> محليات

محمد تهامي: التبرعات للمنظمات الخيرية أمانات وليست إيرادات تتطلب إدارة فاعلة واعية وجهودًا مضنية ونفوسًا مشمرة السواعد


محمد تهامي: التبرعات للمنظمات الخيرية أمانات وليست إيرادات تتطلب إدارة فاعلة واعية وجهودًا مضنية ونفوسًا مشمرة السواعد


أكد محمد تهامي مستشار التطوير المؤسسي والمشروعات والباحث في الدكتوراه أن المؤسسات الطوعية والإنسانية تمثل ركيزة أساسية في تنمية المجتمعات، وتلعب دورًا بارزًا في تحسين وازدهار الشعوب عبر تقديم دعم ومساندة إنسانية من خلال أداء مؤسسي بتقديم الخدمات المختلفة حسب احتياجات وأولويات الفئات المستفيدة، وتعتمد المنظمات الخيرية على مصادر تمويل متنوعة من تبرعات وهبات فردية وعائلية ومجتمعية وجهات مانحة ومؤسسات رسمية وشعبية ووقفية ومبرات وشركات وشراكات، بالإضافة إلى مشروعات تنموية تحقق عوائد اقتصادية، وتعتبر المصادر التمويلية الشريان الرئيس في مسيرة المنظمات الإنسانية لتحقيق رسالتها وأهدافها.
وتابع تهامي: بداية سواء كانت التبرعات إيرادات أو أمانات فهي بمثابة حقوق المانحين أيًا كانوا أفرادًا أو جماعات أو مبادرات أو جهات ما في رقاب القائمين على إدارة المنظمات الخيرية، حيث أنها بمثابة بيت المال وجوبًا عليها الحفاظ على أموال المودعين وتعزيز العلاقات معهم عبر الوسائل المؤسسية المتنوعة لضمان استدامة التمويل واتباع نظم وسياسات وإجراءات علمية وعملية في تنفيذ وإدارة مشروعات وأنشطة نوعية متميزة .
وأوضح تهامي أن العبارات والمصطلحات تلعب أهمية كبيرة في بناء ثقافة مؤسسية في التواصل والتفاهم ومن هنا يجب فهم الفرق بين الإيرادات والأمانات، فالإيرادات أموال تحصل عليها المنظمات يتم التعامل معها دون مهنية وتقييم لأداء، بعيدًا عن نوعية مشروعات وقياس لأثر، وتعيينات بمجاملات ليست كفاءات ودون حاجات لتسكين هياكل – إن وجدت – أما عن الصرف وآلياته ولوائحه وصلاحياته وسياساته وضوابطه والمشتريات والتدقيق والرقابة باب متسع فاللوائح أعدت واعتمدت ومن اعتمدها له الحق في تعديلها!
وأضاف تهامي: أما أن تكون ثقافة المؤسسة بأن التبرعات أمانات تجعل البيئة الداخلية لكافة الوحدات والموارد البشرية المتشابكة في الدورة المستندية للمشروعات وخدمة العملاء والمالية من خلال آليات وسياسات وضمانات توظف بعناية وشفافية وكفاءة وفعالية وفقًا لشروط المانحين وأولويات الاحتياجات تحقيقًا لأكبر فائدة للفئات المستهدفة تتضمن نقاط عشرية منها وقفية المنظمات وذلك من خلال تعزيز ثقافة أن المنظمات والمشروعات الخيرية وقفية للإنسانية، دون تبعية لأفراد أو مجموعات إنما القائمون عليها أمناء "نظار وقف"، يتمتعون بسمات شخصية وقدرات بشرية فذة يؤدون الأمانة بأمانة بالإضافة إلى الموارد البشرية.. الرجل المناسب في المكان المناسب في الزمان المناسب.
وأردف تهامي قائلا أن التخطيط الاستراتيجي من خلال إعداد خطة استراتيجية وتشغيلية وخريطة تنفيذية محددة الأهداف والزمن والأنشطة والموارد المالية المستهدفة والمنافذ التسويقية ودراسات المشروعات وفقًا لأولويات الشعوب والمجتمعات ومنظومة القيم من خلال إمساك خطة السير بالقيم وتعزيز النزاهة والشفافية والمصداقية والورع والبعد عن الشبهات، وترشيد المصروفات بالموازنات وتكلفة المشروعات واعتبارها الحد الأعلى للصرف والسعي الجاد لتقليل النفقات بما لا يؤثر على الجودة، وترسيخ أركان مؤسسية رائدة منها الإفصاح بتقارير دورية مستدامة مالية والامتثال الشرعي والقانوني من خلال الالتزام بالقواعد الشرعية والأخلاقية والواجبات القانونية والمعايير الدولية والمهنية والتخصص من خلال تقدم الكفاءات المهنية التخصصية الطموحة على رأس إدارة مجالات ووحدات العمل والمجالس القوية من خلال تشكيل مجالس إدارية وتنفيذية بعضوية قوية الشخصية متينة الخلق وكفاءة علمية وعملية ونوعية المشروعات من خلالتصميم وتنفيذ وإدارة المشروعات وفقًا للخطط الإنمائية للمجتمعات، وتحديد الأولويات للخدمات والمشروعات والأنشطة المستهدفة وتعظيم الموارد من خلال بناء وتعزيز ثقافة تنمية وتطوير الموارد البشرية والمالية وتعظيم العوائد والاستدامة البشرية والمالية والتواصل والعلاقات مع المانحين أفراد أو مؤسسات أو شراكات والرقاية والتقييم والتي يتعين إيجاد جهاز رقابي بصلاحيات مطلقة للرقابة والتقييم المستدام للأداء المؤسسي والموارد البشرية وقياس الأثر للخطط والمشروعات المستهدفة يأتون أيضا ضمن النقاط العشرية.
واختتم تهامي قائلا: هنا نسجل أنموذجًا يدلل على التعامل مع التبرعات بأنها أمانات وليست إيرادات وذلك بالفكر الاستراتيجي في إدارة الأعمال ويتضح ذلك من خلال تنفيذ المشروعات الاستراتيجية والنوعية بالتنفيذ الذاتي عبر القسم الهندسي في هيكل المؤسسة، وتعزيز العلاقة والشراكة المجتمعية مع أصحاب المصلحة من مقاولين وموردين للمواد المستعملة في الإنشاءات والتشطيبات والتجهيزات، دون أية أضرار على المؤسسة، مما تساهم بفاعلية في التنمية البشرية بسوق العمل وإخراج مشروعات بجودة وكفاءة وسرعة إنجاز وقلة تكاليف تقدر من 20-30% من التكلفة المقدرة مؤكداً أن التبرعات للمنظمات الخيرية أمانات وليست إيرادات تتطلب إدارة فاعلة واعية وجهودًا مضنية ونفوسًا مشمرة السواعد نهارًا ساهرة العيون ليلًا باذلة الغالي والنفيس لتأمين واستقرار واستمرار المشروعات لتنمية وازدهار الشعوب والمجتمعات.

عدد الزيارات : 468 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق