> دولي

رندة تقي الدين: الخوف على لبنان من الجنون الإسرائيلي


رندة تقي الدين: الخوف على لبنان من الجنون الإسرائيلي

الحرب الإسرائيلية في غزة اخذت منحة جنون بشن الدولة العبرية هجوم وقصف بالمدفعية على الجنوب كما شمال غزة مع تصعيد المستوطنين هجومهم في مدن الضفة.

فالهجوم الإسرائيلي الذي تقوده حكومة نتانياهو التي تتضمن عناصر يمينية متطرفة الى جانب رئيسها مثل وزير الدفاع وآف غالانت المدافع عن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ووزراء المالية بزاديل سموتريش والامن اتامار بن غفير هو بمثابة حرب عشوائية انتقامية وحشية دون أي خطة.

السؤال اليوم بعد استشهاد جندي لبناني اليوم وجرح ثلاثة آخرين من قصف إسرائيلي على موقع الجيش اللبناني في الجنوب هل تريد حكومة نتانياهو توسيع القتال الى لبنان.

تمت زيارات أمريكية متتالية الى إسرائيل من جنرال أمريكي والدبلوماسي الأمريكي اموس هوكشتاين الى إسرائيل ليحذروا الحكومة من توسيع القتال الى لبنان لان ذلك قد يؤدي الى اشعال المنطقة.

اما فرنسا فتوجه عبر مبعوثيها الكبار من وزراء دفاعها الى مبعوث الرئاسة الفرنسية الى لبنان الى رئيس المخابرات فكلهم قدموا الى بيروت ليحذروا حزب الله من الانزلاق في حرب تدمر لبنان.

حماس تسيطر حاليا على المخيمات الفلسطينية في لبنان بعد تصفية عناصر فتح فيها وانتصارها عليهم فيها وتعلن عن نيتها بمساندة قتال حماس في غزة من لبنان.

لكن ايران حسب المطلعين على تفكير القيادة الإيرانية في الوقت الراهن وحتى الآن ترى ان ليس من مصلحتها التصعيد ودفع حزب الله الى خسارة كل لبنان. فحزب الله مدرك حاليا ان الحكومة الإسرائيلية جاهزة لتدمير كل لبنان.

لا شك ان ذلك ليس من مصلحة حزب له كل النفوذ في البلد ولو انه احد أسباب اضعاف البلد وتخريبه بالحروب الخارجية والداخلية فيه ولكنه اليوم اقوى من الدولة المفلسة التي تعاني من فراغ على جميع الأصعدة لأنه شارك في انهيارها وفراغها.

لكن هل حزب الله يلجم حماس من استخدام الأرض اللبنانية للقتال مع إسرائيل. 

منطقيا قد لا يكون حزب الله مستعد لحرب إسرائيلية على كل لبنان فهو يراقب ما تقوم به جماعات فلسطينية مسلحة تابعة او قريبة من حماس ولكن بالإمكان ان تفلت السيطرة على الوضع وإدخال لبنان في دوامة حرب لا احد يريدها.

المسؤولون الفرنسيون قلقون جدا على تدهور الوضع في لبنان. لدى فرنسا ٧٠٠ جندي فرنسي في قوة حفظ السلام للأمم المتحدة في الجنوب اليونيفيل التي تتضمن ١٠٠٠٠ جندي من جنسيات متعددة.

اذا بدأت الحرب على لبنان قد تسحب بعض الدول جنودها لأن مهمتهم لن تعد فعالة.

فقرار مجلس الامن ١٧٠١ ينص على حرية تحرك فرق اليونيفيل بحرية في الجنوب وهذا كثيرا ما يتم اعاقته من حزب الله وأيضا من الجانب الإسرائيلي. 

إضافة إلى تهديد الحرب الإسرائيلية ليس هناك رئيسا للجمهورية وتنتهي مهمة قائد الجيش جوزف عون في ٤يناير والوزير اللبناني السابق صهر الرئيس السابق ميشيل عون جبران باسيل رافض لتمديد مدته على راس الجيش.

فقد اختلف مع المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي شرح له انه لا يجوز ان يكون لبنان في حرب دون رئيس للجمهورية ودون قائد جيش خصوصا اذا شنت إسرائيل حرب على لبنان واضطرت بعض الدول على سحب قواتها من اليونيفيل.

باسيل لا يسمع الا طموحه بعدم السماح لمرشح محتمل للرئاسة مثل جوزف عون ان يبقى قائد جيش لمدة سنة إضافية. 

ان خلافات اللبنانيين اغرقت البلد في الإفلاس والانهيار الاقتصادي والفراغ المؤسساتي والآن هو على " كف عفريت " من حرب قد تكون نهايته.

سبق لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان هدد لبنان بإعادته الى العصر الحجري. فرنسا والولايات المتحدة قلقتان من احتمال تصعيد الحرب الى لبنان واشعال المنطقة .

لكن نتانياهو يحتاج الى البقاء في الحكم بحيث انه خارجه سيحاكم لفساده ولمسوؤليته في عدم الكشف عن هجوم حماس قبل ٧ أكتوبر. 

لذا خطر اندلاع الحرب على لبنان يخيف ويقلق الشعب اللبناني الذي تحمل الكثير حتى الآن فهل يكون مجددا ضحية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني

عدد الزيارات : 216 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق