> دولي

رندة تقي الدين: لمبعوث الرئاسي الفرنسي.. بقاء لبنان على المحك


رندة تقي الدين: لمبعوث الرئاسي الفرنسي.. بقاء لبنان على المحك

جان ايف لودريان وزير دفاع و خارجية فرنسا السابق ومبعوث الرئيس الفرنسي ايمانوييل ماكرون للبنان لحل مشكلة انتخاب رئيس في لبنان قال في مقابلة خاصة لصحيفة لوريان لوجور اليوم إن "بقاء لبنان على المحك وان المسوؤلين السياسيين مستمرين في انكار الواقع" . 
الواقع الذي وصفه هو معروف من الجميع إذ إن لبنان دون رئيس للجمهورية منذ سنة ورئيس حكومة منذ ١٨ شهر والبرلمان لا يجتمع وحاكم البنك المركزي السابق ملاحق دوليا والوضع الاقتصادي يتدهور والبعض يعيش في حلم ان الجالية المهاجرة والموارد الغازية المستقبلية المجهولة حتى اليوم ستسد عجز الوضع المالي. 
ولكن الفقر والبؤس موجودون وما زال السياسييون يلجوؤن إلى اعتبارات تكتيكية وهذا غير محمول حسب لودريان.  
ينقل المبعوث الرئاسي الفرنسي عن ممثلي الدول الخمسة الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر استيائهم من موقف القيادات اللبنانية التي لا تتدارك خطر زوال بقاء البلد . 
مهمة لودريان قائمة على مساعدة اللاعبين السياسيين في الساحة اللبنانية على الاتفاق حول اسم مرشح للرئاسة، ولكنه مدرك لكونه اهتم سابقا بالملف عندما كان وزيرا للخارجية أن التوافق مستحيل من الداخل وهو مُصر أن الحل لن يأتي إلا من الداخل على أساس اسم مرشح ثالث ليس هو سليمان فرنجية مرشح حزب الله ولا جهاد ازعور مرشح القوى السيادية المعارضة لحزب الله . 
إن القيادات اللبنانية المسيحية المعارضة هي أيضا منقسمة فمنها من يؤيد قائد الجيش جوزف عون للرئاسة والتيار العوني برئاسة جبران باسيل يرفض قائد الجيش هذا ومن غير الواضح ما إذا كان هناك قبول من حزب الله بترشيح قائد الجيش . 
إن مهمة لودريان تبدو للمراقب محكومة بالفشل إذا بقيت هذه القيادات على موقفها ما يؤكد خطر المزيد من التدهور حتى ربما زوال صيغة لبنان كما هي . 
سئم العالم من المشكلة اللبنانية لكثرة الازمات العالمية والحرب الأوكرانية واضطهاد الأرمن من الكاراباخ والنزوح الغير الشرعي إلى أوروبا الذي يمزق العلاقات بين دول اوروبا هذا إضافة إلى الكوارث الإنسانية التي ضربت المغرب وليبيا بالزلزال الكارثي والفيضان في درنا الليبية. 
فمن يفضى للبنان وخلافات دائمة وفساد منتشر مع أغنياء جدد يحققون أرباح من التهريب والسرقات والاحتيال على جثة بلد منهوب . 
تاريخ لبنان حافل بفترات كانت الحياة فيه سهلة وجميلة لعدد كبير من اللبنانيين وحتى من العرب الذين كانوا يرغبون في العيش فيه أو الدراسة في جامعاته العريقة الاميريكية والفرنسية . 
أما الآن فمعظم مواطني الدول العربية الذين كانوا يحبون المجيء إلى لبنان وجدوا بدائل أن كان على صعيد الدراسة أو الطبابة أو التسلية والسياحة . 
فلم يعد لبنان يقدم الآن إلا مشاكل أنهكت شعبه واتعبت العالم منه. 
يرى المبعوث الرئاسي الفرنسي في مقابلة لوريان لوجور أن منطق ميزان القوى في لبنان أدى إلى زوال الدولة وينبغي إيجاد حل يتيح للطوائف اللبنانية أن تتعايش وأن حزب الله يمثل قوى من بين هذه الطوائف . 
إنها ملاحظة تعكس الواقع ولكنها منقوصة لان ميزان القوة حاليا في لبنان تم الاستيلاء عليه من حزب الله المهيمن على القرار . 
صحيح أن على الطوائف ان تتعايش ولكن على أساس التساوي وليس بناء على طائفة تهيمن بالسلاح الغير الشرعي تستخدمه أينما كان وكيف تشاء داخل البلد وخارجه لحماية نظام بشار الأسد ولتدريب الحوثيين في اليمن . 
مفتاح الحل اليوم لسوؤ الحظ هو بيد حزب الله وحليفه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري فلو كان الثنائي الشيعي يؤمن بالديمقراطية لكان تم انتخاب المرشح جهاد ازعور وكان للبنان رئيس الآن .
إن الثنائي الشيعي يريد الهيمنة في لبنان منهار مفضلا الفوضى وغياب المؤسسات والتعامل خارج المصارف لانه الأفضل للاستمرار في التهريب والفساد والسيطرة على مرافئ الدولة والقضاء ومنع التحقيق بالجرائم وانفجار المرفأ .
فإيران المقرر الأكبر في لبنان وسورية والعراق ومع حزب الله الأداة اللبنانية للدولة الفارسية لا يمكن للودريان أن ينجح إذا أراد حل على أساس تعايش بالتساوي لأن حزب الله لا يسير على هذا الأساس فالمشكلة داخلية وإقليمية.

عدد الزيارات : 222 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق