتطوير الطاقة الاحفورية.

الشركات العملاقة التي تدخل مشاريع للطاقة المتجددة والنظيفة تركز في استثماراتها على الطاقة الاحفورية.

من غير الواقعي حاليا الاعتبار ان الطلب على أنواع الوقود الاحفورية سيصل الى ذروته هذا العقد. 

كيف ذلك والصين والهند ما زالوا يستهلكون بشكل كبير الفحم ولو انهم يطورون طاقة نظيفة من الشمس والهواء وغيرها ولكن يبقى طلب الدولتين الهند والصين الاكبر عدد سكان في العالم على الطاقة الاحفورية مرتفع الى أطول من نهاية العقد عكس ما يقول بيرول.

لقد تعاقدت الصين منذ فترة وجيزة مع قطر لمدة ٢٥ سنة لإمدادات غاز قطرية والهند لها أيضا عقود طويلة الأمد للنفط والغاز.

فكيف يتوقع بيرول نهاية الطلب على الطاقة الأحفوري في نهاية العهد. والرئيس ماكرون تحدث أيضا عن ضرورة الوصول في ٢٠٤٠ الى الابتعاد عن النفط دون تأكيد ذلك وقال أيضا انه ينبغي الابتعاد عن الفحم في ٢٠٣٠.

هذا من ضمن تمنيات الدول الغنية. ولكن قد لا يكون الواقع. واليوم وأسعار برميل البرنت في لندن ارتفعت الى ٩١ دولار بسبب ارتفاع الطلب على النفط واستمرار السعودية في تخفيض انتاجها الى ٩ مليون برميل في اليوم حتى نهاية السنة لا يمكن ان تخفض الدول المنتجة للطاقة الاحفورية استثماراتها في هذا القطاع الأساسي لاقتصادها ونموها . 

هل أراد بيرول في مقاله تفجير قنبلة من خلال توقعه نهاية عهد الطاقة الاحفورية. انها لمبالغة نظرا للتطورات الحالية. 

رغم الحرب الروسية على أوكرانيا ما زال الغاز الروسي على الناقلات يباع في أوروبا. صحيح ان الدول المصدرة للنفط والغاز في طليعتها السعودية والكويت وقطر والامارات والعراق والجزائر ونيجيريا كلها تعمل على تقليص الانبعاثات الكاربونية وتطوير طاقات متجددة ولكنها حريصة على حماية مواردها من الطاقة الاحفورية التي قد تستمر لعهود مقبلة.

اما أسعار النفط الحالية فاكثر من مؤسسة مالية عالمية توقعت ان من الآن الى نهاية السنة قد يبلغ سعر برميل النفط ١٠٠ دولار علما ان jP morgan Chase and co استبعدت وصوله الى مئة دولار. 

توقعت إدارة الطاقة الأمريكية اليوم ان يكون معدل سعر برميل البرنت للربع الأخير من هذه السنة ب ٩٣ دولار رافعة إياه من توقعاتها في اوغوستوس التي كانت بمستوى ٨٨ دولار . 

كما توقعت الإدارة الاميريكية للطاقة انخفاض في الاحتياطي العالمي للنفط بنصف مليون برميل في اليوم من النفط في النصف الثاني من هذه السنة .

قال جو دو كاروليس المسوؤل في الإدارة الأمريكية للطاقة " ان أسعار نفط مرتفعة وظروف اقتصادية في حالة عدم يقين قد تقلل الطلب العالمي على المنتوجات البترولية في ٢٠٢٤ .

ان مما لا شك فيه ان الأسعار ستبقى بحوالي ٩٠ دولار لبرميل البرنت اذا استمرت السعودية في سياستها في حماية السعر وتقليص الإنتاج وليس هناك أي سبب لتغيير سياستها التي تحظى بتأييد من جميع منتجي أوبك وحتى خارج أوبك في مجموعة أوبك + سوى انهيار دراماتيكي في الطلب مثلما حدث في سنتي الكورونا

عدد الزيارات : 849 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق